الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

براميل النفط والكاريبي على المحك.. مادورو يختبر ترامب بـ"الخطة ب"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تُفاقم المناوشات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، التوتر في منطقة الكاريبي. وهو ما يجعل ملايين البراميل من النفط على المحك. وفي وقت يبدو الصراع العسكري أكثر ترجيحًا من أي وقت مضى، تختبر فنزويلا الحصار الذي فرضه ترامب على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات.

كان ترامب، الأسبوع الماضي، قد صعّد العملية باحتجاز سفينة خاضعة للعقوبات تحمل نحو 1.9 مليون برميل من النفط الخام الفنزويلي. وأعلن يوم الثلاثاء الماضي فرض الحصار، وأن حكومة فنزويلا "منظمة إرهابية أجنبية".

ووفق ما نشره موقع "أكسيوس"، قامت كراكاس بالسماح لسفينتين محملتين بالنفط الخام بالإبحار من أحد الموانئ، إحداهما برفقة حراسة عسكرية. موضحًا أنه لم تخضع أي من الناقلتين لعقوبات من قِبل الولايات المتحدة، لذا فهما من الناحية الفنية لا تقومان بتجاوز الحصار الذي فرضه ترامب.

ونقل التقرير عن أحد مستشاري ترامب قوله: "ببساطة، مادورو لا يعرف مع من يتعامل"، وذلك تعليقًا على تصريح الرئيس لشبكة NBC News بأنه لا يستبعد خوض الحرب مع فنزويلا.

الخطة البديلة

بينما أشاد مؤيدو مادورو به لتحديه تهديدات ترامب، فإن المحللين رأوا في قرار إرسال ناقلتي النفط اللتين ليستا مدرجتين على قائمة العقوبات الأمريكية وسيلة لإظهار التحدي، لكن دون أن يقوم بتحدي ترامب بشكل كبير فعلًا.

ينقل "أكسيوس" عن سمير مدني، المؤسس المشارك لشركة "تانكر تراكرز " التي تراقب شحن النفط العالمي إن "هذه هي الخطة البديلة لمادورو"، بينما عشرات من ناقلات النفط المدرجة على قائمة العقوبات لا تزال في المياه الفنزويلية لتجنب أسرها من قبل القوات الأمريكية.

كانت عملية "الرمح الجنوبي"، وهي عملية عسكرية أمريكية غير مسبوقة قبالة سواحل فنزويلا، بدأت كجهد لمكافحة المخدرات أسفر حتى الآن عن تدمير 28 قاربًا يُزعم أنها كانت تنقل الكوكايين، ومقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص.

وفيما لم يُقرّ ترامب صراحةً قط بأنه يسعى للإطاحة بمادورو، الذي تتهمه الولايات المتحدة بـ"الإرهاب المرتبط بالمخدرات" وتزوير الانتخابات. لكن المستشارين والمحللين يقولون إن السياسة الأمريكية واضحة، وهي تغيير النظام في كاراكاس.

وأشار التقرير إلى أن ناقلتي النفط غير المصرح لهما من الولايات المتحدة، واللتان غادرتا فنزويلا يوم الخميس، تمثلان فرصةً لترامب للتصعيد.

ويقول مستشارو الرئيس الأمريكي إنه يمكن مصادرة السفينتين، المتجهتين إلى الصين، لعدة أسباب، بينها فرض ترامب في نوفمبر الماضي تصنيف منظمة إجرامية أجنبية على كارتل "دي لوس سوليس"، الذي اتهمت وزارة العدل مادورو بإدارته في عام 2020 عندما تم توجيه الاتهام إليه بتهمة الاتجار المزعوم بالكوكايين. كما تخضع وزارة النفط الفنزويلية (PDVSA)، لعقوبات أمريكية منذ عام 2019.

الضغط الأقصى

على الرغم من كل الضربات الصاروخية وعمليات القتل والتهديدات، لم يطبق ترامب ما يعرف باسم "الضغط الأقصى" على فنزويلا، كما يشير "أكسيوس".

يلفت التقرير إلى أن شركة "شيفرون" هي شركة النفط الوحيدة التي تعترف بها الإدارة الأمريكية بحقها المشروع في العمل في فنزويلا بموجب ترخيص. ويتيح هذا الترتيب لكاراكاس الوصول إلى مئات الآلاف من براميل النفط يومياً دون خضوعها للعقوبات الأمريكية.

وبينما لم تفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عشرات من ناقلات النفط، لكنها تفرض عقوبات على المزيد من السفن، مما يمنح إدارة ترامب ذريعة أكبر لمصادرتها. كما تفرض عقوبات مالية على أفراد محددين من عائلة مادورو وعلى رجال أعمال مرتبطين بالنظام، وقد أُعلن عن المزيد منها يوم الجمعة الماضي.

في المقابل، ندّد "مادورو" وحكومته بـ"قرصنة" الولايات المتحدة، ونددوا بتصريحات ترامب "الخيالية وغير المتماسكة" على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوا استيلاءه على النفط بأنه ممارسة "استعمارية جديدة".