تتجه حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد" من أوروبا نحو منطقة الكاريبي، في خطوة تكشف عن تصعيد خطير للتهديدات العسكرية الأمريكية ضد فنزويلا، متجاوزة مجرد استهداف قوارب التهريب إلى احتمالية الإطاحة بنظام الرئيس نيكولاس مادورو بالقوة.
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إدارة ترامب أرسلت أقوى حاملة طائراتها مع أسطول بحري يحمل عشرات صواريخ توماهوك وطائرات F/A-18 المقاتلة إلى المنطقة.
وأكد السيناتور الديمقراطي مارك كيلي، في تصريحات تلفزيونية، أن "تحريك مجموعة قتالية كاملة من أوروبا إلى الكاريبي يعني إما ترهيب البلد المستهدف أو البدء بعمليات قتالية فعلية في فنزويلا".
كما تبرر الإدارة الأمريكية تحركاتها بمكافحة تجارة الفنتانيل، التي تقتل عشرات الآلاف من الأمريكيين سنويًا، وزعم اتهام مادورو بقيادة شبكة كارتلات مخدرات، إلا أن التقرير يشير إلى أن الأدلة تظهر قلة إنتاج المخدرات في فنزويلا، فيما تمر معظم شحنات الفنتانيل عبر الحدود البرية مع المكسيك ودول أخرى وليس عبر فنزويلا.
ورغم ذلك، كشف ثلاثة مسؤولين أمريكيين لـ"سي إن إن"، أن ترامب يدرس خططًا لضرب منشآت الكوكايين وطرق التهريب المزعومة داخل الأراضي الفنزويلية، إذ صرّح بلهجة تهديدية: "سنقتلهم، سيكونون موتى".
مخاوف دستورية
أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أن "ضربات برية في فنزويلا باتت احتمالًا حقيقيًا"، مؤكدًا أن ترامب سيُطلع الكونجرس على "عمليات عسكرية محتملة ضد فنزويلا وكولومبيا" عند عودته من آسيا.
وأضاف جراهام، أن "ترامب قرر أن الوقت حان لرحيل مادورو".
هذا التصعيد يثير قلقًا دستوريًا عميقًا، إذ يوضح البروفيسور ريان جودمان من جامعة نيويورك، أن أي عمل عسكري ضد فنزويلا "يجب أن يكون ردًا على هجوم مسلح ضد الولايات المتحدة، ويكون ضروريًا ومتناسبًا ومصرحًا به من الكونجرس، ولا أي من هذه الشروط متحقق".
وأصر جراهام على أن ترامب لا يحتاج موافقة الكونجرس، ما يعني منح الرئيس سلطة شن حروب في أي مكان دون رقابة تشريعية.
ويحذر السيناتور راند بول، من خطورة قتل أشخاص دون معرفة أسمائهم أو توجيه اتهامات محددة لهم، خاصة أن الإدارة لم تقدم أدلة علنية على وجود شحنات مخدرات في 10 قوارب سريعة على الأقل ادعت تدميرها في الكاريبي والمحيط الهادئ.
أجندة سياسية أوسع
يتجاوز المشروع الأمريكي مكافحة المخدرات إلى إعادة رسم الخريطة السياسية لأمريكا اللاتينية، إذ إن وزير الخارجية ماركو روبيو، المعروف بعدائه للأنظمة اليسارية في المنطقة، كتب سبتمبر الماضي: "الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة النفوذ الصيني الفاسد في أمريكا الوسطى"، في إطار نسخة محدثة من عقيدة مونرو التاريخية.
وترى واشنطن في زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، التي فازت حسب مزاعم مراقبين دوليين في انتخابات العام الماضي المزورة، البديل المناسب لمادورو.
كما أشارت "سي إن إن" إلى أن تجارب تغيير الأنظمة في دول أخرى، والتاريخ المؤلم للانقلابات المدعومة أمريكيًا في أمريكا اللاتينية تلقي بظلالها على المخاطر المحتملة لأي تدخل عسكري قد يسفر عن خسائر مدنية وعدم استقرار طويل الأمد.