بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض "حصارًا كاملًا" على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية والمتجهة من وإلى فنزويلا، عززت الولايات المتحدة وجودها البحري بشكل كبير في منطقة البحر الكاريبي، بل استولت واشنطن بالفعل على ناقلة النفط "سكيبر"، وهي ناقلة لا جنسية لها، قبالة سواحل فنزويلا.
وفي مقابلة مع شبكة NBC News، أمس الأول، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يستبعد الحرب مع فنزويلا، وإنه سيتم الاستيلاء على المزيد من ناقلات النفط. وأضاف: "إذا كانوا من الحمقى الذين يبحرون، فسوف يعودون إلى أحد موانئنا".
وتُظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات التتبع حشدًا حديثًا للطائرات الأمريكية في المنطقة، ما يُزيد من الوجود العسكري الذي يهدد فنزويلا ويردع ناقلات النفط والرحلات التجارية، كما أشار تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
حسب التقرير، أُعيد تفعيل قاعدة "روزفلت رودز" البحرية والمطار التابعين للولايات المتحدة في بورتوريكو رسميًا الشهر الماضي، بعد أكثر من عقدين من إغلاقها.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في أوائل سبتمبر الماضي، أعمال بناء جارية على الممر الشمالي للمطار، وخيامًا منصوبة بالقرب من المدرج.
أكبر أسطول
تُظهر صور ملتقطة في 11 ديسمبر مجموعة متنوعة من الطائرات في قاعدة "روزفلت رودز"، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35A Lightning II، وطائرات تزويد بالوقود من طراز KC-130، وطائرات بحث وإنقاذ.
كما قامت الولايات المتحدة بتجميع أسطول من طائرات EA-18G Growler، القادرة على رصد شبكات الاتصالات وتعطيلها. ورصدت أجهزة تتبع الطيران طائرتين أمريكيتين من طراز F/A-18 Super Hornet تحلقان فوق خليج فنزويلا في 9 ديسمبر.
وترافق الطائرات ما وصفه ترامب بأنه "أكبر أسطول تم تجميعه على الإطلاق في تاريخ أمريكا الجنوبية"، حيث يسعى إلى ممارسة المزيد من الضغط على مادورو، الاشتراكي الثوري الذي صنفته واشنطن كـ "زعيم لعصابة مخدرات إرهابية".
أيضًا، تُعدّ السفينة MV Ocean Trader، وهي سفينة تجارية سابقة تمّ تحويلها إلى مركز قيادة عائم للعمليات الخاصة، من بين أفراد المجموعة.
وانضمت مجموعة حاملة الطائرات USS Gerald R Ford إلى الأسطول في نوفمبر الماضي، ليصل إجمالي عدد القوات الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي إلى أكثر من 14000 جندي.
كما تُظهر صور الأقمار الصناعية Sentinel 2 الملتقطة في أوائل ديسمبر سفينةً بالقرب من الساحل الفنزويلي، تتشابه في مظهرها مع مدمرة صواريخ موجهة من فئة Arleigh Burke.
وتُظهر صور من نوفمبر سفنًا حربية أمريكية أخرى على ما يبدو، على بُعد أقل من 100 كيلومتر من فنزويلا، من بينها سفينة ذات شكل مشابه لسفينة الإنزال البرمائي Iwo Jima.
فارق كبير
وفق "فاينانشال تايمز"، أجرت القوات الأمريكية تدريبات بالذخيرة الحية في الكاريبي، وقامت بتركيب نظام رادار عسكري في ترينيداد وتوباجو، التي تبعد سبعة أميال فقط عن الساحل الشمالي لفنزويلا عند أقصر نقطة.
وفي الوقت الذي ينشر الجيش الفنزويلي مقاطع فيديو تُظهر مناورات قواته البرية والبحرية، إلا أن قوته النارية لا تُقارن بقوة خصمه المحتمل.
ويقول خبراء عسكريون إن العديد من الطائرات الروسية في البلاد بحاجة إلى صيانة، في حين أن حملات التجنيد الجماعي للميليشيات، التي أطلقها مادورو، لم تُحقق نجاحًا يُذكر.
تنقل الصحيفة الأمريكية عن خوسيه جارسيا، المحلل الدفاعي الفنزويلي إن القدرة الحقيقية للقوات المسلحة الفنزويلية ضئيلة للغاية مقارنةً بالولايات المتحدة في سيناريو غزو. مضيفًا أن "الولايات المتحدة مستعدة لتحقيق هيمنة كاملة في هذا السيناريو، إذ لا تملك فنزويلا أي رد تقليدي فعال".