الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الأساتذة" و"100 سنة غنا".. مصر تقود توثيق التراث الغنائي العربي

  • مشاركة :
post-title
علي الحجار ومدحت صالح

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

د. خالد داغر: الأوبرا ترحب وتدعم أي أفكار إيجابية هادفة
د. رضا رجب: حفظ تاريخنا الغنائي من الاندثار والبحث عن رعاة لاستمرارها
د. عاطف إمام: رد حاسم على الأفكار الدخيلة والجمهور متشوق لمثل هذه المشاريع
طارق الشناوي: مصر تمتلك ثروة غنائية كبيرة وبحاجة لانضمام كبار النجوم لتحقيق عائد مادي

صنع الفن المصري علامة فارقة في التاريخ، وأثّر فنانوه في نفوس الملايين على مدار عقود طويلة، ليكون درة التاج بالعالم العربي، ويستكمل أبناؤه حاليًا مسيرة نجوم الزمن الجميل، مؤكدين أن ريادته لم تنته برحيل الكبار، وذلك بعد تدشين مشروعات حفظ التراث الغنائي وإعادة تقديم روائع الأعمال والأغاني المصرية والعربية للجمهور.

"الأساتذة" و"100سنة غنا"، مشروعان مهمان يهدفان لتوثيق التراث الغنائي المصري والعربي بأصوات الفنانين مدحت صالح وعلى الحجار، ويفتحان الباب أمام عدد أكبر من الفنانين المؤثرين للانضمام لهم، وإعادة تقديم روائع الأغاني للجمهور مرة أخرى مع إضافة لمسات عصرية على الأغاني من خلال التوزيع الجديد لها.

أيام قليلة من تحقيق الفنان مدحت صالح لنجاح كبير بأولى سلسلة حفلاته بمشروع "الأساتذة" بدار الأوبرا المصرية، وحصده إشادة كبيرة وتفاعلًا من الجمهور، حتى أعلنت وزيرة الثقافة المصرية تبني مشروع "100 سنة غنا" للفنان علي الحجار، الذي يطمح إلى إعادة تقديم الأغاني التراثية لكبار نجوم الطرب منذ عصر محمد عثمان وحتى 100 عام تالية.

علي الحجار مع وزيرة الثقافة المصرية

تتبنى وزارة الثقافة المصرية برئاسة د. نيفين الكيلاني هذه المشروعات، معلنة ترحيبها بأي أفكار جادة وهادفة تضيف للساحة الفنية وتسهم في رفع الذوق العام، وهو ما يثبت ريادة مصر الفنية واستمرار أبنائها في حمل شعلة التنوير، ليؤكد الفنان علي الحجار أن مشروعه يؤرخ لـ100 عام من الغناء في مصر، يعد ثمرة إعداد ودراسات استمرت لسنوات طويلة، مؤكدًا أنه سيكون بوابة لتعريف الأجيال الجديدة بالطرب المصري الأصيل، بطريقة تتناسب مع العصر الحالي، وسيتم توزيعها بطريقة حديثة بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة. ‏

دعم دار الأوبرا

تحتضن دار الأوبرا المصرية هذه المشروعات باعتبارها راعية الثقافة والفن الأصيل، ليؤكد خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الأوبرا تفتح أبوابها أمام كل المشاريع الهادفة وترحب بالتعاون مع أي فنان لديه رؤية وهدف طموح.

‏موضحًا أن دار الأوبرا تدعم وتساند مثل هذه المشاريع، وأنهم بصدد تقديم حفلات شهرية من مشروع "الأساتذة" لتوثيق وإحياء التراث الغنائي، والترحيب بالفنانين الكبار لتقديم أغاني نجوم الزمن الجميل.

د. خالد داغر مع وزيرة الثقافة المصرية ومدحت صالح

وسيلة لمواجهة الأفكار الدخيلة

من جانبه أشاد الموسيقار د. رضا رجب بمبادرة توثيق التراث الغنائي التي يعتبرها وسيلة للحفاظ على الهوية المصرية، ويؤكد أن البحث في الماضي وإعادة تقديم الإرث الغنائي مرة أخرى للجمهور بأسلوب جديد وتوزيع موسيقي متطور يعد وسيلة لمواجهة أي أفكار عبثية دخيلة على المجتمع المصري، مثل أغاني المهرجانات الشعبية وغيرها.

يقول رضا رجب لموقع "القاهرة الإخبارية": "طالما كنا نؤكد على الأصالة التي يتمتع بها زمن الفن الجميل وقدرة مبدعيه على التأثير في النفوس والجمهور عربيًا، وأن يعاد تقديمه مرة أخرى فهو أمر مهم للغاية وله انعكاسات إيجابية، فحفظ التاريخ وإعادة تقديمه بالشكل الصحيح تذكير للأجيال الجديدة التي لم تره".

‏ طالب رضا رجب بضرورة توظيف الآلات الموسيقية الحديثة والاستعانة بالموسيقيين والموزعين الدارسين والمحترفين في هذا المشروع لتقديمه بالشكل اللائق، والبحث عن رعاة لدعم هذه الفكرة لاستمرارها وتقديمها على أعلى مستوى.

مدحت صالح

تعطش الجمهور

من جانبه أشاد الموسيقار د. عاطف إمام، عضو مجلس نقابة المهن الموسيقية المصرية، بمشروعي توثيق التراث الغنائي المصري للفنانين على الحجار ومدحت صالح التي اعتبرها محطة مهمة للغاية في تاريخ مصر لإعادة إحياء ما نمتلكه من إرث غنائي مهم، ليقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "أؤيد مشروعي الفنانين الكبيرين علي الحجار ومدحت صالح لإحياء التراث المصري، وهذه المشاريع هادفة جدًا للحفاظ على ما نمتلكه من تراث الموسيقى العربية، ولمواجهة الهجوم على الفن الغنائي المصري وأن مثل هذه المشروعات تمثل ردًا حاسمًا على الأفكار الدخيلة، خاصة مع تفاعل الشباب مع حفل مدحت صالح بدار الأوبرا المصرية، وحفل على الحجار بالجامعة الأمريكية الذي أقيم في اليوم نفسه".

طالب عاطف إمام بضرورة تكثيف وزيادة مثل هذه المشروعات الفنية المؤثرة، ليؤكد تشوق وتعطش وترقب الجمهور لسماع الموسيقى والألحان الأصيلة والفن المصري، وأن هذه المشروعات الهادفة ستساهم في الحفاظ على التراث الغنائي العربي.

علي الحجار

حفظ التاريخ

بينما قال الناقد المصري طارق الشناوي، إن "أهم رسالة يجب على الدولة تأديتها تجاه الجيل الحالي والأجيال القادمة هي حفظ تاريخنا من الاندثار، وأن جزءًا كبيرًا من هذا التاريخ صنع في الموسيقى والغناء والفن، إذ إن مصر تمتلك ثروة غنائية كبيرة".

أشار إلى أن مشروعي "الأساتذة" و"100 سنة غنا" مكملين لبعضهما البعض، متمنيًا أن يندرجا تحت مظلة واحدة، معللًا السبب قائلًا: "يحملان نفس العمق والهدف وهو توثيق التراث الغنائي، ومع وجود اتجاه لمنح التجربة منحى عربي يليق بمصر مثل تقديم أغانٍ للأخوين الرحباني والسعودي سراج عمر، والكويتي عبد الحميد السيد، فدائمًا مصر صاحبة ريادة".

عوائد مالية

يبدو أن هذا المشروع سيفتح المجال أمام الكثير من الأصوات لتقديم إبداعاتهم ووضع بصمات صوتهم على أغاني كبار رواد الموسيقى عربيًا، ويقول "الشناوي": "لا يمكن أن تكون مثل هذه المشاريع حكرًا على شخص بعينه، لكنها تتسع لعشرات الأشخاص، حتى التي يراها البعض غير محسوبة على التراث، فمثلًا عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي وأنغام وشيرين عبد الوهاب يمكنهم الانضمام إلى التجربة".

اعتبر الشناوي أن مثل هذه المشاريع يمكن أن تدر عائدًا ماديًا كبيرًا إذا تم الاستفادة منها وتوظيفها بشكل جيد، ويقول: "لابد أن يكون لدينا فكر في إدارة هذه المشاريع، وأتمنى أن تفكر الدولة في المردود الاقتصادي، فالتجربة لكي تستمر لابد أن يكون لها عائد مادي، وهنا من الضروري فتح الباب أمام الأصوات القادرة على الجذب الجماهيري بما ينعكس على الإيرادات".

علي الحجار ومدحت صالح