* عودة عمرو مصطفي في "ابتدينا" لحظة خاصة
* حب الجمهور للدراما سبب نجاح "ما ليش بديل"
تمكّن الشاعر المصري تامر حسين من تأسيس مشروع فني استثنائي مع الهضبة عمرو دياب، فمنذ لقائهما الأول من خلال ألبوم "وياه"، الصادر عام 2009، بدأت الرحلة الفنية التي نتج عنها العديد من الأغنيات التي حقت صدى واسعًا في الوطن العربي، لتكون رحلة فنية استثنائية، قائمة على الثقة، والإبداع، والتجديد المستمر، ومع كل ألبوم جديد، يرسّخ تامر حسين مكانته كشاعر مميز، وكان آخر محطات هذا المشوار ألبوم "ابتدينا" عام (2025)، الذي وضع فيه تامر بصمته بكتابة خمس أغنيات دفعة واحدة، منها الأغنية الرئيسية التي حملت اسم الألبوم.
كيمياء فنية
كشف الشاعر تامر حسين خلال حواره لموقع "القاهرة الإخبارية " عن سر استمرارية تعاونه الناجح مع النجم عمرو دياب، قائلًا: "السر يكمن في الكيمياء الفنية التي تجمعنا، فذوقنا الموسيقي متقارب إلى حد كبير، كما أن عمرو لا يتعامل معي كشاعر فقط، بل يمنحني مساحة أشبه بدور المنتج الفني؛ إذ أقدم له أحيانًا الأغنية مكتملة بلحنها، وأحياناً أخرى برؤية واضحة لتوزيعها، ومنذ أول تعاون جمعنا في عام 2009، نشأت بيننا حالة من التفاهم العميق والانسجام الإبداعي، وهو ما جعل لكل عمل مشترك بيننا طابعًا خاصًا ومميزًا".
تجربة استثنائية
وعن تجربته في ألبوم "ابتدينا" مع عمرو دياب، وصفها الشاعر المصري بالمحطة الفنية المميزة التي أعادت جمعه بعدد من الملحنين الذين تقاطع معهم سابقًا في مشوار طويل من النجاحات، حيث قال: "تجربة "ابتدينا" كانت استثنائية بالنسبة لي، لأنها شهدت عودة ثلاثة ملحنين قدموا معي أغنيات مهمة في مشواري مع الهضبة، لكن لم تجمعنا أعمال جديدة في السنوات الأخيرة، وعلى رأس هؤلاء، أخي وصديقي المقرب الملحن عمرو مصطفى، ورغم الخلافات السابقة، سعدت للغاية بعودتنا القوية في أغنية "خطفوني"، ثم في الأغنية الرئيسية "ابتدينا"، التي تعد عنوان الألبوم والأكثر مشاهدة حتى الآن".
وأضاف: "سعدت أيضًا بالتعاون من جديد مع الملحن إسلام زكي في أغنية "ماليش بديل"، ومع الملحن شادي حسن في أغنية "دايمًا فاكر" وهو تعاون يحمل قيمة خاصة بالنسبة لي، ولأول مرة، قدمت مع صديقي عزيز الشافعي أغنية خارج النمط المعتاد (خارج صندوق المقسوم) فكانت أغنية "يالا" بتوزيع موسيقي مختلف تمامًا ومتميز، صاغه أحمد إبراهيم، الذي أضفى على العمل روح afro -Indian بشكل عصري وجذاب".
وتابع: "أتوجه بالشكر والتقدير لكل الموزعين الكبار الذين شاركوا في هذا الألبوم وساهموا في خروجه بهذا الشكل: أحمد إبراهيم، عادل حقي، أسامة الهندي، أمير محروس، على مجهودهم وإبداعهم في كل تفصيلة موسيقية".
تفكير عالمي
وعن كواليس أغنية "خطفوني " التي جمعت عمرو دياب بابنته جنا، قال: "أغنية "خطفوني" كانت في الأصل تحمل كلمات مختلفة تمامًا، إلا أنه عند البدء في العمل عليها، كان لدى الفنان عمرو دياب رغبة في تقديم أغنية "مقسوم" تُصدر خارج نطاق الوطن العربي، لذا توجهنا نحو تفكير عالمي، وكيف يمكن للأجانب أن يتفاعلوا مع كلمات الأغنية بسهولة، فكان الحل في اختيار كلمات بسيطة وسلسة، وكان أسهل تعبير هو "حبيبي"، لذا قررنا تكرارها بشكل يعزز سهولة الحفظ والنطق: "أنت حبيبي حبيبي حبيبي".
وتابع: "قمنا بتعديل تفاصيل الكلمات لتناسب جمهورًا أوسع، سواء الأطفال أو الأجيال الجديدة التي تستمع إلى عمرو دياب، بهدف تبسيط الكلمات وعدم تعقيدها، وكان المشروع قائمًا على أن تغني جنا، ابنة عمرو دياب، الجزء الإنجليزي من الأغنية، بينما يؤدي عمرو دياب الجزء الآخر باللغة العربية، بهدف أن تحقق الأغنية انتشارًا واسعًا وتتربع على قائمة الأغاني العالمية".
مشاعر الحنين
أشار تامر حسين إلى أن أغنية "ابتدينا" كانت تجربة خاصة بالنسبة له، إذ قال: "أطمح من خلالها للتعبير عن مشاعر الحنين التي يعيشها الإنسان تجاه شيء عزيز عليه، قد يكون شخصًا يدور حول نفسه ويحمل شوقًا عميقًا لوطنه، أو حتى وهو في بلده يشعر بحنين لشيء ما، وحاولت من خلال كلمات الأغنية أن أجسّد هذا التمسك بالمكان والناس، مع نظرة مختلفة للعالم من حوله".
وأضاف:" كان اللحن من إبداع الموسيقار عمرو مصطفى، الذي أضفى عليها روحًا مبهجة وأسلوبًا مميزًا جعل الأغنية تنبض بالحياة، وسعدت كثيرًا واعتبرته من حُسن حظي أن تكون هذه الأغنية هي عنوان الألبوم، لما تحمله من مشاعر وفرح".
دراما مؤثرة
يوضح الشاعر المصري أن أغنية "مليش بديل " تعد من أهم الأغاني التي يعتز بها وبنجاحها الكبير، قائلًا: "ربما الناس تميل دومًا إلى الدراما، ولهذا كنت حريصًا منذ بداية تعاوني مع الفنان عمرو دياب أن أقدم له أغنية درامية مؤثرة تلامس القلوب، فقد سبق أن قدمت كلمات أغنية "مش أناني"، "ساعة الفراق"، "راجع" و "حبايب" وغيرها".
وتابع: "كل عام، ينتظر الناس أغنية من هذا النوع تعبّر عن المشاعر العميقة والمعقدة، أما أغنية "مليش بديل" فكان اسمها يعكس شخصية عمرو دياب الفريدة، التي لا يمكن أن تُستبدل أو تعوض".
وأضاف: "سردت في كلمات الأغنية بعض تفاصيل المشاعر الدقيقة داخل العلاقة، حيث لا يُمكن لأحد أن يكون بديلًا للآخر، خاصة لأولئك الذين عاشوا معًا أدق اللحظات والتفاصيل وكانت الأغنية مليئة باللمسات الفنية مثل فكرة الرسائل والأماكن وحتى آخر سطرين منها، وهو ما جعل الناس تحبها وتتفاعل معها بشدة".
فرصة حقيقية
وعن مدى تأثير تعاونه المستمر مع عمرو دياب، قال تامر حسين: "العمل مع الفنان عمرو دياب شكّل بالنسبة لي فرصة حقيقية لأنه أظهر جانبًا مختلفًا من كتابتي، وثقته فيّ كانت دافعًا قويًا لأن أقدّم شيئًا مختلفًا وغير تقليدي، وهذا ما جعل تجربتي معه مميزة واستثنائية".
وتابع: "في الحقيقة، كتابة الأغاني الدرامية لعمرو دياب تكون أسهل من الأغاني السريعة "الهيتس"، لأن الأغاني السريعة عادةً ما تُبنى على لحن محدد، ويتطلب الأمر أن أكتب كلمات تتماشى بسلاسة مع هذا اللحن، دون تعقيد، وبأسلوب بسيط يصل إلى الجمهور بسرعة، لذلك أحرص دائمًا على تبسيط الكلمات وتسهيلها في هذا النوع من الأغاني".
وأضاف: "عمرو دياب بالنسبة لي ليس مجرد نجم، بل هو مصدر للتفاؤل والإلهام، النجاح معه كبير، وهو دائمًا داعم لكل من حوله، ويملك طاقة إيجابية في العمل تُحفز كل من يتعاون معه وأنا شخصيًا أراه بمثابة "رئيس جمهورية الصناعة الفنية"، لما له من تأثير وريادة".
مشروعات جديدة
أما عن مشروعاته الفنية الجديدة، فقال: "أعمل حاليًا على ثلاث أغنيات جديدة للفنان محمود العسيلي، كما طُرح أخيرًا ثلاث أغنيات مع النجم رامي جمال، كما أحضّر تركيبة فنية مختلفة ومميزة تجمع بين بوسي والعسيلي، ولدي أعمال مقبلة مع الفنانين حسين الجسمي ومحمد حماقي".