رافضًا تسجيل الأمر على أنه انتصار عسكري في معركة مستعرة لأكثر من شهرين في السودان، أقرّ الجيش السوداني، يوم الاثنين، بسيطرة الدعم السريع على مقر رئاسة شرطة الاحتياطي المركزي، بعد ثلاثة أيام من المعارك الحامية بين الطرفين، ووصف الأمر بالهزيمة الأخلاقية.
إعلان الجيش
أقر الجيش السوداني، اليوم الاثنين، بسيطرة الدعم السريع على رئاسة مقر قوات شرطة الاحتياطي المركزي، الواقعة جنوبي العاصمة الخرطوم، بعد هجوم استمر 3 أيام متواصلة.
وقال الجيش في بيان رسمي، إنه: "في مخالفة واضحة للقانون الدولي وأعراف الحرب، استولت الميليشيا المتمردة، أمس، على أحد مقرات الشرطة السودانية بعد مهاجمتها لثلاثة أيام متواصلة، علمًا بأن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية".
وعلى مدار ثلاثة أيام دحرت قوات الاحتياطي المركزي محاولات الدعم السريع للسيطرة على مقرها، دون جدوى، وكبدتها خسائر كبيرة تضمنت عددًا من العربات وقتلى وجرحى، بحسب بيان مقتضب للجيش السوداني نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، الأحد.
هزيمة أخلاقية
واعتبر بيان الجيش السوداني أن ما جرى من استهداف لمقار الشرطة لا يُعد انتصارًا عسكريًا للدعم السريع التي يقاتلها لأكثر من شهرين، بقدر ما هو "هزيمة أخلاقية وتعدٍ سافرٍ على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين مما يستوجب الإدانة والاستهجان".
234 بين قتلى وجرحى
وخلّفت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع بالقرب من مقر رئاسة الاحتياطي المركزي في الخرطوم، على مدار 3 أيام، 14 قتيلًا مدنيًا بينهم طفلان، ونحو 220 جرحى، وفق ما أوردت صحيفة المشهد السوداني.
وأكدت غرفة طوارئ الكلاكلة جنوبي العاصمة السودانية في بيان لها، اليوم، "جرح أكثر من 220 شخصًا بسبب الاشتباكات، وتم إجراء 147 عملية جراحية لعدد من المصابين من بينهم أكثر من 70 حالة إصابة حرجة".
حرب لا منتصر فيها
من جانبه، حذّر المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد يوسف، الاثنين، من تحول القتال الدائر في السودان إلى "حرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية".
وكتب مُتحدث باسم العملية السياسية عبر حسابه على موقع "تويتر": "هذه حرب لا منتصر فيها، ومآلاتها واضحة للعيان وهي إمكانية تحولها لحرب ذات طبيعة إثنية وقبلية".
وحذّر يوسف من أن "القادم أسوأ، وهو نذر تحولها لحرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية، ويُصبح جميع أهل السودان بلا قدرة على إيقافها، وتصبح السيادة والقرار الوطني أثرًا بعد عين".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي معارك ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع، خلفت آلاف القتلى والجرحى ودفعت بأكثر من مليوني شخص للنزوح داخليًا بعيدًا عن مناطق الصراع، في ظل أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار دون تهدئة في السودان.