الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصن منيع على وشك السقوط.. "مدينة بوكروفسك" الأوكرانية تنتظر مصيرا مظلما

  • مشاركة :
post-title
جنود أوكرانيون يعملون في المدينة ليلا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بات سقوط مدينة بوكروفسك الأوكرانية الحصينة، في أيدي القوات الروسية أمرًا شبه مؤكد، إذ تعتبرها روسيا بوابة للاستحواذ على ما تبقى من منطقة دونباس الصناعية، التي تمثل أحد الأهداف الرئيسية للحرب المستمرة منذ ما يقرب من 4 أعوام.

منذ أسبوعين تقريبًا، بدأ وضع المدينة يتدهور عندما تم تصوير جنود روس، وهم يقتحمون المنطقة الحضرية للمدينة بشكل جماعي، وهو ما جعل المدينة تنحدر إلى ما يعرف باسم المنطقة الرمادية العميقة، والتي تعني ضياع مفهوم السيطرة الأوكرانية على المدينة، وسط ضباب المعارك المتواصلة.

هجمات متواصلة

وكشفت الصحف الأوكرانية الوضع المزري لقواتها على الأرض رغم تكتم حكومة زيلينسكي، وأشاروا إلى أن الأيام الماضية شهدت تفكك الخطوط الأوكرانية على الأطراف الجنوبية للمدينة بسرعة، مع تدفق المزيد من القوات الروسية إلى داخلها.

المدينة دخلت إلى منطقة رمادية بعد تزايد القتال في الشوارع بين الجيشين

وبدءًا من 6 نوفمبر، أصبحت معظم المناطق الحضرية للمدينة، التي يقطنها ما يقرب من مليون مواطن، مناطق رمادية متنازع عليها، وفقًا لمعظم خرائط ساحة المعركة، إذ تستمر القوات الأوكرانية في الدفاع بعناد عن الجيب المحيط بالمدينة، على الرغم من الهجمات الروسية المتواصلة.

مهمة مستحيلة

ورغم توسع المنطقة الرمادية بشكل كامل خلال الأسبوع الماضي، إلا أن المواقع الأوكرانية العسكرية لا تزال موجودة داخل المدينة، وتتداخل مع الشوارع والمباني التي استولى عليها الجنود الروس، ولكن الخبراء حذروا من أن عكس الوضع من خلال عمليات تطهير واسعة النطاق أصبح مهمة مستحيلة.

وبحسب ضباط وجنود تحدثوا لصحيفة "كييف إندبندنت"، رفضوا ذكر أسمائهم، فإن مجموعات الهجوم الروسية الصغيرة تواصل التسلل والتحرك شمالًا عبر بوكروفسك وخارجها، وينشئون مواقعهم فيها بعد تصدع وسقوط خط الدفاع الأوكراني الأمامي الذي كان مستقرًا في الماضي.

أوضاع كارثية

وكشف الضباط عن الأوضاع الكارثية للجيش الأوكراني خاصة ما وصفوه بالكابوس اللوجستي المتفاقم، مشيرين إلى أن فرق الطائرات بدون طيار الأوكرانية تركت مهمتها الرئيسية المتمثلة في إبطاء تقدم القوات الروسية، بعدما باتت أكثر عرضة للهجوم والوقوع في معارك نارية من قبل الفرق المتسللة.

جنود أوكرانيون يحاولون التسلل لمواجهة قوة روسية متمركزة داخل مبنى في المدينة

ويرى الخبراء، وفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي، أنه بالنظر إلى مصير ما يسمى بالمدن الحصينة الكبرى في دونباس فإن المؤشرات الحالية بالنسبة لمدينة بوكروفسك تنذر بكارثة، والتي رغم دفاع القوات الأوكرانية عنها باستماتة، إلا أنها في النهاية سقطت في يد الروس.

سقوط مروع

أبرز مثال على ذلك، مدينتي باخموت وأفدييفكا، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من الدفاع عن أجنحة المدينة ومنع تطويقها بالكامل، وشهدت لحظات من القتال والعنف، إلا أن الجيش الروسي في نهاية الأمر سيطر على الطرق المؤدية إلى داخلها وخارجها.

كما تمكنت القوات الروسية في الوقت ذاته من التوغل داخل المدنيتين، ومع رفض القيادة الأوكرانية إصدار أمر بالانسحاب في الوقت المناسب، أدى ذلك إلى انسحابات فوضوية ودفاعات غير مُجهزة خارج المدينة، والأسوأ من ذلك كله، خسائر كان من الممكن تجنبها، وفقًا لهم.

تطويق بوكروفسك من قبل القوات الروسية أدى إلى مخاوف شديدة من جانب الخبراء والعسكريين وانتقادات حادة داخل أوكرانيا نفسها، مشددين على أنه إذا لم يوقع أحد على أمر سحب القوات من بوكروفسك، سيجدون أنفسهم أمام خسائر فادحة في الأعداد وسقوط مروع سريع.