الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقايضة دونباس.. صفقة الأراضي بين ترامب وبوتين تثير ذعر كييف

  • مشاركة :
post-title
مخاوف من صفقة تمنح روسيا أكروانية في دونباس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تعيش مناطق شرق أوكرانيا حالة من الذعر وعدم اليقين بعد تقارير عن مناقشات دبلوماسية رفيعة المستوى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتضمن مقترحًا بمنح روسيا أجزاء من إقليم دونباس مقابل وقف إطلاق النار.

ورغم أن هذه الصفقة ما زالت في مرحلة التصورات ولم يعرف مصيرها، وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن مجرد الحديث عنها أثار قلق سكان مدن الخطوط الأمامية مثل سلوفيانسك، حيث يخشى الأهالي أن يجدوا أنفسهم فجأة تحت سيطرة موسكو، في وقت لا تزال فيه آثار الحرب اليومية تضرب حياتهم في العمق.

سلوفيانسك على حافة الخطر

على ضفاف بحيرة الملح الصغيرة في سلوفيانسك، التي يقصدها السكان للاستفادة من مياهها العلاجية وسط قصف قريب من المدينة، بدا الحديث عن "صفقة أراضٍ" خلال قمة ألاسكا الأخيرة، إذ قال الصحفي الأوكراني ميخايلو: "أشعر وكأنني أطفو بعيدًا عن هذا الواقع"، وأضاف "أن القصف المتواصل لا يتوقف، وأن مجرد التفكير في أن مدينته قد تُسلَّم إلى روسيا يثير لديه ولدى أصدقائه حالة من الذعر".

وفقًا لـ"سي إن إن"، فإن الكرملين عرض على المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف فكرة تبادل وقف إطلاق النار بمنح موسكو أجزاء من دونباس لم تسيطر عليها بعد، وهذا المقترح، في حال تنفيذه، سيعني أن مدنًا مثل سلوفيانسك قد تصبح تابعة لروسيا بين ليلة وضحاها.

وتقول الودميلا، امرأة تجلس على كرسي متحرك بعد إصابتها بانفجار لغم أرضي قبل عامين: "هم يكذبون، يقررون شيئًا، يقولون شيئًا آخر، ويفعلون شيئًا مختلفًا، هكذا كانت السياسة دائمًا".

رفض كييف

تشير "سي إن إن" إلى أن تفاصيل الصفقة المقترحة بين ويتكوف والكرملين غامضة، وقد رفضتها كييف بشكل فوري، إلا أن مجرد تداول الفكرة ألقى بظلال إضافية على حياة السكان الذين أنهكتهم الحرب منذ سنوات.

وتاريخيًا، سقطت سلوفيانسك في يد الانفصاليين الموالين لروسيا عام 2014 قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية، واليوم، حفرت خنادق جديدة غرب المدينة تحسبًا لاحتمال تجدد الهجوم الروسي، لكن المفاجأة بالنسبة لكثيرين كانت احتمال أن يتخلى الحليف الأكبر، الولايات المتحدة، عن مدينتهم عبر صفقة سياسية.

تخلص شبكة "سي إن إن" في تقريرها إلى أن مجرد فكرة صفقة تمنح روسيا أراضي أوكرانية، حتى لو كانت جزءًا من مناورة سياسية أو تكتيك تفاوضي، كافية لإثارة الهلع بين سكان شرق أوكرانيا.