في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات في السودان، أعلن الجيش استدعاء وفده بـ"مباحثات جدة" إلى البلاد للتشاور، مؤكدًا العودة إليها فور تذليل عقبات تمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب، فيما تعيد الكوادر الصحية تنسيق آليات العمل لسد حاجة الولايات في ظل أزمة إنسانية ممتدة منذ أكثر من 100 يوم.
اتفاق عادل
وأعلن الجيش السوداني، الخميس، عودة وفده المشارك بالمحادثات الرامية لتفاهمات حول الأزمة التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، إلى البلاد للتشاور، وذلك بعد فشل التوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدائيات، نتيجة خلاف في نقاط جوهرية، إذ يرغب في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.
وفي أعقاب عيد الأضحى، انخرط الجيش السوداني في مباحثات غير مباشرة رعتها السعودية، حيث تم التوصل حينها إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة القاضية بإنشاء مركز مشترك لوقف إطلاق النار تقوده المملكة.
وذكر الجيش في بيان أنه رغم التوافق على الكثير من النقاط خلال المباحثات إلا إن "الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية ومن بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بجميع مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات، ونتيجة لذلك عاد وفدنا".
وأكد الجيش استعداده مواصلة المباحثات شريطة "تذليل المعوقات"، وثمّن الجهود الكبيرة والمقدرة التي تبذلها المملكة من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، وأضاف: "نؤكد رغبتنا في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".
وكان الجيش السوداني قرر تعليق المحادثات في الأول من يونيو الماضي، في أعقاب هدنة أقرت في 20 مايو لمدة 7 أيام وجرى تمديدها خمسة أخرى، وشابتها الكثير الخروقات، ما أدى إلى عدم تحقيق أي تقدم، فيما أكد عدم إيفاء "الدعم السريع" بمنطلبات الاتفاق.
ويقضي إعلان جدة الموقع بين أطراف الصراع في السودان بتاريخ 11 مايو 2023، بإخلاء منازل المواطنين ومرافق الخدمات العامة والمستشفيات، وتسهيل عبور المساعدات الإنسانية، والسماح بممر آمن لعبور العالقين بمناطق الصراع، إلا إنه لا يوجد ما يؤكد تنفيذ أي من ذلك في ظل أكثر من 10 اتفاقات بين الطرفين لوقف إطلاق النار دون تهدئة.
تواصل القصف في الخرطوم
واستهدف قصف مدفعي ثقيل، العاصمة السودانية، الخميس، فيما تتواصل المعارك بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، وصلت مناطق غرب الخرطوم وشمال مدينة أم درمان، حسبما أفاد سكان محليون، نقلت عنهم وسائل إعلام سودانية.
وشنت عناصر "الدعم السريع" هجومًا على قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال أم درمان "باستخدام مُسيّرات" وفق شهادات سكان محليين، نقلت عنهم وكالة "فرنس برس".
جهود لتقديم العون الطبي
وبينما خلفت المعارك التي تجاوزت أيامها المئة الأولى، أزمة إنسانية دفعت بنحو 3 ملايين شخص للنزوح داخليًا، وخلفت مئات القتلى والجرحى، وسط هجمات استهدفت الكوادر الطبية وحاصرت المستشفيات، وأخرجت معظمها من الخدمة لا سيما في العاصمة الخرطوم، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في السودان توزيع إدارتها في ثلاث ولايات ونشر غرف إمداد طبي معنية بتوزيع الإمداد الدوائي في كل الولايات.
وذكرت الوزراة، في بيان، أنه في إطار ترتيباتها لاستمرار العمل بكل إدارتها "تم توزيع الإدارات على ثلاثة ولايات (الجزيرة، نهر النيل والبحر الأحمر) وتم تكوين غرف للإمداد الطبي تعمل على استلام وتخزين وتوزيع الإمداد الدوائي والمستهلكات الطبية في كل الولايات كما تم التنسيق لإدارة امداد إقليمي من الجزيرة، نهرالنيل، البحر الأحمر والنيل الأبيض للولايات التي بها الغرف والولايات التي تجاورها، على أن تتم إدارة العمل بهذه المواقع بفريق عمل من مدراء الإدارات العامة ورؤساء الوحدات من هذه المواقع".
ونوهت وزارة الصحة السودانية بأنه في ظل ظروف الحرب، على العاملين بالوزارة الموجودين بمختلف الولايات سرعة التوجه للعمل بالإدارات النظيرة حيث يتواجدون، كفريق مساند لتنفيذ المهام الصحية بالولاية كاستجابة للظروف الصحية الاستثنائية في البلاد، وأن يسهموا بحسب تخصصاتهم في دعم الحاجة الصحية التي تقتضيها الولاية حيث مواقعهم، إضافة إلى مهام التنسيق والإشراف والمتابعة والتقييم والتدريب.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل لقي نحو 3900 شخص على الأقل حتفهم حتى الآن، بحسب منظمة "أكليد" غير الرسمية، فيما تؤكد مصادر طبية أن الحصيلة الفعلية قد تكون أعلى بكثير.
تخريج دفعة جديدة بسلاح المشاة
وفي ظل الصراع الدائر، شهدت ولاية سنار، تخريج الدفعة الـ25، جنود الكرامة، بالفرقة الـ17 مشاة بسنجة، بحضور الوالي توفيق محمد علي عبدالله، وقائد ثاني الفرقة العميد ركن فيصل الأمين محمد، وفق ما أودت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وأكد والي سنار، أن النصر سيكون حليف القوات المسلحة التي تقف سدًا منيعًا قويًا في وجه الأعداء والخونة والمأجورين، وذلك بدعم من خريجي الدفعة الـ25 التي ستروي للأجيال القادمة "عظمة انتصاراتها على أعداء السودان بعد تحرير الخرطوم وطرد المرتزقة".
ومن جهته، حث قائد الفرقة الـ17 مشاة سنجة، خريجي الدفعة "الكرامة" بالمحافظة علي راية الوطن وحمايتها والمحافظة على صون وكرامة الشعب السوداني، وأكد أن الأمن مسئولية الجميع داعيًا مواطني سنار للمساهمة في كشف "العملاء والخونة"، وفق ما نقلت وكالة (سونا) الحكومية.