رغم تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية، أن النقاشات المستمرة لتنفيذ خطة السلام التي طرحها دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والمكونة من 20 نقطة، شابها الإيجابية والأمل لتحقيق السلام، إلا أن هناك بندين رئيسيين تمحورت حولهما الخلافات.
وتقترح الخطة الأمريكية أن تُقدّم أوكرانيا تنازلات إقليمية لموسكو، والاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك كأراضٍ روسية بحكم الأمر الواقع، وأن تخفض كييف حجم جيشها إلى النصف، وأن تمنح واشنطن خصمًا بنسبة 50% من أرباح إعادة الإعمار.
قضايا وجودية
ولكن أوكرانيا بدعم من أوروبا رفضت حتى الآن فكرة التنازل عن الأراضي لصالح روسيا، وسيطرة الأخيرة على البنية الحيوية لكييف في الأراضي التي احتلها، وتعتبرها قضايا وجودية بالنسبة لها، وهو ما تسبب في تعثر المفاوضات، رغم استمرارها، بحسب صحيفة كييف إندبندنت.
ويتمحور الخلاف حول البندين 12 و14 من خطة ترامب، إذ تكمن إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل، وهي محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تعتبر أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتقع في مدينة إنيرهودار التي تسيطر عليها روسيا، وكانت تنتج نحو 20% من كهرباء أوكرانيا، قبل أن تسيطر عليه موسكو رسميًا في 2022.
محطة زابوريجيا
كان من المفترض بموجب إطار خطة ترامب، أن يتم تشغيل المحطة النووية بشكل مشترك من قبل أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا، مع تقاسم الأطراف الثلاثة للمنافع الاقتصادية، إلا أن أوكرانيا تخشى من أن تلك الإدارة الثلاثية تعني ببساطة إضفاء الشرعية على احتلال روسيا للمنشأة.
وخلال عرضه لاقتراح بديل لتلك الإدارة الثلاثية، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أن روسيا تريد تصوير دورها في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، على أنه دور إنساني بحت وضرورة ملحة، مرتبطة باستعادة إمدادات المياه إلى الأراضي الخاضعة تحت سيطرتها.
تجميد المواقع
وبدلًا من ذلك البند، اقتراح زيلينسكي أن يكون هناك مشروع مشترك أوكراني أمريكي يتمتع بالسيطرة التشغيلية المتساوية على محطة زابوريجيا، إذ سيتم توجيه نصف الكهرباء إلى أوكرانيا، بينما ستقرر واشنطن بشكل مستقل كيفية استخدام حصتها، دون منح موسكو السيطرة التشغيلية.
أما البند الـ14 من خطة ترامب، فيتعلق بمستقبل الأراضي في مقاطعات دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون، إذ يقترح الإطار الاعتراف بخط انتشار القوات الحالي كخط اتصال فعلي، ما يؤدي فعليًا إلى تجميد المواقع على الأرض، وهو ما ترفضه أوكرانيا تمامًا.
في المقابل، يتمثل الموقف الأساسي لأوكرانيا، الذي يسميه زيلينسكي "الخيار أ"، في البقاء داخل المناطق التي تنتشر فيها قواتها حاليًا، بينما في المقابل، تطالب موسكو أوكرانيا بسحب قواتها من أجزاء من مقاطعة دونيتسك، التي لم تتمكن القوات الروسية من السيطرة عليها.
سد الفجوة
وفي محاولة لتخطي تلك العقبة في المفاوضات، وفقًا للصحيفة، يحاول المفاوضون الأمريكيون سد الفجوة بين الطرفين، من خلال عدة بدائل مثل إنشاء مناطق منزوعة السلاح أو مناطق اقتصادية حرة على تلك الأراضي، وهي الصيغ التي يمكن من وجهة نظرهم أن ترضى الطرفين.
وكان آخر جولة من المحادثات لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، تم عقدها في 21 ديسمبر بين ممثلي أوكرانيا والولايات المتحدة، عقب مناشقات أوكرانية أمريكية في 19 ديسمبر، سبقتها محادثات روسية أمريكية في 20 ديسمبر، جميعًا تم عقدها في ميامي الأمريكية.