يتذمر المشرعون الأمريكيون من تفاقم أزمة الإغلاق الحكومي، مؤكدين اختلال واشنطن العاصمة أكثر من أي وقت مضى، إذ يدفع الجمود والاختلال الوظيفي المشرعين، الذين كانوا متشائمين أصلًا بشأن إنتاجية الكونجرس، إلى حالة من اليأس الشديد، أدت إلى ارتفاع معدلات التقاعد.
صرحت النائبة بيكا بالينت، ديمقراطية من ولاية فيرمونت، لموقع "أكسيوس" الأمريكي، "بأن الإغلاق لا يُخفف بالتأكيد من إحباط الأعضاء المُستمر من إنتاجية الكونجرس"، مشيرةً إلى أن مجلس النواب ظلّ خارج جلساته طوال هذه المدة.
وقالت: "ترشحنا للمنصب لإنجاز الأمور لشعبنا.. إن تنازل رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن جميع صلاحياتنا للسلطة التنفيذية يُصعِّب علينا تمثيل ناخبينا تمثيلًا حقيقيًا".
وأثار النائب جاريد جولدن، ديمقراطي من ولاية مين، يبلغ من العمر 43 عامًا، والذي يقضي فترة ولايته الرابعة في الكونجرس، صدمةً في مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي بإعلانه المفاجئ عن نيته التقاعد.
وكتب في مقال رأي: "قراري مدفوعٌ بالوضوح الذي أتاحته الأشهر الأخيرة بشأن وضعنا السياسي.. تجاوزنا هذا الأسبوع مرحلةً عصيبة، بعد أن عانينا من أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمتنا".
وأضاف: "لا أخشى الخسارة.. ما اتضح لي الآن هو أنني أخشى احتمال الفوز".
ولم يقتصر هذا الموقف على جولدن وحده، إذ أقر النائب تشوي جارسيا، وهو ديمقراطي عن ولاية إلينوي، الذي أعلن تقاعده هذا الأسبوع لأسباب عائلية وصحية، في مقابلة أول أمس الخميس، بأن "الأمور الأخرى محبطة بلا شك".
وقال جارسيا لموقع "أكسيوس": "إلغاء صلاحياتنا بموجب المادة الأولى، مع إغلاق مايك جونسون لمجلس النواب ما جعلنا غير مؤثرين، يترك فراغًا هائلًا".
كذلك، أشار النائب دون بيكون، وهو جمهوري عن ولاية نبراسكا، الذي أعلن تقاعده قبل الإغلاق، إلى التزامات عائلية مماثلة، لكنه قال إن شيئًا واحدًا كتبه جولدن لامس وجدانه.
وذكر: "شعرتُ أيضًا أن فكرة الفوز وقضاء عامين إضافيين كانت مُحبطة".
في المقابل، دافع جونسون عن إبقاء مجلس النواب في عطلة طوال فترة الإغلاق، مُجادلًا بأن مجلسه أدى وظيفته بإقرار مشروع قانون إنفاق مؤقت يعرقله الديمقراطيون في مجلس الشيوخ.
وحتى يوم الأربعاء، أعلن 31 عضوًا في مجلس النواب، وهو رقم قياسي، عن خططهم إما للترشح لمنصب آخر أو التقاعد التام، مع بقاء أشهر على المواعيد النهائية لتقديم طلبات الترشح للكونجرس في العديد من الولايات.
وقد يرتفع هذا العدد بشكل كبير مع إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في منتصف العقد، ما يدفع شاغلي المناصب المخضرمين سابقًا إلى منطقة حزبية معادية.
أشار العديد من هؤلاء المشرعين إلى الفراغ الفوضوي الذي استمر ثلاثة أسابيع في منصب رئيس مجلس النواب، والذي نجم عن إقالة رئيس المجلس السابق كيفن مكارثي في خريف عام 2023، والذي اختتم عامًا من التمردات والمناورات السياسية المحفوفة بالمخاطر.