- صدقت رءوف.. والعمل يقدم قضية تهم العالم كله لكنه لا يطرح حلولًا
- صعوبة الدور في سهولته ولا توجد مقارنة مع ما قدمه الراحل محمود ياسين
ـــ الحياة العائلية يجب أن تكون هادئة لمواجهة الصخب بالخارج
ـــ زوجتي تتفهم بشكل جيد طبيعة حياتي
ـــ سأعود إلى السينما لكن مع عمل يجعلني استمتع أولًا
ـــ اتخذت قرارًا بعدم الإفصاح عن الأعمال التي أتمنى تقديمها
تحدٍ جديد نجح فيه الممثل المصري طارق لطفي، الذي كثيرًا ما أبدع في أداء أدوار مركبة وذات تفاصيل خاصة، منها دور "خلدون" في مسلسل "جزيرة غمام"، وأيضًا شخصياته التي جسّدها في مسلسلات "جبل الحلال"، "عد تنازلي"، "القاهرة كابول"، و"بعد البداية" الذي كان بمثابة انطلاقه نحو أدوار البطولة المطلقة بالدراما التلفزيونية.
يظهر طارق لطفي بشكل مغاير في موسم رمضان الحالي من خلال شخصية "رؤوف" بمسلسل "مذكرات زوج"، الذي تكمن صعوبته في بساطته، لكن بطريقة السهل الممتنع، إذ تغلّب على هذا التحدي ونجح في الرهان الجديد.
وفي حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" كشف عن سبب حماسه للدور، وكيف يتماس مع كل بيت مصري، خصوصًا أنه يتناول مشاعر الملل الزوجي، كما أكد أنه كان خائفًا ومتوترًا من رد الفعل لأول مرة منذ سنوات طويلة، وغيرها من التفاصيل التي تطرق إليها في هذا الحوار:
وصلت شخصية رؤوف في "مذكرات زوج" إلى شريحة كبيرة من الجمهور بشكل صادق.. هل تطلب ذلك تحضير خاص لإظهار هذه المشاعر؟
الحقيقة أن الشخصية التي تبدو طبيعية وبسيطة تعد الأصعب على الممثل من نظيرتها ذات الملامح البارزة مثل الصعيدي أو الشرير أو الغجري، إذ إن هذه الشخوص لها ملامح معينة.
وقبل تجسيدي لشخصية "رؤوف" صدّقته في البداية، لأنه نموذج يُعبر عن مشكلة كبيرة لدى الكثير من أصدقائي ومعارفي وجيراني، فقررت أن أجسده بشكل إنساني، وأشعر بكل أحاسيس الشخصية وأعبّر عنها، وتكون واضحة للجمهور.
هل تركيزك في تجسيد الشخصية أكسبك ثقة في استقبال الجمهور لها.. وكيف وجدت ردود الفعل؟
صراحةً لا، لقد كنت خائفًا للغاية، وتملكتني الكثير من مشاعر الخوف، لأنني أذهب إلى منطقة جديدة وغير مضمونة، والأمر يختلف كثيرًا عن تجسيدي لدور أعرف أنه في منطقتي الخاصة وأجيده، إذ إلى حد ما تكون النتائج معروفة لي، لكن عند الذهاب إلى مكان لم أطرقه من قبل فهنا تكون الخطورة، ولا أستطيع أن أنكر أن هذه أكثر مرة أصابتني فيها مشاعر التوتر.
الشخصية التي تجسدها سبق أن قدمها الراحل محمود ياسين.. هل تخوفت من المقارنة؟
في رأيي، لا يمكن أن نقارن بشكل أو بآخر شخصيتي بما قدمه الفنان الكبير الراحل محمود ياسين، فأنا أجسد شخصية بشكل مختلف نهائيًا عما قدّمه الفنان الراحل، فهي في زمن وعصر مختلف وبأدوات ووظيفة مغايرة، كما أن المشكلات ليست واحدة.
كيف خدم الخط الكوميدي الجانب الدرامي في مسلسل يتناول قضية تهم كل أسرة؟
لا شك أن مشاعر الملل الزوجي في أي أسرة واحدة، وكل ردود الفعل والتعليقات التي تصلني تؤكد أن الشخصية والقصة تمس كل بيت، ولذلك راهنت على أن إحساس المُشاهد بالخط الكوميدي سيكون نابعًا من أنها ستمس خبرته الشخصية، فـ"رؤوف" عندما طلّق زوجته انطلق وخرج وقابل أصدقائه، ولعب رياضة واشترى ملابس جديدة بألوان وشكل مختلف، ومن هنا سيأخذ كل شخص هذه المشاهد ويطبقها على ما عاشه بنفسه أو سمعه مما يرسم البسمة على وجهه.
هل ترى أن الزوجة تتحمل مسؤولية إيصال الزوج إلى مرحلة الملل حتى وإن تمتعت بقدر كافٍ من الجمال؟
الحياة وعدم التفاهم بين الاثنين يؤديان إلى هذه النتيجة، قد يحتاج الرجل في البداية لاحتياجات معينة في المرأة، ولكن بعد ذلك ممكن أن تتلاشى هذه الاحتياجات وتكون أجمل سيدة في الكون لكنها لا تطاق، فمن الممكن ألا يرى أنها جميلة على الإطلاق مع مرور الوقت، وبعد العِشرة يكون الشخص بحاجة إلى أشياء أخرى مثل الاحتواء والتفاهم وحسن المعاشرة وسكن، وإن لم تكن سكنًا فكل الامتيازات في السيدة تتلاشى، وليس فقط لأنها جميلة أو تعتني بمظهرها.
نقلة غير متوقعة قدمتها في هذا العمل بعد شخصيات مركبة مثل الإرهابي والفاسد والغجري وغيرها.. هل كنت تقصد التغيير؟
سأستخدم مصطلح ذكرتيه وهو "نقلة غير متوقعة"، وبالتالي عدم التوقع يساوي الاندهاش، وهو ما يؤدي إلى تفاعل الجمهور مع الممثل، فإذا كان المشاهد ينتظر مني أن أقدّم شخصية ما متوقعة، فهنا سأفقد جزءًا من نجاحي، مهما قدمت شخصية عظيمة، لكن عندما أجعل الجمهور يندهش هذا أمر آخر، وهذه الحالة من الدهشة تسعدني، وتجعلني أشعر بأنني قدمت فنًا جديدًا، فالتغيير بالنسبة لي ليس وهمًا بل حقيقة يجب إدراكها.
عندما عُرضت عليّ فكرة "مذكرات زوج" وقرأت الرواية ثم المعالجة للكاتب محمد سليمان عبد المالك، قررت أن ألعب هذه الشخصية لأنها واقعية وحياتية وتلمس الكثير من الناس عالميًا وليس في مصر فقط، كما قررت خوض التجربة لرغبتي في تغيير جلدي، وهناك عامل مهم يتمثل في أنه وسط الظروف العالمية الراهنة، لا يحتاج المشاهد لعمل صعب أو به تحدٍ وتفكير، بل يحتاج الذهاب إلى إنسانيته والترابط الاجتماعي الذي يجعله قادرًا على مواجهة التحديات الخارجية، يجب أن تكون الحياة في المنزل هادئة لمواجهة ذلك الصخب بالخارج.
"رؤوف" انسحب من حياته واستقال من عمله وانفصل عن زوجته.. هل ترى أن هذا حل للمشكلة؟
لا ليس حلًا ولكنه تمرد، وهي رحلة تحدث بشكل أو بآخر، فممكن أن ينفصل فعليًا أو روحيًا ونفسيًا، فهناك من انفصل بالاتفاق، ومنهم من "اشترى دماغه" بالتعبير الدارج، وفقد الأمل في الحياة، فالحلول ليست كثيرة في العادة، وتتأرجح ما بين التفاهم أو الانفصال الكامل.
وإذا كان الزوجان يتمتعان بالوعي الكامل، سنجد أنهما يختاران التفاهم وعيش حياة مختلفة بدرجة من الوعي، لكن إذ تسببت فترة التمرد في إنتاج شرخ أو فجوة، وقتها لن تنفع العودة، لأن عدم التفاهم بين الطرفين سبب خرابًا في العلاقة.
ألم تتخوف من أن شدة تفاعل الجمهور قد تدفعهم لاتخاذ نفس قرار "رؤوف"؟
هنا يأتي دور إعمال العقل، وكل مشاهد حسب تجربته الخاصة، وأنا لا أقدم حلًا لكي يتبع نفس الخُطى، فقط أقول له إن "رؤوف" تبعًا لظروف خاصة تصرّف بهذا الشكل، وأجعله يشاهد الرحلة للنهاية حتى يصل لنتائجه الشخصية.
بصفة خاصة ما المشاهد التي رأيت نفسك فيها؟
كل المشاهد الإنسانية، مثل ضجره وملله وإحباطه وتمرده ورحلة التعرف على فتاة أخرى، ورحلة أن يتحول لطفل وفجأة لا يلبس النضارة أو البلوفر والبدلة، ويتحرر، ويشعر بأنه كما لو كان يولد لأول مرة، فهذه مشاعر إنسانية لمستني.
وهل كزوج تعرضت لها؟
لا، لم أطلق زوجتي أو أدخل في خلافات كبيرة معها، ولكن هناك مشاعر تعرضت لها مثل الضجر والملل، فهذا حدث لأننا من بني آدم.
هل أعاد العمل تفكيرك في بعض أمورك الحياتية؟
لا، لأنني أرتب حياتي جيدًا، ومتزوج من سيدة متفهمة بشكل جيد طبيعة حياتي، وأحيانًا تحدث مشكلات بيننا، ولكن لدينا أسس في علاقتنا، منها أن نتحدث بصراحة فلا يوجد أحد منّا يظلم الآخر، أو أن ينتظر أحدنا الإرضاء فقط بغض النظر عن مشاعر الآخر، فالحياة مشتركة ولا يتولى أحد فيها الإدارة أو الفرض، ونحن بشر يجب أن نمتلك صيغة تفاهم.
ما الدور الذي تتمنى تقديمه؟
شخصيات كثيرة، ولكن لم أعد أتحدث عمّا أريد فعله لأنني أُفاجأ بأنه ذهب إلى ممثل آخر.
هل تقصد شخصية الحشاشين التي كنت تريد تقديمها؟
نعم، وأنا متأكد من أن كريم عبد العزيز سيقدمها ببراعة وهذه الشخصية ليست حكرًا عليّ، ولكنها شخصية تاريخية ثرية، وكنت أتمنى تجسيدها.
بعد التألق في الدراما التليفزيونية.. ألا تعتزم العودة للسينما؟
لدي النية في تحقيق ذلك، ولكن عندما يأتي دور جيد، إذ عرض عليّ أعمال غير مغرية، وأنا إذا لم أقدم شيئًا أحبه ويسعدني، بالتالي لن يعجب الجمهور، لقد وصلت إلى مرحلة أنني يجب أن أذهب لموقع التصوير لأستمتع أولًا، وهذا نتيجته أن المشاهد سيستمتع أيضًا.