ـــ شخصيتي في العمل طمّاعة ولا تشبهني.. ولم أقابل مثلها في الحقيقة
ـــ وضعت كمًا كبيرًا من مساحيق التجميل لا استخدمها في الواقع.. وشعرت بصعوبة في أول يوم تصوير وأن أدائي مبالغًا فيه
ـــ الأمومة لم تأخذني من عملي لكنني جلست في المنزل لمدة عام حزنًا على وفاة والدي
ـــ أرفع أثقال في "ليلة العيد" واستغللت وزني الزائد في تقديم الشخصية
ـــ اعتذرت عن "المداح" لموسمين لظروف خارجة عن إرادتي.. ولم أعان من مضايقات الجن مثل التي أسمعها من فريق العمل
ـــ "تاج" غامضة واستخدمت نظرة عيني لحيرة المشاهد
تتمرد دائمًا الفنانة يسرا اللوزي على جمالها مجسدة شخصيات صعبة ومركبة في عدة أعمال مختلفة، رافضة الطريق السهل للوجود الفني، خصوصًا أنها من أسرة فنية، فوالدها المخرج المسرحي الراحل محمود اللوزي الذي عمل أيضًا أستاذًا للإخراج بالجامعة الأمريكية، ومنذ ظهورها في الدراما التلفزيونية للمرة الأولى مع النجمة المصرية يسرا في "مسلسل "خاص جدا" عام 2009 أثبتت نفسها على الساحة الفنية.
خطفت يسرا اللوزي الأنظار في مسلسل "جميلة" المنافس بدراما رمضان 2023، وبشخصية "شيري" المرأة الخائنة واللعوب التي تدبر المكائد لصديقاتها من أجل الثراء ومصلحتها فقط، لتتحدث في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية" عن الصعوبات التي واجهتها في هذه الشخصية التي أكدت أنها لا تشبهها، كما تحدثت عن مسلسل "المداح" وسر اعتذارها عنه لموسمين، وتطرقت لحياتها الخاصة وفترة الأمومة وهل أثرت على وجودها الفني، وحالة الحزن التي دخلت فيها بعد وفاة والدها وجلوسها بالمنزل لمدة عام، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
شخصية "شيري" بمسلسل "جميلة" ذات وجه جميل لكن بداخلها كل صفات الشر.. ما الذي حمّسك لها؟
عندما عُرضت عليّ الشخصية لم أكن قادرة على تخيلها والإمساك بها، ولم أتخيل أنني قادرة على أن أقول نصف الحوار المكتوب في السيناريو والجمل التي تنطق بها، ورغم ذلك لم أتردد ووافقت على الفور؛ لأن الشخصية استفزتني، فهي تحدٍ جديد ومنطقة لم أتطرق لها من قبل، وأحب دائمًا تحدي نفسي.
الجمهور يقول لي دائمًا إنني "لطيفة"، رغم أنني سبق وقدمت أدوارًا بعيدة عن دور الفتاة الجميلة، وليست شبهي، لذا دائمًا عندما تأتي لي فرصة تجسيد دور بعيد عن شخصيتي وشكلي أقدمه على الفور.
كما أنني عندما تحدثت مع المخرج سامح عبد العزيز ومصممة الملابس، وجدت أن شكل الشخصية مختلف عن طبيعتي، لأنني بصفة خاصة لا أضع هذا الكم من مساحيق التجميل مثل "شيري" التي تبالغ أيضًا في ارتداء الإكسسوار والملابس وعمل الشعر، وذلك نابع من اهتمامها الدائم بنفسها وشكلها.
لكن لماذا هذه المبالغة في إظهار جمالها؟
تستغل شكلها وسيلة للإغراء، لأنها شخصية مسيطرة، وتستخدم أنوثتها وشكلها ونظرتها وطريقة كلامها ونبرة صوتها وكل شيء حتى تصل لما تريده، فهي شخصية طمّاعة، بلا مبادئ وتبيع زوجها ونفسها أيضًا، فالحياة بالنسبة لها ماديات فقط، ومصلحتها فوق كل شيء.
ولا شك أن هناك شخصيات من حولنا تشبهها، لكني لم أتعامل بشكل مباشر مع إحداهن في الواقع، وكان هذا الأمر سببًا في صعوبة أول يوم تصوير؛ لأنني لم أكن قادرة على الإمساك بالشخصية، لكن مع الوقت تطورت وكنت قادرة على الدخول فيها.
معني ذلك أنكِ واجهتِ صعوبات في بداية تجسيد الشخصية.. وكيف أمسكتِ بها؟
استغرقت وقتًا طويلًا للإمساك بها، وشعرت بأن أدائي مبالغًا فيه بالبداية، لكن عندما رأيت المشاهد بعد تصويرها وجدت أنني طبيعية وأن الأمر عادي.
لكن شخصية "شيري" صعبة لأن لها طريقة ومصطلحات خاصة في الكلام، وبها " لف ودوران"، فهي تشبه الثعبان، والجمل صعب حفظها، لأنها تتحدث بطريقة ملتوية، ففي البداية كنت أعاني جدًا وشك فريق العمل في قدرتي على الحفظ، رغم عدم وجود شكوى مني بسبب الحفظ، وواجهت صعوبة في حفظ الجمل لأنها ملتوية وليست شبهي، وتستخدم مصطلحات وكلمات لم أسمعها من قبل، وأشياء لم أحتك بها في حياتي، وفي البداية كنت "استصعبها" وأجدها ثقيلة عليّ، لكن مع الوقت وجدت الجمل الحوارية تخرج تلقائيًا بعد تقمص الشخصية.
فالشخصية تفاصيلها صعبة ومذاكرتها صعبة أيضًا، وطول الوقت "ألف وأدور" في العمل، وأحيانًا "أتوه"، لأن هذه الشخصية لا تشبه شخصيتي وهي صعبة جدًا، لذا تعاملت معها بتفاصيل دقيقة منها أنني "عَرَضْت صوتي"، فمثلًا الممثلون في الفترة الأولى مع صغر عمرهم يتحدثون بصوت رفيع، وعندما تتحول الفتاة لسيدة أنضج تحمل أوجاعها وتجاربها في البطن، وبالتالي نبرة الصوت تخرج من هذه المنطقة، وتظهر في العين، فعين الشخص في عمر الـ15 عامًا تكون مختلفة عن شكلها في عمر الـ45.
وبالرجوع للشخصية وتحضيراتي لها، قمت بـ"تعريض صوتي" لأن "شيري" واثقة من نفسها وتتحدث من نبرة صوت مغايرة ومختلفة عن التي أتحدث منها، ونبرة الصوت تفرق كثيرًا في أداء الشخصية، وحاولت أن استخدم عضلات وجهي وأحرك نصفه لأنها سيدة "كيادة"، وفي الوقت نفسه دون أن أبدو شخصية "أوفر" بجانب مبالغتها في الملابس والإكسسوار والشعر والرموش، واستخدام لغة الجسد، هذا الخليط صنع شخصية "شيري".
هل ترين أن هذا العمل استمرار لتمردك على تقديم الفتاة الجميلة والطيبة؟
أنا متمردة منذ دخولي الوسط الفني عام 2008، فبعد عامين من أول أعمالي قدمت فيلم "ساعة ونص" عام 2010، مجسدة دور صعيدية تستقل قطار درجة ثالثة، وكان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، ثم قدمت شخصية صعيدية مرة أخرى مع الفنان يحيى الفخراني في مسلسل "دهشة"، ودور صحفية في مسلسل "فيرتيجو"، وفي فيلم "المحكمة" قدمت دور فتاة سيئة السلوك.
صفي لنا العمل مع ريهام حجاج وسامح عبد العزيز؟
ليست المرة الأولى التي أعمل معهما، فسبق أن قدمت مسلسل "بنات سوبر مان" مع ريهام حجاج، وعشت معها نحو 4 أشهر خلال تصوير العمل، وكانت أجواء لطيفة وذكريات حلوة، وأيضا تعاونت مع المخرج سامح عبد العزيز في فيلم "ليلة العيد"، الذي لم يطرح بعد رغم انتهاء تصويره منذ عامين.
وماذا عن الشخصية التي تقدمينها في الفيلم؟
شخصية جديدةـ، أجسد دور فتاة تدعى "منال"، والعمل أحداثه تدور في جزيرة الدهب، وهو فيلم نسوي ويحكي عن سيدات يكافحن في الحياة، وأجسد دور فتاة "ترفع أثقال"، ووقتها تزامن التصوير مع ولادتي وكان وزني زائدًا، ووظّف المخرج سامح عبد العزيز ذلك بتجسيدي دور فتاة شعبية وفقيرة، يمنعها والدها من أن تمارس رياضة رفع الأثقال ويرى أن مصيرها الزواج والجلوس في المنزل، في حين أنها كانت تحلم بأن تصبح بطلة.
هل ترين أن الأمومة أخذتك من التمثيل؟
لا.. أنا لم أغب عن التمثيل نهائيًا، بالعكس صوّرت طوال فترة حملي، وكنت الممثلة الوحيدة التي صوّرت منذ بداية حملي وحتى منتصف الشهر السابع، واكتشفت أنني حامل أثناء تصوير مسلسل "دهشة" وبعد ولادتي لابنتي "دليلة" بنحو 45 يومًا صوّرت فيلم "ميكرفون"، وبعد ذلك ظهرت ضيفة في مسلسل "تشيللو".
كيف أثرت الأمومة على زيادة مسؤوليتك؟
بالتأكيد الأمومة مسؤولية وضغط أكثر عليّ، وأكون مرهقة أكثر وأعصابي متوترة، وأحاول أن أوفق بين الفن والأمومة، وهناك وقت في العام يكون فيه ضغط زيادة وأحاول أن أعوّض أسرتي باقي الوقت، وأحيانًا أندم أنني صوّرت طوال فترة حملي في حين أن هذا الوقت هو الفترة التي كان من المفترض أن استرح وأنام فيها وأهتم بنفسي، وفي الحمل الثاني قدمت مسلسل "طاقة حب" وبعد الولادة قدمت مسلسل "بين السما والأرض".
الحالة الوحيدة التي لم أصور فيها وجلست في المنزل هي بعد وفاة والدي لمدة عام كامل، إذ توفي في شهر نوفمبر 2021، وكنت انتهيت من مسلسل "إلا أنا"، ودخلت في حالة حزن ولم أكن أرد على أحد حتى أقرب الناس لي، وغبت عن موسم رمضان الماضي فقط.
ننتقل لمشاركتك في مسلسل "المداح 3".. ما الذي جذبك للمشاركة في العمل؟
تحمست له نظرًا لنجاح الجزءين الأول والثاني، إضافة إلى رغبتي في العمل للمرة الثالثة مع حمادة هلال، وأشعر في العمل معه براحة تامة وكأنني وسط أسرتي.
الجمهور يحتار في حقيقة " تاج" هل هي بشر أم جن؟
هذا سيظهر في آخر الحلقات، وهي حاليًا تساعد حمادة هلال ولكن لا أستطيع أن أفصح عن موقفها وهل ستساعده أم لا في النهاية؟ وما نال إعجابي أن الشخصية بعيدة عن "شيري"، رغم أنني لا أفضّل أن يجسد الممثل شخصيتين متشابهتين في موسم واحد، فمثلًا في العام الذي قدمت فيه "فيرتيجو" بدور صحفية محجبة ومثقفة، جسّدت في مسلسل "خطوط حمراء" بطولة أحمد السقا شخصية سلمي التي تتعرض لقتل، وكانت ترتدي ملابس جريئة.
تتحمسين للعمل مع حمادة هلال لكنك لم تظهري في الموسمين الأول والثاني لـ"المداح".. لماذا؟
كل عام كان فريق العمل يطلبني ولكن لا أعرف على أي دور، ففي أول موسم للمسلسل تحدثوا معي لكن اعتذرت لأنني كنت على وشك الولادة وكان حملي ظاهرًا، والعام الماضي اعتذرت أيضًا بسبب وفاة والدي.
هل تعرضتِ لمضايقات من الجن مثلما حدث مع حمادة هلال وهبة مجدي حسب تصريحاتهما؟
أسمع قصصًا مرعبة منهما، لكن الحمد لله لم يصادفني أي مضايقات، ولا أركز في هذا الموضوع لأن التركيز فيه خطأ.
كيف رسمتِ ملامح شخصيتك في المسلسل؟
تحدثت مع المخرج أحمد سمير فرج، الذي حكى لي عن التأثير الذي يريده دائمًا في حالة حيرة وتطارده التساؤلات، من خلال التمثيل المبهم والعلامات الصغيرة التي كنت أظهرها حتى يحتار المشاهد، فهناك جمل حوارية كانت تتطلب مني نظرة محددة من العين، لكي يعطي للمشاهد إيحاء وإحساس معين.
هل لديكم النية لتقديم جزء رابع من المداح؟
لا أعرف ولا أحد يعرف منا حقيقة تقديم جزء رابع من العمل، لأنني كنت قد سألت المخرج أحمد سمير فرج وقال لي إنها الأمر يرجع لحسابات القناة والجهة المنتجة.
وأين أنتِ من خطوة البطولة المطلقة؟
سبق أن قدمت بطولة في "آدم وجميلة" منذ 10 سنوات، وأيضًا في "طاقة القدر" لعبت البطولة النسائية أمام حمادة هلال، فأتمنى أن يكون هناك عمل فكرته جديدة وتجذبني وتستهويني لأقدمها، إذ أشعر بأن لدي طاقة للشغل والتمثيل وتقديم بطولة قوية بعد أن تجاوزت فترة الأمومة ووفاة والدي.