أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة 76 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي المزمع انعقاده خلال الفترة من 2 إلى 12 أغسطس المقبل، ومع اقتراب الانطلاق شهدت التحضيرات للدورة الجديدة عددًا من العقبات التي لم يكن لإدارة المهرجان يد فيها.
اعتذارات بالجملة
كانت أهم العقبات التي أعلن عنها المهرجان هو اعتذار النجم الحائز على جائزة الأوسكار ريز أحمد، الذي كان مقررًا تكريمه في هذه الدورة بحصوله على جائزة "دافيد كامباري" للتميز، وذلك تضامنًا منه مع إضراب اتحاد الممثلين الأمريكيين (SAG-AFTRA) الذي بدأ في 14 يوليو الماضي بسبب نزاعهم مع تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون (AMPTP) الذي تزامن مع إضراب نقابة الكتّاب الأمريكيين للمطالبة بتحسين الأجور والتأمينات الوظيفية، ولفت الانتباه إلى التفاوتات في صناعة السينما والتلفزيون التي توسعت جدًا خاصة مع تعدد وسائل البث، وهي المرة الأولى التي يضرب فيها كل من الكتّاب والممثلين في الوقت نفسه منذ أكثر من 60 عامًا.
ورغم إعلان "أحمد" عدم حضوره، فإن المهرجان السويسري أعلن أن فيلمه القصير Dammi الذي أخرجه المؤلف والمخرج الفرنسي يان منير سيشهد عرضه العالمي الأول في 2 أغسطس ليلة افتتاح المهرجان أمام 8000 من الحضور كما كان مخططًا، وهو فيلم تجريبي تتمحور أحداثه حول موضوعات الهجرة والهوية، ويشاركه بطولة الفيلم النجوم إيزابيل أدجاني وسهيلة يعقوب وساندور فونتيك وسوزي بمبا.
ريز أحمد لم يكن أول المعتذرين عن حضور المهرجان، بل سبقه النجم السويدي ستيلان سكارشجارد الذي كان من المفترض أن يتسلّم جائزة فهد لوكارنو، الذي قرر التنازل عنها تضامنًا مع الإضراب حسبما أعلن المهرجان.
كما قرر المهرجان إلغاء حفل تسليمه الجائزة الذي كان من المقرر إقامته 4 أغسطس في ساحة المهرجان الشهيرة Piazza Grande، كما ألغي لقاءه مع الجمهور الذي كان مقررًا له 5 أغسطس.
وفي الشأن نفسه، مازال المهرجان ينتظر قرار النجمة كيت بلانشيت منتجة فيلم الختام Shayda لوضع اللمسات الأخيرة على شروط حضورها ومشاركتها.
وفي بيان أصدرته إدارة المهرجان تعليقًا على هذه الاعتذارات قالت: "يرى مهرجان لوكارنو السينمائي أن الإضراب الجاري هو علامة على المشكلات التي تزعج صناعة السينما المعاصرة، ونحن نؤيد المناقشة البناءة بين الأطراف المعنية ونقبل باحترام قرارات ضيوفنا".
أول رئيسة في تاريخ المهرجان
قبل أيام كان المهرجان أعلن عن تولي مايا هوفمان، راعية الفنون ومنتجة الأفلام الوثائقية ومؤسِسة ورئيسة مؤسسة LUMA للفنون رئاسة المهرجان بدءًا من دورته المقبلة خلفًا لماركو سولاري الذي شغل هذا المنصب لمدة 23 عامًا، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ المهرجان.
وأسست هوفمان مؤسسة LUMA عام 2004 في مدينة زيورخ لدعم الإبداع الفني في الفنون البصرية والتصوير والنشر والأفلام الوثائقية والوسائط المتعددة، كما تترأس "هوفمان" المعهد السويسري في مدينة نيويورك ومؤسسة فينيسينت فان جوخ في مدينة آرل الفرنسية.
وضع اسم هوفمان على رأس القائمة المختصرة للمرشحين المحتملين من قِبل لجنة التعيينات المُكلفة بإيجاد خليفة لسولاري، ووافق على تعيينها اليوم مجلس إدارة المهرجان ليُعرض ترشيحها للموافقة عليه في الاجتماع العام غير العادي للمهرجان في 20 سبتمبر الذي سيتم فيه التصويت على عدد من التغييرات في إدارة المهرجان إلى جانب التصديق على قرار تعيين هوفمان.
وعلّقت هوفمان عن اختيارها لرئاسة المهرجان قائلة: "بعد قضاء سنوات عديدة في استكشاف مجموعة من المشروعات وتنفيذها، سواء في سويسرا أو في الخارج، يسعدني أن أكون قادرة على وضع خبرتي ومعرفتي في خدمة مستقبل هذا المهرجان المرموق، وبالتالي المساعدة في تعزيز تنمية الثقافة في سويسرا".
هذا وكان المهرجان أعلن عن برنامجه كاملًا، الذي تضم مسابقته الرئيسية 17 فيلمًا يشهد 16 منها عروضها العالمية الأولى.
وسيعرض المهرجان في المجمل 214 فيلمًا، من 113 دولة، تم اختيارها من بين 5520 فيلمًا تقدمت للمهرجان، وستُقام عروض الدورة 76 في ساحة Piazza Grande الشهيرة التي تسع ما يصل لـ8000 مشاهد، بالإضافة إلى 13 دار عرض أخرى.
المسابقة الدولية
من بين أبرز الأفلام المشاركة بمسابقة المهرجان الرئيسية أحدث أفلام المخرج الروماني رادو جود Do Not Expect Too Much Of The End Of The World أو "لا تتوقع الكثير من نهاية العالم" وذلك بعد أن فاز آخر أفلامه بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2021، بالإضافة إلى أحدث أفلام كل من المخرج الفلبيني لاف دياز والمخرجة اليونانية صوفيا إكسارخو الذي يحمل عنوان Animal أو "حيوان" بعد أن عُرض فيلمها الطويل الأول "Park" في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2016، كما فازت عنه بجائزة المخرجين الجدد بمهرجان سان سباستيان.
تشمل المسابقة أيضًا العرض العالمي الأول لفيلم The Human Surge 3 للمخرج إدواردو ويليامز، والذي فاز فيلمه الأول The Human Surge بجائزة باردو دورو لأفضل فيلم في قسم مخرجي الحاضر بمهرجان لوكارنو عام 2016.
كما تشهد المسابقة العرض العالمي الأول لفيلم The Permanent Picture للمخرجة الإسبانية لورا فيريس التي فاز فيلمها القصير The Disinherited بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2017.
لجان التحكيم
يترأس الممثل الفرنسي لامبير ويلسون لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي تضم في عضويتها مخرجة فيلم Aftersun المخرجة والكاتبة والمنتجة الاسكتلندية شارولت ويلز، مع الممثلة الإيرانية زهرا أمير ابراهيمي الفائزة بجائزة أفضل ممثلة بدورة مهرجان كان عام 2022 عن دورها في فيلم Holy Spider.
كما تضم اللجنة أيضًا رئيس أكاديمية الفيلم الأوروبي المنتج الهولندي ماتيس فاوتر كنول، وليزلي كلاينبيرج رئيسة قسم السينما في مركز لينكولن.
بينما تتشكل لجنة تحكيم سينما الحاضر للأفلام الأولى والثانية من بياتريس فيورنتينو المندوبة العامة لأسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والمنتجة والمخرجة التونسية الفرنسية إريج السهيري، والمخرجة الألمانية هيلينا ويتمان.
أما لجنة تحكيم الفيلم الطويل الأول الذي تتعدى مدته الستين دقيقة سواء روائيًا أو وثائقيًا أو تحريكًا، فتضم في عضويتها الناقدة والمبرمجة السينمائية الهندية الأمريكية ديفيكا جيريش والمخرجة الفلبينية إيزابيل ساندوفال.
بينما لجنة تحكيم الأفلام الطويلة والأفلام المتوسطة الطول فتتشكل من المخرج الكندي ماثيو رانكين، ومخرج الأفلام ومصمم الإنتاج السويسري آموس سوسيجين، والمنتجة البولندية إيفا بوشتيسكا.
أخيرًا لجنة التحكيم التي استحدثها المهرجان العام الماضي "الفهد الأخضر" وتُمنح للأفلام التي ترفع الوعي البيئي، فتضم المخرجة الإيرانية فيروزة خسروفاني، والمخرجة السويسرية الباراجويانية، وكاتبة السيناريو والمنتجة أرامي يولون، والمخرج السنغالي موسى سيني أبسا.