الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فنزويلا تحت الحصار الأمريكي.. وبيلاروسيا تفتح أذرعها للجوء مادورو

  • مشاركة :
post-title
أمريكا وضعت نظام مادورو أمام خيارات ضيقة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام خيارات ضيقة للمناورة في مواجهة حصار بحري وضغوط اقتصادية غير مسبوقة تهدد ركائز الدولة الفنزويلية، لتبرز ملامح مرحلة جديدة من الصراع بين واشنطن وكاراكاس. فبينما تلوح الولايات المتحدة بخيارات التصعيد الميداني، يبرز الدور البيلاروسي كوجهة محتملة للجوء السياسي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

لجوء سياسي محتمل

صرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع منظمة "نيوزماكس" الإعلامية، بأن الأبواب مفتوحة أمام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للقدوم إلى بيلاروسيا في حال ترك منصبه.

وأكد لوكاشينكو أن مادورو لم يكن يومًا عدوًا أو خصمًا لمينسك، مشددًا على وجود علاقات طويلة الأمد بين البلدين، ومع ذلك أوضح لوكاشينكو أنه لم تُجرَ أي مناقشات فعلية مع مادورو بهذا الشأن حتى الآن، لكن الترحيب به يظل قائمًا إذا أراد ذلك، وفق ما نُشر عبر قناة "بول بيرفوجو" التابعة لإدارة الرئيس البيلاروسي.

تصعيد عسكري أمريكي

تشهد منطقة جنوب البحر الكاريبي حشدًا عسكريًا أمريكيًا واسع النطاق، تزامنًا مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية بدء عمليات برية أو توجيه "ضربات برية" في فنزويلا قريبًا.

وتهدف هذه التحركات، التي وصفت بأنها حملة للإطاحة بمادورو، إلى تشديد الضغط عبر هجمات على سفن يُشتبه في تهريبها للمخدرات. ويرى مراقبون وفق شبكة "فوكس نيوز" أن هذا الأسطول الأمريكي غير المسبوق قد يفرض حصارًا فعالًا أو يشكل منصة انطلاق لغزو محتمل، في حين وصفت الحكومة الفنزويلية مصادرة ناقلات النفط بأنها أعمال "قرصنة".

عقوبات وضغوط اقتصادية

أفاد مسؤولون لموقع "أكسيوس" أن إدارة ترامب بدأت مرحلة جديدة من الضغط تشمل الاستيلاء على ناقلات نفط محملة بالعقوبات، فيما ذكرت وكالة رويترز أن واشنطن فرضت عقوبات جديدة طالت ثلاثة من أبناء شقيقة زوجة مادورو، وست ناقلات نفط، وشركات شحن مرتبطة بهم.

وتكمن أهمية هذه الإجراءات في تهديدها بزيادة فقر الدولة الغنية بالنفط، حيث انخفضت الواردات إلى ما بين 130 و150 ألف برميل يوميًا، بينما تتوجه معظم الصادرات الحالية إلى آسيا، وتحديدًا الصين، عبر وسطاء وفق بيانات شركة "كيبلر".

خيارات الرد المحدودة

يؤكد الخبراء، وفق "فوكس نيوز"، أن نظام مادورو يمتلك خيارات رد محدودة؛ فاستهداف شركة "شيفرون" الأمريكية، التي تعمل بموجب تراخيص خاصة، سيضر بالنظام أكثر من واشنطن، حيث تسلم الشركة لمادورو نصف إنتاجها كدفعات.

وأوضح متحدث باسم "شيفرون" لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال" أن عملياتهم تلتزم بالقوانين وأطر العقوبات، كما أن وقف رحلات الترحيل سيفقد النظام وسيلة لدحض رواية الظروف المروعة التي تدفع الفنزويليين للمغادرة، بحسب المحلل كونور فايفر من منظمة"FDD Action".

واقع القدرات الدفاعية

على الصعيد العسكري، يرى محللون أن التهديد بالتصعيد البحري غير ذي جدوى، فرغم امتلاك فنزويلا لزوارق هجومية إيرانية الصنع مزودة بصواريخ، إلا أن بحريتها تعاني من إخفاقات الصيانة وتفتقر للقدرة على مواجهة القوات الأمريكية.

ودبلوماسيًا، لم تثمر محاولات كاراكاس في المحاكم الدولية سابقًا، كما أن الحلفاء في روسيا والصين وإيران من غير المرجح أن يتجاوز دورهم إصدار بيانات منتقدة، نظرًا للمصالح الاقتصادية والقيود العملية التي تمنعهم من التحدي المباشر لإجراءات الإنفاذ الأمريكية.