على خلفية التوترات الأخيرة بين البلدين، أوقف خفر السواحل الأمريكي ناقلة نفط ترفع علم بنما وتحمل نفطًا فنزويليًا، في تصعيد لحملة الضغط التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وبحسب مسؤول أمريكي وشخصين من داخل قطاع النفط الفنزويلي، فإن هذا التفتيش هو ثاني إجراء تتخذه الولايات المتحدة هذا الشهر ضد ناقلة نفط خام فنزويلي متجهة إلى آسيا.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن السفينة التي تم تفتيشها أمس السبت وتحمل اسم "سنتشري"، ليست مدرجة على قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأمريكية التي تنشرها وزارة الخزانة الأمريكية.
وأفاد العاملون في قطاع النفط الفنزويلي بأن الشحنة تعود لشركة تجارية نفطية صينية معروفة، ولها تاريخ في نقل النفط الخام الفنزويلي إلى المصافي الصينية.
وفي السياق، قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم إن "خفر السواحل ألقى القبض على ناقلة نفط كانت راسية في فنزويلا".
وكتبت في منشور عبر منصة "إكس": "ستواصل الولايات المتحدة ملاحقة حركة النفط غير المشروعة الخاضعة للعقوبات والتي تستخدم لتمويل الإرهاب المرتبط بتجارة المخدرات في المنطقة.. سنجدكم وسنوقفكم".
كما نشرت الوزيرة الأمريكية مقطع فيديو بدا أنه يُظهر القوات الأمريكية وهي تهبط بالحبال من مروحية على سطح السفينة، إلا أن الحكومة الفنزويلية أدانت "سرقة واختطاف سفينة خاصة أخرى تنقل النفط الفنزويلي، فضلا عن الاختفاء القسري لطاقمها".
وبحسب بيانات حللتها شركتا TankerTrackers.com وKpler المتخصصتان في رصد حركة الشحن العالمية، فإن ناقلة النفط الفنزويلية التي أوقفتها أمريكا كانت تحمل بين 1.8 مليون ومليوني برميل من خام ميري-16 في محطة خوسيه بفنزويلا خلال الفترة من 7 إلى 11 ديسمبر، وتعد هذه الرحلة سابع عملية تصدير للنفط الفنزويلي تقوم بها السفينة منذ عام 2020.
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بشكل ملحوظ، أمر مادورو مؤخرًا قواته البحرية بمرافقة ناقلات النفط المغادرة للموانئ الفنزويلية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز"، ناقلة النفط العملاقة "سنتشري" متجهة شرقًا، برفقة ثلاث سفن يحتمل أنها تابعة للبحرية الفنزويلية.
وينص القانون الدولي على جواز تفتيش السفينة إذا توفرت أسباب معقولة للاعتقاد بأنها غير مسجلة بشكل قانوني في الدولة التي ترفع علمها، وصرح مسؤول أمريكي بأن خفر السواحل يحاول تحديد مدى صحة تسجيل سفينة سنتشري في بنما.
وفي أوائل ديسمبر، صعد عملاء أمريكيون مسلحون على متن ناقلة نفط تدعى "سكيبر" كانت تحمل نفطًا فنزويليًا، وترفع علمًا زائفًا، وتخضع لعقوبات أمريكية لنقلها نفطًا خامًا إيرانيًا، وفي تلك القضية حصلت السلطات الأمريكية على إذن بمصادرة "سكيبر" من قاضٍ فيدرالي، استنادًا إلى صلات السفينة بإيران، التي اتهمتها الولايات المتحدة ببيع النفط لتمويل الإرهاب.
وووفقًا لمصادر مطلعة في قطاع النفط الفنزويلي، فإنه لا توجد أي صلة معروفة بين ناقلة النفط "سنتشري" وإيران، كما لم يُعرف عنها أنها نقلت نفطًا إيرانيًا.