في تحرك جديد لمناقشة مسارات ممكنة لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، زار فريق عسكري أمريكي رفيع المستوى أوكرانيا، في ظل تقارير متصاعدة حول خطط سلام غير معلنة، وسط هجمات روسية جديدة وتصريحات متباينة بشأن شروط إنهاء النزاع.
زيارة رفيعة
وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي، العقيد ديف باتلر، في بيان، إن مسؤولين كبارًا من البنتاغون وصلوا إلى أوكرانيا لمناقشة الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
وأضاف باتلر في البيان أن وزير الجيش دان دريسكول انضم إلى رئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج، والقائد الأعلى للجيش الأمريكي في أوروبا الجنرال كريس دوناهو، والجنرال مايكل فايمر، ومسؤولين كبار آخرين في الجيش، بعد ساعات من إعلان الشرطة الأوكرانية مقتل 25 شخصًا على الأقل في هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار روسية عنيفة أثناء الليل.
ومن المتوقع أن يلتقي الفريق، بقيادة وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف يوم الخميس بعد عودته من تركيا. ووصف مسؤول أمريكي، وفق شبكة "إن بي سي نيوز"، الرحلة بأنها خطة للبيت الأبيض تهدف إلى "استئناف مفاوضات السلام".
خطة سلام
ظهرت تقارير يوم الأربعاء تشير إلى أن الولايات المتحدة وروسيا أعدتا خطة سلام جديدة تتضمن تنازلات كبيرة من أوكرانيا، إلا أن واشنطن وموسكو لم تؤكدا هذه الخطة رسميًا.
ووافق الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع على خطة مكونة من 28 نقطة للسلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي عمل كبار المسؤولين في الإدارة على تطويرها بهدوء على مدى الأسابيع القليلة الماضية بالتشاور مع المبعوث الروسي كيريل دميترييف ومسؤولين أوكرانيين، بحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة "إن بي سي نيوز".
وقال المسؤول إن المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وصهر الرئيس جاريد كوشنر شاركوا في صياغة الخطة.
وصرح المسؤول الكبير وفق "إن بي سي نيوز" قائلاً: "تركز الخطة على منح الطرفين ضمانات أمنية لضمان سلام دائم، وتشمل ما تريده أوكرانيا وتحتاجه لتحقيق سلام دائم".
مهمة رسمية
قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي، الكولونيل ديفيد باتلر، إن دريسكول وفريقه وصلوا إلى كييف نيابة عن الإدارة الأمريكية في مهمة لتقصي الحقائق ولقاء المسؤولين الأوكرانيين ومناقشة الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.
ويعد دريسكول والجنرال جورج أكبر مسؤولين عسكريين أمريكيين يعقدان محادثات في كييف منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير. ونشرت صورة تظهر دريسكول وهو يلتقي وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال.
وقال شميهال في منشور على منصةX إن التركيز كان على الخطوات التالية لتنفيذ اتفاقيات الدفاع التي توصل إليها زيلينسكي وترامب، وشكر واشنطن على الموافقة على بيع حزمة دعم لنظام الدفاع الجوي "باتريوت" بقيمة نحو 105 ملايين دولار.
ملفات النقاش
ذكر مسؤول أوكراني، وفق شبكة "سي بي إس"، أن المحادثات ستركز على الوضع العسكري وخطط وقف إطلاق النار المحتمل، وقال إن الرئيسين زيلينسكي وترامب اتفقا بالفعل على وقف الصراع على طول خطوط الاشتباك، وإن هناك اتفاقيات لضمانات أمنية.
أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الولايات المتحدة وروسيا وضعتا مقترحات لإنهاء الحرب، ونقلت "أكسيوس" و"فاينانشال تايمز" و"رويترز" عن مصادر أن الخطط تدعو كييف للتخلي عن أراضٍ وأسلحة وخفض قواتها المسلحة بشكل كبير.
موقف الكرملين
بدا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف متحفظًا بشأن هذه التقارير، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لوسائل إعلام روسية إن موسكو ليست بصدد طرح جديد، في إشارة إلى قمة أنكوريج بين بوتن وترامب في ألاسكا، ولم يُعلن عن اتفاقات من ذلك الاجتماع.
بينما كرر الرئيس الأوكراني زيلينسكي رفضه تقديم أي تنازلات إقليمية لروسيا، وكانت كييف وحلفاؤها، بما في ذلك الولايات المتحدة، يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار على طول الجبهة، بينما رفضت موسكو ذلك وكررت مطالب تعتبرها أوكرانيا بمثابة استسلام.
شروط موسكو
قال لافروف هذا الشهر إن الشروط الروسية للتوصل إلى اتفاق، ومنها التنازل عن الأراضي وفرض قيود مشددة على حجم الجيش الأوكراني وحياد البلاد، لم تتغير منذ أن طرحها بوتن قبل شهرين من الغزو.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لبي بي سي أن المبعوث الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج سيغادر منصبه في يناير. وذكرت التقارير أنه يعتبر نهاية خدمته طبيعية، إذ يتطلب المنصب موافقة مجلس الشيوخ لما يزيد على 360 يومًا.
ويُنظر إلى كيلوج باعتباره مدافعًا مهمًا عن أوكرانيا في البيت الأبيض، في وقت بدا فيه ترامب أحيانًا أقرب إلى روسيا في موقفه من الحرب.