الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصاد الغناء العربي 2025..الكبار يخطفون الأضواء وجيل جديد يكسر القواعد

  • مشاركة :
post-title
عمرو دياب وابنته جانا نموذج يجمع الشباب بالكبار

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

شكّل عام 2025 محطة فارقة في مسار الأغنية العربية، بعدما شهد عودة قوية لنجوم الصف الأول إلى ساحة الألبومات الكاملة، بالتوازي مع صعود لافت لأصوات شابة فرضت حضورها بقوة، وقدّمت رؤى موسيقية مختلفة أعادت رسم خريطة الذوق العام وسط تنوّع غير مسبوق في الأنماط الموسيقية في مشهد جمع بين الأصالة والحداثة.

عمرو دياب
عمرو وتامر الأبرز

تصدر الهضبة عمرو دياب موسم الألبومات بألبومه "ابتدينا"، الذي ضم 15 أغنية تنوّعت بين الرومانسي والإيقاعي، ونجح دياب في الحفاظ على معادلته الخاصة التي تمزج بين الحداثة الموسيقية والبصمة التي شكّلت هويته عبر العقود، مؤكدًا استمراره كأيقونة قادرة على التجدد ومخاطبة الأجيال المختلفة.

فيما طرح تامر حسني ألبومه "لينا معاد"، مؤكدًا حضوره كفنان يشارك بفاعلية في كتابة وتلحين عدد من أغانيه. 

وضم الألبوم أعمالًا غنائية متنوعة مقدمًا تجربة تجمع بين الرومانسية والطابع الشبابي.

تعدد الألبومات 

قدّم عدد من المطربين ألبومين في عام 2025 من بينهم الفنان رامي جمال الذي طرح ألبومًا للموسم الصيفي وهو "محسبتهاش"، ويضم 15 أغنية عكست تنوّعًا عاطفيًا واضحًا، مؤكدًا استمراره في تقديم أغنية رومانسية قريبة من وجدان الجمهور.

كما طرح أيضًا ألبوم للموسم الشتوي والذي حمل اسم "مطر ودموع"، وضم 12 أغنية منها "ودعتيني" وغيرها من الأغنيات التي تعاون فيها مع كبار صناع الموسيقى. 

كما قدّم أحمد سعد ألبومين الأول بعنوان "حبيبنا" الذي ضم 9 أغنيات، فضلًا عن طرحه ألبومًا صيفيًا حمل اسم "بيستهبل" بروح مرحة وطريفة، وضم أغنيات مثل "بطة"، و"أخويا" و"اتك اتك"، مع تعاونات شبابية واكبت ذوق الجيل الجديد.

أيضًا أصدر حمزة نمرة ألبوم "قرار شخصي" ضم 13 أغنية طُرحت على أربع مراحل خلال الصيف، مقدمًا تجربة موسيقية متماسكة تعكس رؤيته الفنية، كما واصل طرح أغنيات من ألبوم "احكي" على فترات متباعدة، مثل "ركن بعيد"، و"دقيقة ونص"، و"فيها إن" و"يا روح".

حمزة نمرة
صمود أنغام

تعرضت الفنانة أنغام لأزمة صحية كبيرة أجرت على إثرها عملية جراحية بالخارج، ولكن مرضها لم يمنعها من مواصلة نجاحها، فعقب تجاوزها أزمتها الصحية، عادت أنغام بأغنيتي "سيبتلي قلبي" و"اختلفنا فرقنا افترقنا"، كعملين منفردين حملا طابعًا وجدانيًا خاصًا، عبّرت من خلالهما عن مرحلة إنسانية مختلفة، اتسمت بالهدوء والصدق العاطفي، ليأتي صوتها محمّلًا بتجربة شخصية أضفت على الأغنية عمقًا وتأثيرًا أكبر.

عودة آمال ماهر

بعد فترة غياب، عادت آمال ماهر بألبوم "حاجة غير" الذي ضم 10 أغنيات، وحمل الألبوم طابعًا دراميًا يعتمد على القوة التعبيرية لصوتها، في محاولة لاستعادة مكانتها كمطربة ترتكز على الإحساس والأداء.

نانسي وتنوّع موسيقي

قدّمت نانسي عجرم ألبومها "Nancy 11" بالتعاون مع نخبة من الشعراء والملحنين، وضم أغنيات في تجربة تنوّعت بين أكثر من لون موسيقي وحققت حضورًا واضحًا لدى الجمهور.

أحمد سعد
أصالة ووجع المشاعر

أطلقت أصالة ألبوم "ضريبة البعد" الذي ضم 9 أغنيات عاطفية، وجرى طرحه عبر جميع منصات الاستماع الرقمية، وتميّز الألبوم بالجمع بين الكلمة المؤثرة، واللحن العذب، والتوزيع المتقن، مع تركيز واضح على مشاعر الحنين والفقد والبعد، مقدمًا تجربة متكاملة لعشاق صوتها.

حضور نسائي متنوّع

طرحت جنات ألبوم "ألوم على مين" متضمنًا أغنيات مثل "ألوم على مين"، و"النص اللي يخص"، و"مبسوطين"، و"توبة"، و"أشيك واحدة" و"من الليلة".

وقدّمت لطيفة ألبوم "قلبي ارتاح" الذي ضم 14 أغنية باللهجة المصرية، من بينها "قلبي ارتاح"، و"سوري"، و"هتقبلني"، و"قضى على الحنين" و"أنا والله ما أنا"، جامعًا بين الرومانسي والكلاسيكي.

أما نوال الزغبي، فأطلقت ألبوم "يا مشاعر" متعاونة مع مجموعة من أبرز الشعراء والملحنين، وضم أغنيات مثل "إنت مين"، و"لحب وتفاصيله"، و"أغلى الحبايب"، و"فرقونا" و"مزاجية".

نانسي عجرم
بهاء والجسمي

أصدر بهاء سلطان ألبوم "رسيني" المكوّن من خمس أغنيات، هي: "رسيني"، و"بتشوق فلان"، و"اترمو"، "والطيبين" و"ميدالية مفاتيح"، محافظًا على الطابع الشبابي والمرح.

وفي عودة لافتة بعد غياب دام قرابة 15 عامًا عن طرح الألبومات، قدّم حسين الجسمي ألبوم "في وقت قياسي" HJ2025، يتضمن طرح أغانٍ بشكل مرحلي خلال الصيف الذي ضم أغنيات متنوعة، إذ كان يطرح أغنيتين كل أسبوع، ومن بين الأغنيات التي قدمها "مستنيك"، و"أنا والقمر"، و"الحنين"، و"في وقت قياسي"، و"شريط الذكريات" و"أجمل خلق الله".

الراب والتجريب

أصدر ويجز أول ألبوم طويل له بعنوان "عقارب"، وهو مكون من 12 أغنية أو كما يطلق عليها الصناع "تراك"، جمع فيه بين أسلوبه المعروف والنزعة التجريبية، مع تعاونات مع زولي، ومحمد منير، ودحوم الطلاسي، وحمود السمه وتايك.

وقدّم توليت ألبوم "نارين" بتوقيع ذاتي في الكتابة والتلحين، مع اعتماد على التوزيعات الإلكترونية والآلاتية.

أما ليجي سي، فأطلق ألبوم "بجد" الذي ضم ثماني تراكات تناولت الكفاح والنجاح والاغتراب، مستخدمًا موسيقى اللو-فاي مع تطعيمات الجاز والديسكو.

وعاد تامر عاشور بألبوم "ياه" بعد ثلاث سنوات من الغياب، وضم 12 أغنية تنوّعت بين الدرامي والرومانسي والإيقاعي، منها "يوم ما تنسى"، و"غيبة الحبايب" و"قصر بعيد".

فضل شاكر

تألّق فضل شاكر خلال 2025 ونجح في تصدّر التريند بأغنيات أعادت اسمه بقوة، أبرزها "كيفك ع فراقي" بمشاركة نجله محمد شاكر، والتي حققت تفاعلًا واسعًا، إلى جانب أغنية "صحّاك الشوق" التي عززت حضوره الرومانسي.

رامي صبري

كما طرح المطرب رامي صبري ألبومًا بعنوان "أنا بحبك أنت"، الذي ضم 10 أغنيات تمزج بين الطابع الرومانسي والدرامي، إلى جانب لمسات موسيقية عصرية، في تعاونات موسيقية مميزة مع نخبة من كبار الشعراء والملحنين والموزعين في العالم العربي.

أنغام
نقاد يقيمون الغناء بـ2025

وبحسب الشاعر المصري عوض بدوي،فإن 2025 كان عامًا غنيًا بالأعمال المميزة والمتنوعة، التي تركت صدى واسعًا لدى الجمهور، مع وجود بعض التجارب التي لم تحقق النجاح المتوقع.

وصف بدوي ألبوم أحمد سعد الجديد بالناجح؛ نظرًا لانتشاره الواسع بين المستمعين، ولفت بشكل خاص إلى أغنية مكسرات، مشيرًا إلى بساطة كلماتها وابتعادها عن الابتذال، بالإضافة إلى قدرتها على منح المستمع شعورًا بالفرح والطاقة الإيجابية، ما يجعلها تجربة موسيقية ممتعة ومحبوبة.

اعتبر الشاعر المصري تجربة عمرو دياب لهذا العام من أكثر التجارب تميزًا، موضحًا أنها تجمع بين الحداثة والأصالة وتناسب الجيل الجديد من المستمعين.

وأشاد بتعاونه مع كبار الملحنين والموزعين مثل محمد يحيى وعمرو مصطفى وعزيز الشافعي، مؤكدًا أن ألبومه يعكس اجتهاده المستمر وتطوره الفني، ويستحق الثناء والتقدير.

رأى عوض بدوي أن ألبوم آمال ماهر لم يرقَ لصوتها وإمكاناتها الفنية العالية، واعتبر أن اختيارات الأغاني لم تكن موفقة، ما أدى إلى عدم تحقيق الألبوم نجاحًا ملموسًا أو صدى واسعًا لدى الجمهور هذا العام.

أشاد الشاعر المصري بموهبة حمزة نمرة واجتهاده، مشيرًا إلى أن أعماله تقدم فنًا راقيًا وعميقًا يعالج قضايا مهمة، كما أبرز أن طرح ألبومين خلال عام واحد يُحسب له ويظهر نشاطه الفني الكبير.

وأكد أن الجمهور يحبه ويقدر أعماله، وأنه يحظى بشعبية واسعة تناسب جميع الأعمار.

وتطرق بدوي إلى الجيل الجديد من الفنانين، مثل توليت وويجز، مشيرًا إلى أنهم حققوا نجاحًا كبيرًا وشعبية واسعة بين الشباب، لكنه لفت الانتباه إلى أن أغانيهم لم تُقدَّم وفق قواعد الأغنية الصحيحة من حيث الوزن والقوافي والتركيبات اللغوية، وهو ما يمثل تحديًا أمام تطويرهم الفني مستقبلًا.

أشاد الشاعر المصري بتجارب رامي جمال وتامر عاشور، مؤكدًا اجتهادهما في تقديم أنواع مختلفة من الأغاني، ما يثري الساحة الغنائية ويمنح الجمهور خيارات موسيقية متنوعة ومميزة.

منير وويجز
"خطفوني" الأبرز

من جانبها قالت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقي والفني بأكاديمية الفنون، إن موسم الألبومات الغنائية هذا العام شهد عددًا من الأعمال اللافتة، على رأسها ألبوم "«ابتدينا" للنجم عمرو دياب، وخصوصًا أغنية "خطفوني"، التي اعتبرتها واحدة من أهم أغنيات الموسم.

وأوضحت أن الأغنية تميزت بتقديم فكرة جديدة برزت بقوة هذا العام، وهي مشاركة النجوم أبنائهم في الأعمال الغنائية، كما حدث مع عمرو دياب وابنته جانا، وكذلك الفنان فضل شاكر بمشاركة نجله محمد في أغنية "كيفك على فراقي"، معتبرة أن هذه الظاهرة كانت لافتة للنظر خلال الموسم الحالي.

وعن ألبوم عمرو دياب، أوضحت أنه اعتمد على أكثر من نمط موسيقي، وهو ما يُحسب له، مشيرة إلى أن أغنية "خطفوني" جمعت بين البوب والراب، إلى جانب استخدام ما يُعرف بـ"الموسيقى الهجينة"، التي تمزج بين أكثر من لغة وثقافة موسيقية. واعتبرت الأغنية الأبرز هذا العام، لما حققته من نجاح وانتشار، وقدرتها على جذب جمهور متنوع من مختلف الأجيال، ووصفتها بأنها أذكى أغنيات الموسم.

وأضافت أن ألبوم أحمد سعد من الأعمال البارزة أيضًا، خاصة أغنيتي "مكسرات" و"مفتقدني"، في حين أشارت إلى أنها لم تشعر بحضور واضح لكل من ألبوم تامر حسني ورامي جمال هذا العام، كما أن ألبوم أصالة لم يحقق الصدى المتوقع منه جماهيريًا.

وأكدت أن المطربة روبي كانت من الأسماء اللافتة هذا الموسم، رغم الجدل الذي أثير حول جرأة كلمات بعض أغنياتها، مشيرة إلى أن أعمالها -وإن لم تكن من الأعلى انتشارًا- نجحت في لفت الانتباه.

كما وصفت ألبوم نانسي عجرم بأنه كان حاضرًا بقوة هذا العام، وترك صدى واضحًا لدى الجمهور، لا سيما أغنية "سيدي يا سيدي".

تنوع لافت

وأشارت فراج إلى أن الموسم الغنائي الحالي اتسم بتنوع واضح في الألوان الموسيقية، مؤكدة أن هذا التنوع ليس جديدًا على الساحة المصرية، التي تشهد دائمًا ثراءً وتعددًا في أنماطها الغنائية.

تنبأت ياسمين فراج بأن يشهد مستقبل صناعة الموسيقى دخول شرائح أوسع من العاملين بها، مدفوعًا بالتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن هذا التطور سيؤدي إلى إنتاج موسيقى سريعة قد لا تعتمد بالضرورة على الموهبة أو الدراسة الأكاديمية، لكنها رأت أن مستقبل الموسيقى سيكون مليئًا بالتجارب والأساليب التجريبية أكثر من كونه معتمدًا فقط على القواعد الفنية التقليدية.

تعاونات فنية مميزة

و في ذات الصدد قال الموسيقار الكبير هاني شنودة، إن الموسم الغنائي الحالي شهد حالة من التنوع اللافت والتجديد الواضح، خاصة من خلال التعاونات الفنية التي جمعت بين نجوم الصف الأول من المطربين وكوكبة من الأصوات الشابة، وهو ما أضفى روحًا جديدة ومختلفة على الساحة الموسيقية.

وأوضح شنودة أن من أبرز الأعمال التي لفتت انتباهه هذا الموسم أغنية "خطفوني" التي جمعت النجم عمرو دياب بابنته جانا، معتبرًا إياها تجربة إنسانية وفنية مميزة، إلى جانب أغنية "كلام فرسان" التي قدمها الفنان محمد منير بالتعاون مع ويجز، والتي عكست تقاربًا فنيًا ناجحًا بين جيلين مختلفين في الرؤية والأسلوب.

كما أشار إلى أغنية "صاحبي يا صاحبي" للفنان بهاء سلطان، لما تحمله من إحساس صادق وبساطة في التعبير، إضافة إلى تعاون زياد ظاظا مع عمرو مصطفى في أغنية "بعتني ليه"، والتي جاءت بروح معاصرة تعكس تطور الذوق الموسيقي لدى الشباب.

لم ينس هاني شنودة التنويه عن مشروعه الفني الجديد، والذي يعمل من خلاله مع مجموعة من الشباب الموهوبين على إعادة توزيع عدد من أعماله الغنائية السابقة برؤية موسيقية حديثة، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تقديم تراثه الفني بشكل متجدد يتماشى مع روح العصر ويخاطب الأجيال الجديدة دون التفريط في الهوية الموسيقية الأصيلة