الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

موجات حر قاتلة وأعاصير وكرات ثلج.. المرتفع الإفريقي يربك طقس أوروبا

  • مشاركة :
post-title
موجة الحر دفعت الأوروبيين إلى النوافير لكسر حدة الحرارة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بات عامل طرق إيطالي (44 عامًا) آخر ضحايا موجة الحر الشديدة التي ضربت أوروبا، بعد أن انهار يوم الثلاثاء أثناء عمله في رش علامات طريق جديدة في بلدة لودي التابعة لمنطقة لومباردي (شمالي إيطاليا)، حيث قفزت درجات الحرارة إلى 40 مئوية، ليتم نقله إلى المستشفى وإعلان وفاته لدى وصوله.

جاء الحادث في وقت تعاني فيه أجزاء بجنوب أوروبا من ظروف قاسية، اضطرت حراس الحديقة في إسبانيا لإطعام الحيوانات الفاكهة المجمدة، فيما حذر مسؤولون يونانيون من إمكانية تقييد الوصول إلى المواقع الأثرية خلال أشد فترات اليوم حرارة.

إيطاليا تعلن التنبيه الأحمر

في إيطاليا، أثرت درجات الحرارة القصوى على عدة مناطق، مع وضع ثماني مدن في حالة تأهب قصوى، وأصدرت "التنبيه الأحمر"، بما في ذلك فلورنسا وبولونيا وروما وريتى.

يعني التنبيه الأحمر أن الحرارة شديدة لدرجة أنها تشكل تهديدًا ليس فقط للفئات الضعيفة مثل الأطفال الصغار وكبار السن ولكن لجميع السكان، ومن المنتظر أن يرتفع عدد المدن التي أصدرت التحذير إلى 10 يوم الخميس.

ومن المتوقع أن تفسح درجات الحرارة الطريق أمام العواصف والأمطار وكرات البَرَد في مناطق جبال الألب في وقت لاحق من الأسبوع، ومع ذلك ستعود درجات الحرارة إلى الارتفاع مرة أخرى.

قال أنطونيو سانو، خبير الأرصاد الجوية في موقع "إيل متيو" المتخصص في أخبار الطقس: "هذه الحركة الجديدة للمرتفع الإفريقي المضاد ستكون أكثر شمولاً من ذي قبل، مع ارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء إيطاليا".

والمرتفع الإفريقي هو منطقة ذات ضغط جوي مرتفع فوق القارة الإفريقية، ويعرف أيضًا باسم "المرتفع الصحراوي"، ويتكون بشكل رئيسي خلال فصل الصيف، ويتحرك نحو الشمال مع ارتفاع درجات الحرارة في الصحراء الكبرى، ويمتد فوق مناطق واسعة من القارة الإفريقية، ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة في المناطق التي يغطيها، ويؤثر على الأنماط المناخية في جنوب أوروبا وغرب آسيا.

حالة تأهب في إسبانيا

وفي الوقت نفسه، تسببت ارتفاع درجات الحرارة في إسبانيا في وفاة شخص واحد على الأقل من ضربة شمس، وأدت إلى تحذيرات رسمية للمواطنين بالبقاء في منازلهم.

انهار عامل في مجمع "ميجابراك"، وهو مجمع ترفيهي شهير في جزيرة مايوركا الإسبانية، وتوفي وسط درجات حرارة تجاوزت 35 درجة مئوية يوم الأحد، إذ كان الرجل البالغ من العمر 47 عامًا من نيجيريا، مسؤولاً عن التحكم في الوصول إلى المجمع عندما تعرض لضربة شمس وأزمة قلبية قاتلة.

تسببت موجات الحر الشديدة في أوروبا الصيف الماضي في مقتل ما يصل إلى 61 ألف شخص، وفقًا لبحث جديد نُشر هذا الأسبوع، مما يشير إلى أن جهود التأهب للحرارة التي تبذلها البلدان لا تزال قاصرة، إذ سجلت الدراسة التي أجراها باحثون من معاهد صحية أوروبية وفيات مرتبطة بالحرارة في 35 دولة أوروبية من أواخر مايو إلى أوائل سبتمبر 2022 ، خلال الصيف الأكثر سخونة في القارة.

ووضعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية مناطق في الأندلس ومورسيا في جنوب إسبانيا في حالة تأهب أحمر يوم الأربعاء بسبب درجات الحرارة المتوقعة عند 40 درجة، وحثّت الناس على تجنب المغامرة في الهواء الطلق في منتصف النهار ما لم يكن ذلك ضروريًا، فيما صدر قانون وطني تمت الموافقة عليه مؤخرًا يحظر العمل في الهواء الطلق عندما ترتفع درجات الحرارة إلى مستوى معين في بعض أجزاء البلاد، بما في ذلك فالنسيا، على الساحل الجنوبي الشرقي لإسبانيا.

في برشلونة، تم إعطاء حيوانات حديقة الحيوان فواكه مجمدة لمساعدتها على البقاء باردة، إذ تم تزويد خنزير البحر -أكبر القوارض في العالم- بالبطيخ المجمد، وأيضًا تلقت مثلها الزرافات والشمبانزي.

تقييد السياحة في اليونان

في اليونان، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية في أجزاء من البلاد هذا الأسبوع، وستستمر درجات الحرارة المرتفعة الأسبوع المقبل، وعليه أشارت وزارة الثقافة إلى أن الوصول إلى المواقع الأثرية قد يكون مقيدًا كل يوم في أوقات ذروة درجات الحرارة.

فرنسا تعاني بشكل آخر

ولكن في حين أن معظم أنحاء أوروبا كانت تعاني موجة الحر المؤذية، شهدت فرنسا طقسًا قاسيًا من نوع مختلف، إذ ضربت كتل ثلجية أجزاء من البلاد بحجم كرات التنس، والرياح التي وصلت إلى 80 ميلاً في الساعة وعشرات الآلاف من ضربات البرق، وتم وضع خمس مقاطعات، هي: "هوت ساون ودوبس وجورا وتريتوار دي بلفور وهوت رين" في حالة تأهب أحمر لساعات يوم الثلاثاء، وطلب منها مكتب الطقس الوطني الاستعداد "لظواهر شديدة العنف".

في مدينة ديجون، تسببت الرياح العاتية في انهيار سقف أحد المتاجر بينما كان العملاء بداخله، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ونشر سكان المدينة -التي ترتفع 220 مترًا عن مستوى سطح البحر- صورًا لأحجار البرد، بعضها بحجم كرات التنس، تحطمت على الزجاج الأمامي لسياراتهم، ودمرت حدائقهم وتسببت في تأخير القطارات عدة مرات.

وقطعت الرياح العاتية 30 شجرة في مدينة فيشي، وأدت العواصف إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف السكان في أنحاء المنطقة.

في أقل من 24 ساعة، بين الساعة 10 صباحًا و 6 صباحًا يوم الأربعاء، قال المرصد الفرنسي للأعاصير والعواصف الرعدية العنيفة "كيراونوس"، إن فرنسا تعرضت لأكثر من 43 ألف صاعقة برق.

في ذروتها، تعرضت المنطقة الأكثر تضررًا Saône-et-Loire في منطقة Bourgogne-Franche-Comté، لـ54 صاعقة في الدقيقة.