أصداء واسعة ونجاح كبير حققته أولى حفلات مشروع "الأساتذة"، الذي أحياه الفنان المصري مدحت صالح، أمس الجمعة، بدار الأوبرا المصرية، إذ تصدرت الحفلة تريند " تويتر"، وسط إشادات بضرورة استمرار مثل هذه الحفلات التي تعيد روائع الأعمال لنجوم الزمن الجميل.
لم تكن الحفلة لتخرج بهذا المستوى المتميز إلا بوجود دعم من كل الأطراف، ويعد المايسترو المصري عمرو سليم واحدًا من شركاء النجاح، ليس فقط في هذا الحفل ولكن في مشوار مدحت صالح، ورفيق رحلة من التميز على مدار سنوات طويلة.
شارك "سليم" بعزف أغنيتين على البيانو، إحداهما للموسيقار محمد الموجي، والأخرى لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليبهر الجمهور بأداء راقٍ ومميز، وأكد في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن المشروع يهدف لإعادة تذكير الجمهور -ممن لم يعاصروا هؤلاء العظماء والمبدعين الكبار- بتراثنا الغنائي، مضيفًا: "فمثلًا كثيرون يعتقدون خطأ أن أغنية (وحشتني) للفنانة سعاد محمد صاحبها الأصلي خالد عجاج، وأيضًا هناك خلط بأن أغنية (بعشق البحر) صاحبها الفنان محمد منير، وهكذا، فهذا دليل أن الجمهور لم يجد الأغنية الأصلية تتردد على مسامعه، ولذلك فكرة المشروع تعتمد على إعادة تقديم الأغاني الأصلية القديمة من التراث الغنائي".
وأشاد "سليم" بفكرة المشروع، قائلًا:" تقديم فن محترم سيعود بالإيجاب على الجميع وسيكون الجميع مستفيدًا سواءً الجمهور أو الفنان أو الأوبرا المصرية، وحتى الصحة العامة الموسيقية والذائقة الفنية، لأن هناك حاليًا أغاني وألحانًا لا ترتقي لمستوى يسمح بتقديمها، فهذه الحفلات مهمة لرفع الذوق العام وإعادة سماع التراث الغنائي الذي نمتلكه".
وأشار عمرو سليم إلى أن هذا المشروع ليس حكرًا على أحد، ومن حق المطربين المشاركة فيه، مضيفًا: "نحن نعتبره بداية الطريق الذي يمكن للآخرين أن يستكملوه".
وبيّن دافعهم لتوزيع الأغاني القديمة بشكل جديد، قائلًا: "ليست كل الأغاني القديمة موزعة موسيقيًا، فنقوم في هذا المشروع بتقديم نفس الأغنية والألحان ولكن بتوزيع جديد متطور، فمثلًا قام الموسيقار على إسماعيل بتوزيع أغنية (لا تكذبي) بينما قام الملحن المصري أندريه رايدر بتوزيع أغنية (جبار)، فعندما نسمع الأغنية الأخيرة نجدها مختلفة عن أغاني أم كلثوم، حيث تستخدم آلات مختلفة، فنحاول تقديم الأغاني بشكل ثري أكثر، عن طريق التوزيع الموسيقي".