مع دخول فصل الشتاء وسط أزمة الطاقة التي تشهدها معظم دول العالم، حذّرت وكالات الأمم المتحدة من مواجهة ملايين اللاجئين والنازحين على مستوى العالم لفصل شتاء محفوف بالمخاطر والظروف المعيشية القاسية، حيث أضافت الحرب الروسية الأوكرانية الملايين من اللاجئين والنازحين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم من الشرق الأوسط وإفريقيا وأفغانستان مما خلفتهم الصراعات والأزمات المناخية.
ملايين اللاجئين والنازحين من الحرب الروسية الأوكرانية
يواجه ملايين الأوكرانيين الذين فروا من ديارهم، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فصل الشتاء دون ملجأ، وسط تحذيرات أممية من مواجهتهم، خاصة الأطفال منهم، لعدم إمكان الحصول على التدفئة وإمدادات المياه وفقدان سبل العيش.
الأزمات المناخية تدفع بملايين اللاجئين والنازحين
وسط الجهود المستمرة لاحتواء الكوارث الإنسانية، لا تزال الفيضانات المفاجئة والجفاف يتسببان في موجة نزوح ولجوء مرتفعة في مختلف دول العالم، بعد فرار الكثير من ديارهم، بسبب هذه الأزمات، بالإضافة إلى الجفاف الذي تشهده بعض الدول الإفريقية وفي مقدمتها الصومال.
وفي أفغانستان، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى -25 درجة مئوية عبر أجزاء من البلاد، فإن العديد من العائلات النازحة والمتأثرة بالصراع معرضة للعوامل الجوية. ويأتي الشتاء وسط تدهور اقتصادي حاد، وبعد أشهر فقط من الزلزال الذي ضرب جنوب شرق مقاطعتي باكتيكا وخوست، الذي عانى فيه آلاف الأشخاص من خسائر وأضرار فادحة في منازلهم، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ووفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "أنه بالنسبة للعديد من النازحين قسرًا حول العالم، فإن الشتاء المقبل سيكون أكثر صعوبة مما كان عليه في السنوات الأخيرة، حيث لن يكون أمام العديد من العائلات اللاجئة والنازحة بديلًا سوى الاختيار بين الطعام والتدفئة، في وقت يكافحون فيه من أجل تدفئة مآويهم، وتأمين الملابس الشتوية.
3.4 مليون لاجئ في الشرق الأوسط
وفي الشرق الأوسط، تقدر المفوضية أن يكون هناك 3.4 مليون لاجئ سوري وعراقي ونازح داخليًا في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق، ممن سيكونون بحاجة للحصول على مساعدات ضرورية للاستعداد لفصل الشتاء والتكيف معه.
سوف يتعين على العديد من اللاجئين والنازحين التعامل مع البرد القارس والعواصف الثلجية مرة أخرى، وسيكون هذا هو الشتاء الثاني عشر على التوالي بالنسبة لهم.
ووفق المفوضية في لبنان، تدفع الأزمة الاقتصادية الحادة الجميع إلى حافة الهاوية، يعيش الآن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين في حالة من الفقر المدقع، مما يضطرهم إلى الحد من استهلاك الغذاء وتعليق طلب الحصول على الرعاية الطبية، فيما يغرق العديد أكثر فأكثر في الديون وهم يسعون لتغطية احتياجاتهم الأساسية.
البنك الدولي: ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا يصل ذروته منذ 5 سنوات
قال بابلو سافيدرا، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون النمو المنصف والتمويل والمؤسسات، في تقرير للبنك الدولي: "على الرغم من أنَّ أسعار كثير من السلع الأولية تراجعت عن مستويات ذروتها، فإنها لا تزال مرتفعة بالمقارنة بمتوسطاتها خلال السنوات الخمس الماضية، وإذا حدثت قفزة أخرى للأسعار العالمية للمواد الغذائية، فإنها قد تطيل أمد تحديات انعدام الأمن الغذائي في مختلف البلدان النامية، ومن الضروري اتخاذ طائفة من السياسات، لأجل تعزيز إمدادات المعروض، وتسهيل التوزيع، ودعم الدخول الحقيقية".
وأضاف المسؤول بالبنك الدولي علاوة على ذلك، فقد شهدت أسعار الطاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا تقلبات كبيرة، لكن من المتوقع الآن أن تتراجع، وبعد ارتفاع أسعار الطاقة نحو 60% في 2022، من المتوقع أن تنخفض بنسبة 11% في 2023، وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن أسعار الطاقة العام المقبل ستكون أعلى بنسبة 75% عن متوسطها في السنوات الخمس الماضية.