قصص من الواقع وحكايات للمقربين نسجتها المؤلفة المصرية سماح الحريري مع إضافات درامية بمسلسل "علاقة مشروعة" بطولة الفنان ياسر جلال، والذي عُرض خلال النصف الأول من شهر الكريم، ليأخذ مسارًا مُختلفًا عن معظم الأعمال الموجودة حاليًا، ويمثل إضافة واضحة لملامح التنوع في الموسم الرمضاني.
نقاشات كثيرة أثارها مسلسل "علاقة مشروعة"، خصوصًا أنه يدخل مناطق شائكة تتعلق بدخول الزوج علاقة عاطفية مع امرأة أخرى دون علم زوجته؛ مما جعل البعض – في الحلقات الأولى- يعتقد أنه يشجع على الخيانة، الأمر الذي نفته سماح الحريري في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، مُشيرة إلى أنه مع تتابع عرض حلقات المسلسل أدرك الجمهور أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
مشاهد محسوبة
تمثل كتابة مسلسل مكون من 15 حلقة تحديًا خاصًا للمؤلفة سماح الحريري، إذ تقول: هذه النوعية من الأعمال تتطلب أن تكون الحبكة الدرامية مُصاغة بشكل مُكثف وشخصيات أقل، مما يحتاج إلى تركيز كبير حتى لا يكون هناك نقص في الشخصيات، وكل مشهد يؤدي إلى التالي بدقة كبيرة، أما في مسلسلات الـ30 حلقة، فتكون لدينا مساحة في الخطوط الفرعية.
قصص واقعية
يتطرق المسلسل إلى قضايا حياتية وواقعية، استلهمت بعض تفاصيلها من حكايات لصديقات مقربات قائلة: الصديقة التي تخطف الزوج من صديقتها، أو الرجل الذي يخطف زوجة صاحبه مُتكررة كثيرًا، وسمعت ورأيت مثلها، عندما عشت في ألمانيا فترة طويلة، وهناك صديقة مقربة مني تعرضت لهذا الأمر، كما أننا أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي تجارب كثيرة في هذا الإطار.
لم تحتاج المؤلفة إلى الاستعانة بمراجع، سواءً دينية أو قانونية خلال العمل؛ لأن التفاصيل التي استخدمتها في العمل بديهيات، وتقول: "العمل اجتماعي إنساني يعرض مشكلة تخص الكثير من الأسر ورأيت على مواقع التواصل حكايات كثيرة مشابهة".
وعن سبب اختيارها "علاقة مشروعة" اسمًا للمسلسل قالت: رأيت أنه مُناسب تمامًا للقصة؛ لأن ما حدث بالفعل في المسلسل علاقة مشروعة رغم ما ترتب عليها من سلبيات، والشرع يضع لنا قواعد، ولكن بشروط.
تُشير المؤلفة إلى أنها بدأت كتابة المسلسل منذ نحو عامين، مع متابعة من نجم العمل ياسر جلال، الذي انشغل بعد ذلك في أعمال أخرى، وعدنا لنحضّر العمل بعد عام، وأجرينا بعض التعديلات حتى استقررنا على الصيغة النهائية مع المخرج خالد مرعي.
مشاهد صعبة
شعرت سماح الحريري بتوتر شديد عند كتابة بعض المشاهد، ومنها ذهاب (أمجد) مراد مكرم إلى (بثينة) مي عمر في الفيلّا، أثناء وجود (عمرو) ياسر جلال، قائلة: كنت أرتعش وأنا أكتبه، وحدثت تداعيات الشك التي شاهدها الجمهور وتعايشت معه لدرجة أرهقتني، كما أن مشهد نهاية المسلسل لم يكن سهلًا".
تعاون مستمر مع ياسر جلال
وعن العمل مع الفنان ياسر جلال قالت: "سبق أن عملنا معًا من قبل في "القاصرات" و"ساحرة الجنوب" وأنا من رشحته في العملين، لأنني كنت أرى أنه من أفضل الممثلين لكنه لم يأخذ حقه وأصررت عليه في "القاصرات"، وكنت مُتأكدة من تقديمه ثنائيًا مميزًا مع داليا البحيري، وانقطعنا فترة طويلة بعدها، ثم تواصلنا لترتيب عمل من جديد وجمعنا "علاقة مشروعة"، فهو فنان شهم وودود والعمل معه مريح للغاية، خصوصًا أنه يفهم دراما بشكل رائع ومثقف، ويحب كل من حوله أن يكون ظاهرًا وناجحًا وبيننا كيمياء فنية مميزة.
أما عن العمل مع المخرج خالد مرعي فقالت: "هذه المرة الأولى التي نعمل فيها معًا، وهو مخرج عميق وهادئ والعمل معه ممتع، ولا يتدخل إلا للضرورة، ويأتي إلى مشاهد الإعداد ملمًا بكل التفاصيل، ويعرف كيفية توظيف ممثليه بشكل رائع، وسعيدة بالتعاون معه".