يبرز اسم جنين بشكل مُتتالٍ على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية المُتتالية التي تستهدف المخيم والمدينة على السواء، لكن لماذا جنين؟ وما الذي يحدد بعض الخصائص المميزة لهذا المخيم ولهذه المدينة، ليس فقط تاريخيًا منذ نشأة المخيم في خمسينيات القرن الماضي، ولكن على وقع تغير بعض الأنماط الدفاعية التي دأب عليها شباب ومراهقون في المخيم؟، جاء ذلك في تقرير لقناة "القاهرة الإخبارية".
أوسع تحرك عسكري إسرائيلي بالضفة المحتلة
وجاء في التقرير أن بين عشية وضحاها ركز الجيش الإسرائيلي عملياته وهجومه على جنين، في أوسع تحرك عسكري بالضفة الغربية، منذ العملية التي حملت اسم السور الواقي في عام 2002، إبان انتفاضة الأقصى، ولعل لهذه العملية العديد من التطورات والأسباب.
وأضاف التقرير، أن إسرائيل قالت إن قرار اقتحام مخيم جنين يستهدف قلب الوضع في الضفة الغربية، لا سيما مع تصاعد موجات المقاومة الفلسطينية، وما عرف بتغير المعادلة على حد وصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
المخيم مصدر للمقاومة الفلسطينية
وأكد التقرير أن الاستهداف الأساسي في جنين، كان للمخيم الذي يؤوي قرابة 14 ألف نسمة، ويعد مصدرًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية بأكملها، وتصديرها إلى الجبهة الداخلية في الأراضي المحتلة.
وأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال يستهدف من هذه العملية بسط السيطرة، وتحييد عناصر المقاومة الفلسطينية واعتقالهم، وتدمير البنى التحتية للمخيم، ومصادرة الوسائل القتالية وفق بيان للجيش.
2000 جندي إسرائيلي يشاركوا في العملية
ويشارك في هذه العملية قرابة 2000 جندي إسرائيلي، وهو رقم كبير نسبيًا، واستعان الجيش في العملية بالجرافات المجنزرة العملاقة، والتي أحدثت تدميرًا كبيرًا، كما شاركت قرابة 150 آلية عسكرية في اقتحام المدينة والمخيم على السواء.
وتابع التقرير، أن الجيش الإسرائيلي استخدم 6 طائرات مسيرة استهدفت مسجد الأنصار ومسرح الحرية في قلب جنين، في تحرك وصف بغير المسبوق، ذلك لأن الجيش لم يستخدم الطائرات المسيرة في الضفة الغربية منذ عام 2006 تقريبًا.
تغطية على الاحتجاجات بإسرائيل
وقال التقرير إن المحللون يرون أن هذا العملية تستهدف التغطية على الاحتجاجات الكبيرة التي تجتاح إسرائيل، والتي وصلت إلى حد مطار بن جوريون، اعتراضًا على مشروع القرارات القضائية الذي يفرضه نتنياهو لنزع سلطة المحكمة العليا والتي تعرقل تحركات اليمين المتطرف، فيما كشف معهد الديمقراطية في إسرائيل أن نحو 66% من الإسرائيليين يعارضون هذه التعديلات.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها
وجاء في التقرير أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في المناطق الفلسطينية، لين هاستينجز، أعربت عن قلقها من حجم العمليات الإسرائيلية في مخيم للاجئين هو مكتظ بالأساس بالسكان، وهو ما يوضح حجم الكارثة الإنسانية التي تحدث في هذه المدينة ومخيمها.
وأوضح التقرير أن الفلسطينيين يتعاملون في عموم الأراضي الفلسطينية مع موجات التصعيد الإسرائيلية باعتبارها أمراً اعتياديًا، تذهب إليه إسرائيل كلما دعت الحاجة، سواء كانت داخليًا إسرائيليًا، كما تجري في هذه الظروف داخل إسرائيل، أو علي وقع محاولة التعامل مع موجات المقاومين الفلسطينيين التي لا تنتهي.