يدخل الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي بدأ في 1 أكتوبر الماضي، أسبوعًا حاسمًا بعد تجاوزه الشهر، مقتربًا من الرقم القياسي البالغ 35 يومًا المُسجل في 2018-2019، بينما تتصاعد دعوات ديمقراطية لتدخل الرئيس ترامب، شخصيًا لحل الأزمة ووقف الفوضى، التي بدأت تُلقي بظلالها على حياة الملايين من الأمريكيين.
مساعٍ ديمقراطية
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن القيادات الديمقراطية في مجلس الشيوخ تواصل الضغط على الرئيس ترامب للانخراط المباشر في المفاوضات، إذ أكد السيناتور تيم كين من فرجينيا لبرنامج "This Week"، أن المحادثات العابرة للحزبين مستمرة للتوصل لاتفاق شامل، مشددًا على أن "انخراط الرئيس سيقود لاتفاق خلال ساعات".
وفي السياق ذاته، قال زميله السيناتور من فرجينيا مارك وارنر، في تصريحات لبرنامج "Face the Nation"، إن حل الأزمة "يتطلب التدخل النشط للرئيس"، معربًا عن أمله في إنهاء الإغلاق خلال الأسبوع الجاري.
المشكلة الأساسية تكمن في أن الجمهوريين يسيطرون على 53 مقعدًا مقابل 47 للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لكن القواعد البرلمانية تتطلب 60 صوتًا لتمرير القوانين. وحتى الآن، فشلت أكثر من 12 محاولة تصويت، ولم يصوت سوى 3 من الكتلة الديمقراطية مع الجمهوريين.
جدل محتدم
تتبادل القيادات من الحزبين الاتهامات بشأن المسؤولية عن استمرار الأزمة، إذ اتهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الديمقراطيين بـ"ممارسة ألعاب سياسية" و"استخدام الشعب كعامل ضغط" في حديث لـ"Fox News Sunday"، مُطالبًا مجلس الشيوخ بتمرير مشروع القانون المؤقت، الذي أقره مجلس النواب، سبتمبر الماضي، لتمويل الحكومة حتى 21 نوفمبر الجاري.
من جهتها، رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون، فتح أي حوار، مؤكدة أن الإدارة لن تناقش أي سياسات إلا بعد أن يوافق الديمقراطيون على إعادة فتح الحكومة أولًا، بحسب الصحيفة.
وفي الوقت نفسه، دعا ترامب في مقابلته مع برنامج "60 Minutes" حزبه الجمهوري إلى موقف أكثر صرامة، مطالبًا بإلغاء قاعدة الـ60 صوتًا، التي تعطي الديمقراطيين حق تعطيل القرارات، معتبرًا أن إلغاءها سيمنح الجمهوريين حرية تنفيذ أجندتهم السياسية دون عوائق.
معاناة يومية
بدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر الماضي، بعد رفض الديمقراطيين لمشروع الموازنة المؤقتة، وبات يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، إذ سجلت إدارة الطيران الفيدرالية تأخيرات كبيرة في الرحلات الجوية، إذ وصلت إلى أكثر من 3 ساعات في مطار نيوارك بولاية نيوجيرسي، بينما تجاوزت 90 دقيقة في مطار هيوستن، بسبب نقص موظفي المراقبة والأمن الذين يعملون دون أجور.
الأخطر من ذلك أن أكثر من 40 مليون أمريكي مهددون بفقدان مساعدات الطعام من البرنامج الحكومي الغذائي. ورغم وعد ترامب، الجمعة الماضي، بالبحث عن حلول تمويلية طارئة، حذّر من أن "المساعدات لن تصل فورًا".
أعرب السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من بنسلفانيا، المعروف بانتقاده لموقف حزبه، في برنامج "State of the Union" عن قلقه من أن بقاء الحكومة مغلقة يخالف المبادئ الأساسية للبلاد، لا سيّما في ظل تعرض برامج دعم الغذاء والمساعدات الموجهة للنساء والأطفال للخطر.
الرعاية الصحية
تزامن الإغلاق مع موعد التسجيل السنوي في برامج التأمين الصحي الحكومي، ما وضع أكثر من 20 مليون أمريكي أمام صدمة ارتفاع كبير في أقساط التأمين الشهرية بعد انتهاء الدعم الإضافي.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، يشترط منذ سبتمبر الماضي، تمديد هذا الدعم الذي بدأ عام 2021، قبل الموافقة على إعادة فتح الحكومة، وهو ما يرفضه الجمهوريون حتى الآن.
كما أن أي اتفاق يحتاج موافقة ترامب بسبب نفوذه القوي في الحزب الجمهوري وقدرته على استخدام حق الاعتراض.
وكشفت "وول ستريت جورنال" أن إدارة ترامب استغلت الإغلاق لتسريح موظفين حكوميين وتجميد مليارات الدولارات من التمويلات الموجهة لمشروعات في الولايات والمدن، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، ما زاد من حدة التوتر السياسي.