شادي مؤنس: غيّرت موسيقى "سوق الكانتو" بعد التصوير.. و"حضرة العمدة" لمست القرى والدلتا
تامر كروان: موسيقى "رسالة الإمام" أثرت في الجمهور ودورها كان أكبر من "1000 حمد لله ع السلامة"
راجح داود: حريص على أن تصل موسيقاي إلى قلوب الجمهور
خالد حماد: سجلت الأوركسترا لمسلسلي "جعفر العمدة" و"الكتيبة 101" خارج مصر
تمثل الموسيقى التصويرية مفتاحًا لنجاح الكثير من الأعمال إذا تم توظيفها بشكل جيد، تخطف المسامع وتجذب انتباه الجمهور قبل مشاهدة العمل، إذ تمثل اللغة الأولى التي يجتمع عليها الجميع، باختلاف لهجاتهم وثقافتهم، باعتبار الفن لغة يشترك فيها الجميع.
يقف وراء الموسيقى التصويرية لدراما موسم رمضان الحالي أسماء لامعة، ممن حققوا نجاحات متواصلة على مدار السنوات الماضية، ولكل موسيقار منهم لونه ومذاقه الخاص في العمل الفني، وقدموا إبداعًا يتناسب مع كل عمل وأحداثه.
حاور موقع "القاهرة الإخبارية" عددًا من الموسيقيين الذي أبدعوا في تقديم الموسيقى التصويرية لبعض الأعمال الدرامية في الموسم الحالي، وكواليس تحضيرهم لموسيقى لفتت الانتباه وكانت عاملًا مساعدًا ومهمًا في سياق الأحداث ليكونوا شركاء في العزف على قلوب الجمهور.
سوق الكانتو.. لون كلاسيكي
خطف مسلسل "سوق الكانتو" أنظار الجمهور ليس فقط بديكوراته وأزيائه المميزة والحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل، ولكن كان للموسيقى طابع خاص أيضًا، إذ حرص الموسيقار شادي مؤنس، على قراءة سيناريو المسلسل –كعادته في أي عمل- قبل وضع الموسيقى التصويرية، ولكنه تصور في بادئ الأمر أن العمل شعبي.
وكشف "مؤنس"، في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه غيّر الموسيقى التصويرية للمسلسل، قائلًا: "عندما شاهدت ما تم تصويره بالعمل وجدت الصورة مختلفة عن الموسيقى التي وضعتها، لذا بدأت في تغيير هذه الأفكار لأنني اعتقدت أن المسلسل شعبي، في حين أنه في الصورة التي خرج عليها ليس عملًا شعبيًا بل كلاسيكيًا، فمصر في هذه الحقبة كانت أقرب لأوروبا، لذا بدأت أغيّر في الموسيقى، فقدمتها كلاسيكية تتناسب مع العمل".
وعن ردود الفعل التي تلقاها، قال: "لمست ردود فعل كثيرة ومختلفة وداعمة، وهذا يعود إلى أن المسلسل يمثل ثالث عمل يجمعني بالمخرج حسين المنباوي، إذ تكون بيننا لغة مشتركة وخط رابط يجمع الصورة والموسيقى".
يشير مؤنس إلى أنه يحرص على أن يستقر مع مخرج العمل على الموسيقى، من خلال معرفته بما يريد المخرج تقديمه من أشكال الموسيقى باعتباره رب العمل وملم بكل محاوره، مؤكدا أنه لابد أن يكون المخرج لديه وعي بنوعية الموسيقى، حتى يستطيع أن يوصل أفكاره ورؤيته الموسيقية وما يريد تقديمه.
وأضاف أنه نسج 7 تيمات رئيسية بمسلسل "سوق الكانتو"، وأخرج منهم توزيعات مختلفة تجاوزت 70 تراك، والتي تتناسب مع العمل ككل، مشيرًا إلى أنه في بعض الأحيان يقدم موسيقى موحدة تخرج من روح التتر بما يتناسب مع أحداثه.
حضرة العمدة.. موسيقى مصرية
وعن تقديمه موسيقى مسلسل حضرة العمدة من بطولة الفنانة روبي، أكد أنه كان حريصًا على أن تكون الموسيقى مصرية، وتميل إلى الموسيقى والجُمل الفلاحي مع تطعيمها بالأوركسترا، وخاصة أن المسلسل يناقش قضايا كثيرة ويدور في قرية تل شبورة، فكان لابد أن تكون الموسيقى مصرية جدًا وتشبه الموسيقى في القرى، مع تقديم صوت موسيقى كبير يتناسب مع الأحداث والصورة المعروضة وحجم القضايا.
وأشار إلى أنه لم يلجأ لتغيير موسيقى المسلسل مثلما فعل في "سوق الكانتو"، قائلًا:" الموضوع لم يكن به أي لبس من البداية والموسيقى واضحة ومُطعمة ومتناسبة مع العمل، لأن الموضوع كان واضحًا جدًا بالنسبة لي".
أذواق مختلفة
وعن منافسته بوضع الموسيقى التصويرية لمسلسلين يعرضان في توقيت واحد، قال "مؤنس": كل مسلسل له جمهوره والفئة التي تشاهده، وبالتالي النجاح موجود في العملين مع اختلاف أذواق الجمهور، فمثلًا مسلسل "حضرة العمدة" يُشاهد بشكل كبير في القرى والدلتا ومن لديهم مشكلات مشابهة مثل قضايا المرأة، بينما "سوق الكانتو" يخاطب نوعية جمهور آخر، فهو حكاية للتسلية بها صراع وصعود للبطل.
وعن أصعب المراحل خلال وضع الموسيقى التصويرية، أكد "مؤنس": "البدايات هي أصعب مرحلة وتأليف الجمل الموسيقية، وعندما نتفق مع المخرج كل ما يأتي بعده يكون سهلًا، فتقديم الجملة الموسيقية التي تتماشي مع المسلسل تكون الأصعب وهي مرحلة الإبداع".
رسالة الإمام.. مقامات خماسية بآلات فرعونية
أكد الموسيقار تامر كروان أنه حرص عند وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل "رسالة الإمام"، على ألا يقدم شكلًا تقليديًا لهذا النوع من المسلسلات كدراما تاريخية ودينية، وذلك بالاتفاق مع المخرج السوري الليث حجو: "كنّا نريد أن نكون خارج التقليد خاصة أن المسلسل مختلف في صورته والسرد والأداء غير تقليدي، وبالتالي بدأنا العمل على فكرة أن الدراما تقودها الأحداث نفسها وما يحدث في المسلسل".
وأوضح "كروان"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أنه كان حريصًا على تطعيم الموسيقى لتكون مصرية بآلات مثل الناي المصري ومقامات خماسية، التي تأتي من الآلات الفرعونية والتي نُقلت إلى القبطية، لكي نبرز الثقافة بشكل غير مباشر، وذلك لأن الشعب المصري في الحقبة الزمنية التي يناقشها العمل لم يكن متأثرًا بالثقافة العربية ولم ينتشر الإسلام وقتها بشكل كبير، بينما في باقي الموسيقى استخدمت الآلات العصرية مثل الآلات الإلكترونية في مشاهد المؤامرات والصراع والتوتر، إذ تتناسب مع الجو العام للمسلسل، كما استخدمت العود أيضًا ولكن دون أن يعطي تيمة معينة، مثلما قدمته في مسلسلي "ذات" و"سجن النسا"، إذ يلعب بطريقة إيقاعية أكثر من كونها تعطي أحاسيس مختلفة، فضلًا عن استخدام الأوركسترا، واشتغلت على الموسيقى لمدة شهر ونصف.
تلقى تامر كروان الكثير من الإشادات على الموسيقى التي وضعها لمسلسل "رسالة الإمام"، وعن ذلك يقول: "الناس كانت سعيدة بالموسيقى ودورها وتوظيفها بشكل جيد، لأنه في بعض الأحيان تكون الموسيقى جيدة، ولكن لا يتم توظيفها بشكل مناسب في نطاق الدراما والمشاهد، بينما كانت التعليقات إيجابية، وتليق بالإطار العام للعمل".
يشير "كروان" إلى أنه لم يلجأ لإجراء تعديلات تذكر على موسيقى مسلسل رسالة الإمام، مؤكدا أنه كان حريصًا من البداية على أخذ الكثير من المعلومات من مخرج العمل قبل العمل على وضعها، حتى لا يقع في فخ إعادتها".
1000 حمد لله ع السلامة.. موسيقى تلائم رحلة البحث عن الكنز
كما نافس "كروان" في موسم رمضان الحالي بوضع الموسيقى التصويرية لمسلسل "1000 حمد لله ع السلامة"، مؤكدًا أن المسلسل مختلف شكلًا وموضوعًا عن موسيقى "رسالة الإمام"، إذ ينتمي إلى نوعية الأعمال الكوميدية ولذلك لجأ إلى استخدام الأوركسترا والكلارينت، مبررًا استخدامه لها بأنها تلعب الدورين وهي العاطفي والكوميدي، فضلًا عن الموسيقى التي تتناسب مع رحلة البحث عن الكنز خلال الأحداث.
ويشير كروان إلى أن مسلسل "رسالة الإمام" كانت موسيقاه مؤثرة بشكل أكبر في الناس بسبب توظيفها دراميًا، فالموسيقى بالدراما التاريخية والدينية يكون دورها أكبر.
سره الباتع
حقق الموسيقار راجح داود نجاحًا منقطع النظير بموسيقاه الجذابة، ورغم ما أثير من جدل حول موسيقى مسلسل "سره الباتع"، لكن تظل موسيقى راجح داود لها روح مختلفة ويمكن تمييزها بين الكثيرين.
وقال "داوود"، لموقع "القاهرة الإخبارية"، إنه يحرص دائمًا على أن تصل موسيقاه لقلوب الجمهور والمستمعين، باعتبار أن الموسيقى هي مفتاح سحري يتسلل للنفوس والروح، وهو هدفه الرئيسي من تقديم الموسيقى.
الكتيبة 101.. آلات تتناسب مع الأكشن
قدم الموسيقار خالد حماد الموسيقى التصويرية لمسلسلي" جعفر العمدة" و" الكتيبة 101"، وأكد لـ"القاهرة الإخبارية"، أن تيمة ونوعية العملين مختلفتان عن بعضهما، وكل عمل كان له آلات موسيقية مختلفة عن بعضهما، لافتًا إلى أنه استخدم في مسلسل "الكتيبة 101" آلات قوية تعزف بعنف تتناسب مع الأكشن والحرب وآلات نحاسية، التي تأخذ البطولة في الاعتماد عليها.
أشار إلى أنه واجه عامل ضيق الوقت في وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل " الكتيبة 101"، إذ إنه استغرق نحو أسبوعين لإنجازها، بينما كان لديه وقت أطول في وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل "جعفر العمدة"، والذي يؤدي دور البطولة فيه الفنان محمد رمضان، إذ استغرق أكثر من شهر تقريبًا.
أوضح أنه يحرص طوال الوقت على تقديم أفضل شيء في كل عمل ينجزه، ويُجري الكثير من التعديلات لخروج موسيقى تتناسب مع العمل.
وأشار "حماد" إلى أن البعض قد يرى الموسيقى التصويرية أمرًا سهلًا وبسيطًا، لكنها تستغرق جهدًا كبيرًا إذ يتم تسجيلها في أكثر من بلد، مثل ما حدث في "جعفر العمدة" و"الكتيبة 101": "نلجأ في العادة لتسجيل الأوركسترا خارج مصر لعدم توفرها".
ويشير إلى أنه لمس رد فعل كبير من الجمهور على مسلسل "الكتيبة 101"، أنه يكرر تعاونه في هذا العمل مع المخرج محمد سلامة بعد تعاونهما سويًا العام الماضي في مسلسل "راجعين يا هوى"، فضلًا عن تلقيه مكالمات مستمرة على مسلسل "جعفر العمدة".