في فجر اليوم وجدت العاصمة الأوكرانية نفسها أمام إحدى أعنف الهجمات الروسية منذ بداية الحرب، بهجوم كثيف بالصواريخ والطائرات المسيّرة ترك شوارع المدينة دون كهرباء، وفي الوقت ذاته، كانت أوكرانيا تشنُّ هجومًا مضادًا على عمق الأراضي الروسية مستهدفة إحدى أكبر مصافي النفط في الجنوب، في تبادل ضربات يعكس اتساع نطاق المواجهة بين الطرفين، وفق ما نقلته صحيفة "ذي كييف إندبندنت" الأوكرانية.
خسائر بشرية
قُتل شخصان على الأقل وأصيب 37 آخرون، بينهم طفل، في الهجوم الروسي، بحسب ما ذكرته السلطات المحلية، حيث أطلقت روسيا عشرات الصواريخ ومئات الطائرات بدون طيار باتجاه العاصمة الأوكرانية، بينها صواريخ كينجال الأسرع من الصوت.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 596 طائرة مسيّرة هجومية وتمويهية من طراز شاهد، و36 صاروخًا من أنواع مختلفة قبل بزوغ شمس اليوم، وتمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض 558 طائرة مسيّرة و19 صاروخًا.
وأفاد مسؤولون محليون بوقوع أضرار في 6 مواقع على الأقل في أنحاء كييف، شملت مباني سكنية متعددة الطوابق في أحياء سفياتوشينسكي ودنيبروفسكي ودارنيتسكي وشيفشينكيفسكي وسولوميانسكي. كما اندلعت حرائق في ستة مبان سكنية في مناطق متفرقة من المدينة.
وكتب عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، عبر "تليجرام" أن 17 من المصابين نُقلوا إلى المستشفى، فيما أكد إصابة طفل في منطقة شيفشينكيفسكي.
انقطاع الكهرباء
أفاد صحفيون مستقلون، وفق "ذي كييف إندبندنت"، بانقطاع التيار الكهربائي في عدة أجزاء من المدينة عقب هجوم متجدد وقع عند السابعة صباحًا، وصرّح "كليتشكو" لاحقًا بأن الجزء الغربي من كييف انقطع عنه التيار، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على استعادته، كما لفت إلى انخفاض ضغط المياه في المباني السكنية على الضفة اليمنى للعاصمة.
وقال فيتالي زايتشنكو، الرئيس التنفيذي لشركة تشغيل شبكة الكهرباء الحكومية "أوكرينيرجو"، للصحيفة، إن خطوط النقل تعرّضت لأضرار، وإن نحو نصف كييف أصبح بدون كهرباء.
وفي وقت لاحق، أعلنت شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، أنها أعادت الكهرباء إلى أكثر من 360 ألف أسرة في كييف، مؤكدة استمرار أعمال الإصلاح لإعادة التيار في مختلف أنحاء المدينة والمنطقة.
هجوم أوكراني
أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الجيش استهدف مصفاة أفيبسكي للنفط في إقليم كراسنودار، وهي من أكبر المصافي في جنوب روسيا، فجر 29 نوفمبر، واستهدفت الضربة مركزًا لوجستيًا رئيسيًا يبُعد نحو 200 كيلومتر عن خط المواجهة، ويقوم بتزويد القوات الروسية بوقود الديزل والكيروسين للطائرات.
وأكد الجيش تسجيل انفجارات في المنطقة المستهدفة أعقبها اندلاع حريق في المنشأة، وأعلنت قيادة العمليات في منطقة كراسنودار أن الحريق غطى مساحة تقدر بـ250 مترًا مربعًا، بينما زعم مسؤولون محليون أن الأضرار اقتصرت على المعدات التكنولوجية دون أن تمتد إلى خزانات التخزين.
منشأة مستهدفة
تعد مصفاة أفيبسكي هدفًا متكررًا للهجمات الأوكرانية نظرًا لقربها من خطوط المواجهة، وقد تعرّضت لهجمات سابقة في 26 سبتمبر الماضي، ومناسبتين في أغسطس، وتقوم المصفاة بمعالجة نحو 6.25 مليون طن من النفط سنويًا، وهو ما يمثل 2.1% من إنتاج التكرير في روسيا.
وتشنُّ أوكرانيا بانتظام ضربات عميقة ضد المنشآت العسكرية والصناعية داخل روسيا، اعتمادًا بشكل رئيسي على الطائرات المسيّرة المطورة محليًا، كما تواصل كييف تصعيد هجماتها على البنية التحتية الروسية للنفط والغاز، التي تعد أحد المصادر الرئيسية لتمويل العمليات العسكرية الروسية.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي في تصريحات سابقة إن الضربات التي تنفّذها كييف ضد قطاع النفط الروسي أدت إلى تعطيل إمدادات الوقود والخدمات اللوجستية للقوات المسلحة الروسية بشكل كبير.