الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد نجاح عمرو دياب بـ "والله أبدًا".. الشعر العربي درر خالدة ومفردات للإبداع

  • مشاركة :
post-title
المطرب المصري عمرو دياب

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

جمال بخيت: توجه مهم وليس بجديد وأفضل مما نسمعه حاليًا
عوض بدوي: يحتاج إلى تمكن وفهم ولست مع خلطها بالعامية
وائل الفشني: شعرت أنني على الطريق الصحيح بعد أغنية عمرو دياب

بحور الشعر العربي لا تنضب، سواء قديما أو حديثًا، لتظل منبع التميز لكل مطرب، وإثبات قدراته وموهبته الغنائية ومدى تمكنه، وعلى مر العصور ساهم الشعر العربي في تقديم أهم الأغنيات التي قدمها كبار المطربين، من أبرزهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي قدمت العديد من أبيات الشعر المهمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر "أراك عصي الدمع" للشاعر العربي أبي فراس الحمداني، ورباعيات الخيام، كما تغنت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي والعراقي كاظم الساهر للشاعر نزار قباني، وتبقى الأمثلة غيض من فيض الشعر الذي لا ينضب.

الأمر لم يتوقف عند تقديم مطرب أغنية أو اثنتين من الشعر القديم، بل ظهر مطربون شباب همهم الأول هو الغوص في بحور الشعر العربي، وتقديم أغنيات للجمهور من هذا اللون، منهم المطرب السعودي عبد الرحمن محمد الذي اشتهر بغناء القصائد العربية الفصحى، وحقق بها شهرة واسعة، فالبيت الشعري الجيد يفرض نفسه في أي مكان، وعلى المطربين أن يبحثوا عن هذا الكنز للاستفادة منه.

وأخيرًا أتجه المطرب المصري عمرو دياب لهذا اللون، بعد ما قدّم أبياتًا من الشعر الأندلسي الذي عُرف بأنه أكثر رقة وأقل صعوبة في مخارج الألفاظ، ليقدم لجمهوره مغامرة صيفية جديدة ومختلفة من خلال أغنية "والله أبدًا" التي تمزج بين شعر ابن زيدون، وكلمات عزيز الشافعي الذي أيضًا لحنها، والتوزيع الموسيقي لعادل حقي.

توجه مهم

يرى الشاعر المصري جمال بخيت أن الاستعانة بالأشعار القديمة توجه مهم ورائع وأفضل مما نسمعه حاليًا، وهو ليس بجديد، فقد تغنت السيدة أم كلثوم لعمر الخيام وأبو فراس الحمداني، والرحبانية استعانوا أيضًا بالتراث في قصيدة علي الحصري القيرواني التي تقول: "يا ليلُ الصبُّ متى غدُه، أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ، رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه، أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ".

ويؤكد "بخيت" لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الشعر بلا زمن ولا يموت، وحتى وقتنا هذا يجري على ألسنة الناس كلام قاله المتنبي وهو ليس غناء ولكنه أشعار وغير ذلك الكثير، وفي النهاية الشعر الجيد باقٍ، وهناك من يحب غناء القصيدة كاملة وهذا أمر رائع، وهناك آخرون يفضلون "التضمين" أي اقتباس بيت شعري من قصيدة مع أغنيته، وهذا يحدث معي ولكن المهم أن أنسبه لصاحبه.

تمكن وموهبة

الشاعر الغنائي المصري عوض بدوي قال لموقع "القاهرة الإخبارية": القصائد الشعرية القديمة تحتاج إلى موهبة وتمكن من أجل تقديمها، وإلى فهم أيضًا، خاصة أن بها مفردات غير متداولة، والأجيال الجديدة علاقتهم بالشعر العربي ضعيفة والثروة اللغوية تكاد تكون منعدمة، لذلك حينما تتم الاستعانة ببيت شعر من الإمام الشافعي أو جرير أو أي من الشعراء العظام فسنجد مفردات صعبة، والسؤال هنا: هل استحضار تلك الأبيات وعمل خلط لها مع العامية سيفيد الأغنية أم يضرها؟.. وأرى أنه إما أن نستخدم لغة عربية فصحى أو عامية ولست مع الخلط.

ذكاء الاختيار

يعد المطرب المصري وائل الفشنى واحدًا من المطربين الشباب الذين أبدعوا في غناء التراث وأحبه الجمهور، ويكشف عن أسباب نجاحه في هذا اللون وسر اتجاهه له قائلًا لموقع "القاهرة الإخبارية": أنا أول من ذهبت إلى هذا اللون، إذ دمجت العامية مع الفصحى في الأعمال التي قدمتها من بينها "يا عاشقا" التي حققت نجاحًا كبيرًا وكنت حريصًا على أن تصل للناس، كما غنيت لـ"ابن الفارض" وغيره، والذكاء هنا فيما ستختاره للجمهور.

كلمات أخف

وتابع: "الشعر الأندلسي كلماته أخف وأقل صعوبة في مخارج الألفاظ، لكن هناك درر يجب أن نستفيد بها، ومنذ بداياتي أبحث داخل هذا الكنز الكبير، وأحب أن أختار ما يتناسب مع الناس، وكنت أذهب إلى الصعيد وأماكن كثيرة لأتعرف على تلك الكنوز، لكن الاختيار بمعايير من أجل النجاح، وأنا سعيد أن لي أغنيات من التراث وصلت إلى الناس وأحبوها مثل "سافر حبيبي" و"كنت فين يا وعد يا مقدر"، فالكلمات جديدة ومختلفة، وارتبط بها الناس وفهموها بسهولة".

الطريق الصواب

يسرد "الفشني" كواليس تحضيره لتلك الأعمال ويقول: "حينما نستقر على الكلمات نبدأ في ورشة للتنقية والخروج بالشكل النهائي للأغنية، والتراث الذي نقدمه يعبر عن مصر، وعلى سبيل المثال "سافر حبيبي" التي أخذناها من التراث الصعيدي، جابت العالم، وخامة صوتي بها من الأساس العربي".

وأضاف: "حينما استمعت إلى الأغنية التي قدمها المطرب عمرو دياب من الشعر العربي القديم تأكدت أنني على الطريق الصواب فيما أقدمه للناس، لأن عمرو دياب هو الأستاذ، وهذا حمّسني للمشروع الجديد الذي أقدمه عن التراث قريبًا".