الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

موجة حر قاسية.. جحيم "سيربيروس" يجتاح أوروبا

  • مشاركة :
post-title
موجة الحر في فرنسا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

موجة حر قاسية تثير قلق الفرنسيين وتطرح تحديات صحية وزراعية، وبحسب تقارير الأرصاد الجوية، ستشهد فرنسا ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، خلال هذا الأسبوع، قد تتجاوز 40 درجة مئوية، وتعد هذه الموجة الحارة "استثنائية" و"مرهقة" بالنسبة للمنطقة، إذ تفوق المعدلات المعتادة لفصل الصيف وتؤثر سلبًا على الزراعة، بحسب صحيفة "ذي لوكال" الفرنسية.

" سيربيروس" والتغيرات المناخية

تُعزى هذه الظاهرة إلى مرتفع جوي يُسمى "سيربيروس"، الذي يشكل ما يُعرف بـ"القبة الحرارية" فوق المنطقة، إذ تحجب هذه القبة السحب وتتسبب في ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، وفي الوقت الذي لا تُعد تلك الظاهرة "نادرة"، يحذر العلماء من تفاقمها وتكرارها بسبب التغيرات المناخية.

تحديات للحكومة الفرنسية

تبذل السلطات الفرنسية جهودًا لمواجهة التحديات الصحية والبيئية الخطيرة المرتقبة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، وفي الوقت نفسه يستمر العلماء في دراسة العلاقة بين الموجات الحارة المتطرفة والاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري، ويشير الخبراء إلى أن هذه الموجة الحارة ستؤثر سلبًا على صحة البشر والحيوانات والزراعة، وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة والجفاف في تهديد الصناعات المعتمدة على الزراعة، لكن السلطات الفرنسية تأمل أن تكون تأثيرات الموجة الحارة على فرنسا أقل بكثير مقارنة ببعض الدول المجاورة، على الرغم من مواجهة البلاد لتحديات زراعية مهمة بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

"سيربيروس".. سبب تسميته وآثاره

مرتفع جوي يُسمى "سيربيروس"، ويشير إلى "الكلب ذو الرؤوس الثلاثة" في الأساطير اليونانية، يخلق ما يُعرف اليوم بـ"القبة الحرارية"، التي تغطي حاليًا منطقة ساحل البحر المتوسط بأكملها، ويتوقع الخبراء أن تصل موجة الحر الشديدة التي تؤثر على جنوب أوروبا إلى جنوب فرنسا، في بداية هذا الأسبوع، إذ يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، ما قد يؤثر على حياة العديد من المواطنين، إذ تصل درجات الحرارة القصوى من 37 إلى 40 درجة مئوية في جنوب "الألب" و"تولوز"، و37 درجة مئوية في "نيم" و35 درجة مئوية في "أورياك".

تجنب آثار " سيربيروس"

رغم الارتفاع في درجة الحرارة إلا إن فرنسا تمكنت بشكل كبير من النجاة من "سيربيروس"، خلال الأسبوع الماضي، بعد أن شهدت إسبانيا وإيطاليا واليونان درجات حرارة قياسية، وأغلقت السلطات اليونانية الأكروبوليس، أحد أشهر المعابد اليونانية القديمة، بشكل مؤقت خلال فترة الظهيرة، بعد إغماء أصاب أحد السياح بسبب الحر.

من جهته؛ لا يتوقع مركز الأرصاد الجوية الفرنسي "ميتيو فرانس"، درجات حرارة شديدة على معظم المناطق في فرنسا، إذ تم إصدار تحذير باللون البرتقالي لبعض المناطق على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، مع تمتع باقي المناطق بحالة طقس قريبة من المعدلات العادية، ومن المتوقع أن يشهد الساحل الشرقي للبحر المتوسط أعلى درجات الحرارة في البلاد، إذ يتوقع خبراء الأرصاد أن تصل 36 درجة مئوية غدًا وبعد غد.

تشير التقارير المناخية الفرنسية إلى أن "القبة الحرارية" تمنع الرياح القادمة من المحيط الأطلنطي، ما يفسر عدم تأثر فرنسا بشدة الموجة الحارة، التي تسببت في أزمات بإيطاليا، ويتوقع الخبراء أن تصل درجة الحرارة 48 درجة مئوية في الأيام المقبلة، ويؤكد فابريو داندريا، عالم المناخ والباحث في المختبر الوطني للبحث العلمي الفرنسي: "يحد المنخفض الجوي القادم من الشمال انتشار القبة الحرارية القادمة من جنوب القارة على البلاد".

ويشير الخبير المناخي الفرنسي إلى أنه بخلاف ذلك، فإن الشيء الواضح هو أن هذه الموجات الحارة هي نتيجة لـ"التغيرات المناخية"، "إذا لم تنشر نتائج الدراسات التي تثبت ذلك بعد، متابعًا: "يمكننا القول إن التغير المناخي يؤدي إلى زيادة عدد الموجات الحارة".

ويرى العديد من خبراء الأرصاد الجوية، أن الموجة الحارة ستؤدي إلى آثار سلبية على صحة البشر والحيوانات والزراعة، وأشار خبير الأرصاد الجوية والزراعة سيرج زاكا، على حسابه بموقع "تويتر" إلى الأضرار الزراعية، وفقًا لصحفية لو فيجارو الفرنسية.

تضرر الزراعة

وتشكل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف الناتج عنها تهديدًا على الصناعة الزراعية، ما أدى إلى انتقاد وزير الزراعة مارك فيسنو، من جانب علماء المناخ لتجاهله الظروف باعتبارها "طبيعية بما يكفي لفصل الصيف"، وفقًا لقناة "بي أف أم تي في" الفرنسية.

وتؤكد "لو فيجارو" أن فرنسا لن تتأثر كثيرًا بالموجة الحارة، بنفس شدة تأثر إيطاليا، إذ لم تشهد نفس مستوى الجفاف الذي تعرضت له فرنسا"، ما يمكن أن يسبب صدمة حادة للأراضي الزراعية الإيطالية، إذ تتعرض لأكبر زيادة في درجات الحرارة.

وفقًا للتقارير الجوية الفرنسية، ستستمر هذه الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع في أوروبا، وربما أكثر، أما في فرنسا ستبقى درجات الحرارة مرتفعة لبضعة أيام فقط، في حين كان يونيو الماضي، ثاني أكثر الشهور سخونة على الإطلاق في فرنسا، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية، وتم وضع العديد من المناطق بالبلاد في حالة تأهب من موجة الحر، منذ الثلاثاء الماضي.