مع التنافس الشديد بين نجوم صف أول مخضرمين في دور السينما المصرية حاليًا، لم تكن ملايين الإيرادات المحققة من شباك التذاكر، نقطة الانتباه الوحيدة التي جذبت أعين محبي السينما والجمهور، بل أيضًا في ظهور جيل أطفال جديد مبشر في الأفلام المعروضة ما يعد مكسبًا جديدًا للسينما، ليسيروا على نفس خطى ممثلين في عمر الشباب حاليًا بدأوا المشوار منذ الطفولة ومنهم أحمد داش نجم مسلسل "جعفر العمدة"، ومعتز هشام الذي يعرض له مسلسل "ليه لأ" الجزء الثالث حاليا.
ومن أبرز الأطفال الذين لفتوا النظر في أفلام عيد الأضحى المعروضة حاليا بدور السينما، الطفلة لوسيندا، التي أثارت جوا من البهجة في العرض الخاص لفيلم "بيت الروبي" الذي أقيم منذ نحو أسبوعين، خصوصا مع مداعبات نجم العمل كريم عبد العزيز لها وسط عدسات المصورين، لتستمر هذه الحالة من الإعجاب داخل قاعة العرض وعلى شاشة السينما وتألقها في دور "شمس" ابنة كريم عبد العزيز ضمن أحداث العمل الذي حقق إيرادات حتى الآن تخطت 71 مليون جنيه من شباك التذاكر المصري.
وفي قاعات العرض المجاورة لـ "بيت الروبي" كان جمهور السينما على موعد مع موهبة جديدة تتألق، إذ شارك الطفل جان رامز في فيلم "البعبع" بطولة أمير كرارة، الذي يرجع الفضل في اكتشافه فنيًا إلى حمادة هلال، بعدما شاهده بالصدفة على مواقع التواصل الاجتماعي وضمه إلى أغنيته المصورة "تكا تكا"، ليراهن عليه المخرج حسين المنباوي في الفيلم السينمائي الذي بلغت إيراداته حتى الآن 20 مليون جنيه.
ويستمر تدفق المواهب الصغيرة إلى شاشات السينما، إذ من المقرر أن يعرض خلال الفترة المقبلة فيلم "ع الزيرو" بطولة محمد رمضان، ويشهد ظهور الطفل منذر مهران في أول تجربة سينمائية له، بعدما بزغ نجمه في مسلسل "جزيرة غمام" عام 2022، واستمر في تألقه الدرامي التلفزيوني عبر 3 مسلسلات في رمضان الماضي تحمل عناوين "الكتيبة 101"، "رسالة الإمام"، ضرب نار"، وسبق أن شارك مع محمد رمضان في الأغنية المصورة "مصباح علاء الدين".
أطفال السينما المصرية
تألق الأطفال في السينما المصرية مؤخرا، يعد فصلًا جديدًا من تاريخ طويل يشهد بأن المواهب الصغيرة دائما متواجدة في تاريخ السينما، خصوصًا أن وجودهم جزء أساسي من الحبكة الدرامية للعمل الفني، ليخطفوا الأنظار حتى من النجوم الأولى في الفيلم، مثلما حدث مع الطفل يوسف صلاح في فيلم "من أجل زيكو".
ومع تتبع تاريخ السينما المصرية نجد أن خطوات بعض الفنانين إلى النجومية والشهرة بدأت منذ الطفولة، ومنهم منة عرفة التي اشتهرت بدورها في فيلم أحمد حلمي "مطب صناعي"، ويوسف عثمان في "بحب السيما"، وأيضًا ملك وليلى أحمد زاهر، وعلاء عمرو، ونهاد نور.
فيروز الظاهرة
ويبقى اسم النجمة فيروز نموذجًا فريدًا للأطفال الذين حققوا نجاحًا باهرًا، لما تمتعت به من خفة ظل وإمكانيات استعراضية وغنائية، وأيضًا دعم وتحمس لموهبتها من جانب الفنان الراحل أنور وجدي، إذ قدمت معه عدة أفلام ناجحة منها "دهب"، كما يظل أحمد فرحات واحدًا من أبرز الفنانين الذين تألقوا في السينما المصرية بدوره الشهير بفيلم "سر طاقية الإخفاء" الصادر عام 1959.
الظهور بعد سنوات
ورغم أن الكثير من المواهب الصغيرة لم تكمل مشوارها في السينما، بقي اهتمام الجمهور بهم أمرًا مستمرًا، لتظهر بين الحين والآخر صور حديثة لهم بفضل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضًا لظهورهم في برامج ولقاءات إعلامية للحديث عن ذكرياتهم مع الأفلام والنجوم الذين وقفوا أمامهم، مثلما حدث مع هديل خير الله الشهيرة بالطفلة "بلية"بطلة فيلم "العفاريت" أحد الشرائط السينمائية القليلة للنجم عمرو دياب.
وأيضا مدحت جمال الشهير بـ الطفل عاطف في فيلم "الحفيد"، فيما سلكت الطفلة الأخرى في الفيلم دينا عبد الله أو "سوسن" طريق تقديم البرامج التلفزيونية، في الوقت الذي ارتدت فيه الحجاب الطفلة الثالثة مرفت العايدي أو "هالة"، وأيضًا ظهرت مؤخرًا غادة جمال طفلة فيلم "حكايتي مع الزمان" بعد نحو 49 عامًا من عرض الفيلم لتتحدث في بعض البرامج التلفزيونية والإعلامية عن ذكرياتها مع الفيلم.