بينما تتواصل الاشتباكات الدائرة في السودان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، يستكمل الجيش النظامي مستعينًا بضربات جوية تستهدف بؤر "الدعم السريع"، أعمال تمشيط لتمركزاتها بمحيط منطقة العاصمة المركزية، فيما أغارت الأخيرة على تجمع من المدنيين وخلفت قتلى وجرحى، وسط وضع إنساني يزداد صعوبة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات ضارية بين الجيش و"الدعم السريع"، خلفت آلاف القتلى والجرحى، ودفعت بالملايين للنزوح بعيدًا عن مناطق الصراع، وسط أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار دون تهدئة حقيقية.
خسائر الدعم السريع
وأعلن الجيش السوداني، الأربعاء، تكبيد "الدعم السريع" خسائر فادحة خلال معارك دارت مع قواته المتمركزة في محيط منطقة كوبري الدباسين بـ"أبو آدم"، حيث تصدى لها وأجبرها على الانسحاب، ودمر خمس عربات واستسلمت ثلاث عربات قتالية، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال الجيش، في بيان: "ضبطت مجموعة من فرق العمل الخاص بمنطقة جبل أولياء عددًا كبيرًا من الأسلحة مخبئة بأحد المنازل التي تتبع المليشيا المتمردة، شملت 12 رشاش جرينوف ورشاش دوشكا وبنادق آلية".
وأكد البيان مواصلة قوات الجيش توجيه الضربات الجوية على المواقع التي تحتشد فيها الدعم السريع، بمختلف المناطق مع استمرار الرصد والمتابعة.
قتلى وجرحى بحي العزوزاب
وأشار الجيش السوداني إلى هجوم شنته الدعم السريع بطائرة مسيّرة، استهدف مواطنين تجمعوا لتحية عناصره في العزوزاب و"ود عجيب" بالعاصمة الخرطوم، مما أدى إلى استشهاد 14 وإصابة 15 مدنيًا.
وقدرت وزارة الصحة الاتحادية في السودان، أعداد القتلى جراء الصراع الدائر في البلاد، منذ 15 أبريل الماضي، بأكثر من 3 آلاف، بالإضافة إلى آلاف الجرحى بينهم نساء وأطفال.
200 ألف نازح في أسبوع
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان مقتضب الثلاثاء، إن أكثر من 200 ألف سوداني نزحوا داخليًا خلال الأسبوع الماضي، بسبب الاشتباكات.
وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من 3.3 ملايين شخص نزحوا جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وذكر تقرير المنظمة: "على مدى ثلاثة أشهر من النزاع، استمر القتال العنيف بين الجيش السوداني والدعم السريع بنفس الوتيرة، مع عدم وجود مؤشرات على حل محتمل للنزاع أو وقف ناجح لإطلاق النار".
وبلغ التقدير الإجمالي للأفراد النازحين داخليًا في جميع أنحاء السودان 2،613،036 شخصًا، إضافة إلى النزوح الداخلي عبر الحدود نحو 757،230 ألف شخص إلى البلدان المجاورة"، وحصرها التقرير في دول "مصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا".