تعلمت فنون القتال.. واستعنت بالمراجع التاريخية والملخصات لتجسيد شخصية عبدالعزيز الجروي
البدلة الحربية التي ارتديها تخطى وزنها 10 كيلوجرامات وكنا نصور بها ساعات طويلة
فريق العمل قدّم إنجازًا عظيمًا على كل المستويات.. ولدينا كوادر تتحمل الأعمال التاريخية
الليث حجو اهتم بأدق التفاصيل لدرجة تغيير الخوذة بسبب خدش بها
خالد النبوي تخطى مفهوم الإبداع ولا يزال في جعبته الكثير
أميل للعمل جيد الصنعة.. وأبارك لشقيقي ياسر جلال على مسلسل "علاقة مشروعة"
بدافع الشغف يواصل الممثل المصري نضال الشافعي تألقه في الدراما التلفزيونية، التي وضع أولى خطواته بها من خلال مسلسل "امرأة من زمن الحب" عام 1998، بعد اقتناع المخرج إسماعيل عبدالحافظ بموهبة طالب معهد الفنون المسرحية وقتئذ.
يشارك نضال في الموسم الرمضاني بمسلسل "رسالة الإمام"، أحد أبرز الأعمال التاريخية الدينية في الفترة الأخيرة، إذ يجسد من خلاله شخصية القائد عبدالعزيز الجروي، التي احتاجت منه تحضيرًا كبيرًا نظرًا لصعوبتها، ويؤكد في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الأمر لم يكن سهلًا، واستلزمت الشخصية منه تحضيرًا على أصعدة مختلفة، كما كشف عن تفاصيل أخرى خاصة بالمسلسل، وحرص على توجيه رسائل لكل من الفنان خالد النبوي وياسر جلال في هذا الحوار:
ما الانطباع الأول الذي شعرت به عقب قراءة سيناريو "رسالة الإمام"؟
قبل أي شيء أنا سعيد للغاية بمشاركتي في مسلسل "رسالة الإمام"، الذي يعد الأول من نوعه منذ نحو 20 عامًا، وهذا أمر كبير جدًا بالنسبة لي، فضلًا عن أنه عن شخصية الإمام الشافعي ذو القيمة الدينية العظيمة، وتجسيد حياته والفترة الزمنية التي عاشها أمر بالغ الأهمية، ومشاركتي في هذا العمل التاريخي الديني المميز بدور أحد أقطاب الصراع في هذا الزمن بالنسبة لي شيء أفتخر به، وأثار بداخلي الكثير من الاهتمام والشغف.
التحضير لشخصية تاريخية ليس أمرًا سهلًا.. فما المراحل التي مررت بها من أجل الوصول لشخصية عبدالعزيز الجروي؟
الإعداد لشخصية الجروي جاء على أكثر من محور، فالبداية كانت مع المراجع والملخصات التاريخية التي وفرتها الشركة المنتجة، إذ كان هناك مؤرخون لجمع المعلومات عن تلك الفترة، وقرأت ملخصات تخص شخصية عبدالعزيز الجروي، إضافة إلى أنه جمعني جلسات عمل مع المخرج الليث حجو، والمؤلف محمد هشام عبية.
وكان هناك مستوى آخر من التحضير يتمثل في الإعداد البدني للشخصية من تعليم فنون القتال القديمة والحرب بالسيف والسهام والرماح وركوب الخيل، واتعلمنا أيضًا أمور كثيرة من أجل المعارك الخاصة بالعمل لنقدمها بمهارة هذا بجانب الاختيار الأمثل للملابس.
كانت الملابس في تلك الفترة ثقيلة جدًا ويصل وزنها 10 كيلوجرامات.. حدثنا عن تفاصيل تصويرك للمشاهد بهذه الأزياء؟
بالفعل كنا نرتدي "الزرد" وهو عبارة عن قميص حديد يصل وزنه 7 كيلوجرامات تقريبًا، وارتديه من السادسة صباحًا حتى الثانية عشرة ليلًا وفوقه بدلة مصنوعة من الجلد وزنها 5 كيلوجرامات بجانب الخوذة، والتصوير يستغرق وقتًا، وكلما زاد هذا الوقت تضاعف معه الإحساس بثقل ما نرتديه، خصوصًا مع الصيام في نهار رمضان يصبح الأمر أكثر صعوبة.
تميز "رسالة الإمام" بتضمنه الكثير من التفاصيل سواء في الملابس أو الديكورات أو اللغة.. هل مثّل ذلك ضغطًا عليك كممثل؟
معظم مشاهد "رسالة الإمام" شديدة الحساسية، إذ لم نكن نهتم بالأداء التمثيلي فقط، بل ركزنا أيضًا على أن تخرج اللغة العربية بشكل سليم، ونطق كل كلمة يجب أن يكون صحيحًا، وكل صنّاع رسالة الإمام مروا بكم من المستحيلات من أجل العمل، وهناك هيئات كبيرة مر عليها السيناريو.. وهل يُعقل أن نقدم الإمام الشافعي دون أن يمر على الجهات المختصة، سواء الأزهر أو مجمع البحوث التاريخي، ومراجعو التاريخ كانوا موجودين معنا في التصوير دائمًا.
كما أن ما صنعه مهندس الديكور عادل المغربي أشبه بالإعجاز، وحظى جهده بإشادة نقدية كبيرة، وقال نقاد إن "رسالة الامام" يعد مرجعًا لمصر، وما قُدّم كان إنجازًا عظيمًا على كل المستويات، وهو عود أحمد للدراما التاريخية بعد 20 عامًا، وفريق عمل "رسالة الإمام" حقق المستحيل في الظرف الزمني والشكل الفني والتاريخي وتمثيل هذه القامة الفنية الكبيرة، وبصراحة الليث حجو وخالد النبوي وتيمور تيمور مدير التصوير ومصممة الملابس سامية عبدالعزيز جميعهم بذلوا مجهودًا كبيرًا، والشركة المنتجة سخّرت كل شيء من أجل أن يخرج هذا العمل إلى الأجيال، لدرجة أن هناك من قالوا إن العمل مرجع تاريخي للفسطاط القديمة.
ما المختلف الذي وجدته مع العمل مع الليث حجو؟
شاهدت له بعض الأعمال السورية التاريخية، كان دائمًا يحب العمل مع الراحل حاتم علي، الذي أحبه وكنت سعيدًا أنه وقع عليه الاختيار لهذا العمل التاريخي والديني، والحقيقة كان فوق سقف التوقعات فهو رجل بسيط وواضح جدًا بمعلوماته ويوصلها بشكل رائع ولديه أسلوب السهل الممتنع، سواء في حركة الكاميرا واهتمامه بالتفاصيل الخاصة، حتى أبسط الأمور، فعلى سبيل المثال إذا وجد خدشًا صغيرًا في الخوذة التي نرتديها كان يُغيرها والكثير من التفاصيل الصغيرة.
ماذا عن العمل مع الفنان الكبير خالد النبوي؟
اعتبره بمثابة شقيقي الكبير، وفي مسلسل "رسالة الإمام" تخطى مفهوم الإبداع، وشهادتي فيه مجروحة، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي نعمل فيها سويًا، إذ سبق أن تعاونا من قبل في فيلم "الديلر"، فهو يعمل بطريقة السهل الممتنع وجمهوره لديه ثقة دائمة في أنه ما زال في جعبته الكثير من الشخصيات المميزة التي يسعى لتقديمها، فهو يجيد اختياراته الفنية، منها "واحة الغروب" و"ممالك النار" ومؤخرًا "رسالة الإمام"، وعلى المستوى الإنساني محترم ويحترم الموهوبين وأصدقاءه في المهنة، وأبارك له على النجاح الكبير للعمل، ويكتب في التاريخ أن الإمام الشافعي جسده خالد النبوي.
تحب التنوع بين كل الألوان الدرامية وتتقن تقديمها.. أيهما تفضل بشكل خاص؟
أعشق مهنة التمثيل منذ الصغر، وأميل لفكرة الصناعة الجيدة التي تعتمد على أن تكون فيها كل عناصر العمل متكاملة، سواء في السيناريو أو الإخراج أو الإنتاج الجيد، رفقة فريق من الممثلين على قدر من المسؤولية.
ما أبرز المحطات الفنية المؤثرة في مشوارك الفني؟
لديّ محطات فارقة معي منذ أول مشاركتي في "تامر وشوقية"، الذي كان يعد أول ست كوم في الوطن العربي، مرورًا بتقديمي مسلسل "لحظات حرجة"، والعمل مع الزعيم عادل إمام في "فرقة ناجي عطا الله"، وأخيرًا مشاركتي في "رسالة الإمام".
وأؤكد أن لدينا كوادر مصرية فنية رائعة تتحمل الأعمال التاريخية، وتلك تجربة اعتبرها بصمة نور في حياتي الفنية والدراما المصرية بشكل عام.
ماذا عن مشاركتك كضيف شرف في مسلسل علاقة مشروعة مع الفنان ياسر جلال؟
أشكر الجبهة المنتجة على ترشيحي للمخرج خالد مرعي، للتواجد ضيف شرف في مسلسل "علاقة مشروعة" بشخصية "الضابط أسامة"، وكانت مفاجأة جميلة بالنسبة لي، وأبارك لصديق العمر ياسر جلال على نجاح العمل، وكنت سعيدًا لوقوفي معه في آخر حلقتين، وتلقيت ردود فعل قوية على هذا الظهور.