- العمل مختلف عن الفتوة.. والجمهور أُعجِبَ بقصة حب أمير كرارة ومي عز الدين
- مسلسل "حرب" عمل بوليسي وصعوبته كانت في ضرورة اختلافه عن "الاختيار"
دائمًا ما يبحث المؤلف المصري هاني سرحان عن نقطة اختلاف ينفذ من خلالها إلى عالم وحكايات جديدة، قد يكون بعضها واقعيًا، يعمل فيها على نسج قصص أبطالها وربط الأحداث التي يعيشونها ليقدم صورة جمالية مميزة، بينما في الجانب الخيالي يحفز إبداعه ليخلق عوالم وشخوص جديدة، تأخذ المشاهد في رحلة طويلة على مدار حلقات العمل.
لم يكتف هاني سرحان هذا العام بعمل واحد، إذ فضّل أن تشهد عودته في رمضان الحالي عملين مميزين، عاد في أحدهما إلى حقبة زمنية بعيدة رصد فيها العديد من التفاصيل المميزة من خلال مسلسل "سوق الكانتو"، وهو المكان الذي ارتبط ببيع الملابس والأقمشة القديمة في فترة الثلاثينات، في شارع الموسكي التاريخي الشهير بوسط القاهرة، إذ يعد العلامة التجارية لبيع وشراء الملابس والأحذية في هذه الفترة، لينطلق من هذا الشارع نحو قصص وأحداث وتفاصيل دقيقة حرص على توثيقها من خلال عمل فني شديد الخصوصية، ليجعل المشاهد يقع أسيرًا لدقة السيناريو وجمال الصورة، التي قدمها أيضًا المخرج حسين المنباوي.
ومن الماضي البعيد إلى الماضي القريب حيث مسلسل "حرب" بطولة النجم المصري أحمد السقا، والذي تدور أحداثه في عشر حلقات فقط، في تجربة جديدة للمرة الأولى في الدراما الرمضانية، يروي فيه وقائع وأحداثًا واقعية في حرب الدولة المصرية على الإرهاب، انطلاقًا من شعوره بالمسئولية في أهمية رفع الوعي وضرورة التعبير عن قضايا الوطن، مسجلًا في سيناريو شديد الإتقان ملحمة في عشر حلقات، يُبرز خلالها العديد من التفاصيل الدقيقة، وهو ما جعل العمل ضمن قائمة الأعلى مشاهدة منذ عرض الحلقة الأولى.
حكاية سوق الكانتو
لم يكن العالم الذي صنعه هاني سرحان في مسلسل "سوق الكانتو" سهلًا، إذ احتاج إلى تحضيرات عديدة، لكنه قبِل التحدي وأصر على استكمال المهمة بنجاح، انطلاقًا من شعوره بأهمية الكتابة عن هذا العالم، لما يتضمنه من حكايات تُروى للأجيال الجديدة للاطلاع على تاريخهم، وعن ذلك قال لـ"القاهرة الإخبارية": "كنت حريصًا على أن أقدم عملًا عن الوكالة -أحد الأماكن بالقاهرة لبيع الملابس- إذ بحثت لفترة طويلة عن الأمر، وعرفت أنه قديمًا كان يحمل اسم (سوق الكانتو)، ولكن بمزيد من البحث عرفت من أشخاص يعملون في الوكالة أن (سوق الكانتو) مكان آخر، فبدأت في البحث وراء الأمر وتعمقت واستعنت بباحثين في التاريخ، لأن المعلومات عن هذا العالم كانت قليلة جدا، وأتوجه لهم بالتحية لأنهم بذلوا جهدًا كبيرًا معي، ومن هنا انطلقت حكاية المسلسل".
ديكور مميز
يعد ديكور مسلسل "سوق الكانتو" أحد العناصر المميزة في العمل، وكشف "سرحان" كواليس إنشائه، قائلًا: "جلست مع المخرج حسين المنباوي، وبعدها بدأ فريق مهندس الديكور أحمد عباس ومصممة الملابس مروة عبد السميع في العمل، واتفقنا سويًا على كل التفاصيل، ليظهر بالشكل الموجود في المسلسل".
ورفض سرحان تشبيه العمل بمسلسل" الفتوة" الذي قدمه مع الفنان ياسر جلال، وعُرض في رمضان قبل الماضي، مؤكدًا أنهما مختلفان تمامًا: "دارت أحداث الفتوة في موقع تصوير (لوكيشن) واحد، لكن في سوق الكانتو كان الأمر مختلفًا، سافرنا إلى الإسكندرية، وصوّرنا في شارع عماد الدين -أحد الشوارع التاريخية الشهيرة بالقاهرة- والعديد من الأماكن الأخرى".
أضاف: "كتبت خمس نسخ من المسلسل حتى وصلت إلى الشكل النهائي، إذ كنت أعمل مع المخرج حسين المنباوي على كل التفاصيل من أجل الخروج بأفضل شكل لها، وبعد الاتفاق على المسلسل وقع اختيارنا على الفنانين أمير كرارة ومي عز الدين وفتحي عبد الوهاب".
مشاهد صعبة
أكد هاني سرحان أن التحضيرات للمسلسل لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة أنه يتضمن العديد من المشاهد المهمة بين الأبطال، منها مشهد طه (أمير كرارة) مع جده حسنين (عبد العزيز مخيون) في الجامع، ومشهد البداية، ومشهد موت والد رشاد الذي يجسد دوره فتحي عبد الوهاب، قائلًا: "العمل مليء بالتفاصيل والأحداث الدقيقة، كما أن شخصياته وعالمه يجعلان منه مسلسلًا رمضانيًا، وسعيد أنني شاركت بهذا العمل في الموسم الرمضاني، خاصة أنه يحصد ردود فعل قوية منذ انطلاق حلقاته الأولى وحتى مع اقتراب الحلقات الأخيرة، وهو ما لمسته من الجمهور الذي قال لي أحببنا فكرته وصورته الجيدة، كما أعجبتهم قصة الحب بين طه وراوية".
شخصيات من روحه
وحول أقرب الشخصيات له والتي وضع بها من تفاصيله، قال المؤلف المصري: "أضع في كل شخصية شيئًا أحبه فشخصية أمير كرارة أحب فيها جدعنته وخوفه على أصدقائه، وفي رشاد أحب حبه لفاطمة رغم شره، وأي شخصية أضع فيها جزءًا من تفاصيلي، فعلى سبيل المثال ستجد شخصية بها جزء من حبي لوالدي الراحل، كما أن كل شخصية في العمل يجب أن يكون لها دراما وعقدة وصراع".
حرب
أيضًا، يُعرض للمؤلف هاني سرحان مسلسل "حرب" المكون من 10 حلقات، وقال عن ذلك: "سعيد للغاية بالعمل وبردود الفعل عليه، وفخور به"، مبينًا أن صعوبته كانت تكمن في تقديم عمل مختلف عن الاختيار، وأن يكون مسلسلًا دراميًا بوليسيًا لا أن يكون ثائقيًا.
طقوس
قدم هاني مجموعة من الأعمال المهمة في مشواره، لكن رغم اختلافها لم يقترب بعد من الكوميديا، وحول إمكانية تقديم عمل بهذا اللون، قال:" أكتب عملًا كوميديًا بالفعل.. وأُحضّر لأكثر من فيلم خلال الفترة المقبلة".
أضاف: "الكتابة مهنة لها علاقة بالعزلة فمن طقوسي خلال الكتابة أنني أحب أن أعمل حينما أستيقظ من النوم بجانب موسيقى تشبه العالم الذي أحكي عنه، كما أخصص لنفسي ساعات في اليوم لأنجز فيها مهامي ومسؤولياتي".