الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استعدادات عسكرية واستخباراتية.. خطة أمريكية للإطاحة بمادورو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تكثف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودها للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عبر حملة واسعة تتضمن عمليات عسكرية محتملة داخل الأراضي الفنزويلية وتنسيقًا وثيقًا مع المعارضة، في تصعيد خطير للتدخل الأمريكي بقارة أمريكا اللاتينية.

استراتيجية عدوانية

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن مسؤولين مطلعين، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يقود هذا الجهد بصفته القوة الدافعة وراء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة.

ويزعم روبيو أن مادورو "زعيم غير شرعي" يشرف على تصدير المخدرات إلى الولايات المتحدة، مما يشكل "تهديدًا وشيكًا" للأمن القومي الأمريكي.

ووفقًا للصحيفة، يصوغ روبيو استراتيجية أكثر عدوانية مستخدمًا معلومات استخباراتية وفرتها وكالة الاستخبارات المركزية، بدعم كامل من مدير الوكالة جون راتكليف ومستشار ترامب للسياسات الداخلية ستيفن ميلر.

ويستشهد روبيو مرارًا بلائحة الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل الأمريكية عام 2020 ضد مادورو ومسؤولين فنزويليين آخرين في قضايا تهريب المخدرات، واصفًا الرئيس الفنزويلي بأنه "فار من العدالة الأمريكية" ورئيس "منظمة إرهابية وإجرامية منظمة استولت على بلد".

خطط عسكرية

ذكر مسؤولون حاليون وسابقون لـ"نيويورك تايمز" أن الجيش الأمريكي يخطط لعمليات عسكرية محتملة داخل فنزويلا تستهدف مشتبهين بتهريب المخدرات كمرحلة تالية، على الرغم من أن البيت الأبيض لم يوافق بعد رسميًا على مثل هذه الخطوة.

وتهدف تلك العمليات إلى عرقلة إنتاج المخدرات وتهريبها في فنزويلا، إضافة إلى إحكام الخناق على مادورو.

وكان ترامب قد وقّع في يوليو الماضي أمرًا تنفيذيًا سريًا لا يزال غير معلن يوجّه الجيش الأمريكي لاستخدام القوة ضد "الكارتلات" التي صنفتها إدارته كمنظمات إرهابية.

وقد بدأ البنتاجون في بناء قوة بحرية كبيرة في منطقة الكاريبي، تبعها شن هجمات قاتلة على قوارب مدنية زعمت إدارة ترامب أنها كانت تهرّب المخدرات لحساب عصابات فنزويلية.

وأعلن ترامب عن ثلاث عمليات من هذا النوع في المياه الدولية منذ الثاني من سبتمبر الماضي، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 17 قتيلًا، من دون تقديم أساس قانوني واضح لهذه الهجمات.

وقال ترامب إن العمليتين الأوليين استهدفتا فنزويليين، لكنه لم يذكر جنسية الضحايا في العملية الثالثة، كما تناولت شبكة NBC الأمريكية خططًا لنقل العمليات العسكرية إلى داخل فنزويلا.

خطة الـ100 ساعة

كشف شخصان بارزان في صفوف المعارضة الفنزويلية أن حركتهما تتواصل مع واشنطن بشأن خطط لتفكيك "البنية الإجرامية" لنظام مادورو، وأنهم يخططون لمرحلة ما بعد سقوطه.

وفي مايو الماضي، التقى روبيو بخمسة شخصيات معارضة فرّت سرًا إلى الولايات المتحدة فيما وصفه بـ"عملية دقيقة"، وأشاد بزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو التي وصفها بلقب "السيدة الحديدية الفنزويلية".

وقال بيدرو أوروچورتو، مستشار ماتشادو، في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، إن المعارضة وضعت خطة لأول 100 ساعة بعد الإطاحة بمادورو، تتضمن نقل السلطة إلى إدموندو جونزاليس الذي خاض الانتخابات الرئاسية ضد مادورو العام الماضي.

وذكر مراقبون مستقلون أن الانتخابات شابها تزوير، وأن جونزاليس، الذي يعيش الآن في المنفى في إسبانيا، هو الفائز الشرعي.

وأوضح أوروچورتو أن خطط المعارضة تشمل إقناع حكومات أخرى باتخاذ إجراءات دبلوماسية ومالية واستخباراتية وأمنية.

وأكد قيادي آخر في المعارضة الفنزويلية المنفية، طالبًا عدم ذكر اسمه، أنهم يتواصلون مع وكالات أمريكية متعددة، لكن واشنطن لم تؤكد رسميًا هذه الاتصالات.

الموقف الرسمي الأمريكي

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الإدارة تركز على محاربة "كارتلات" المخدرات.

وقال تومي بيجوت، نائب المتحدث باسم الخارجية: "مادورو ليس الزعيم الشرعي لفنزويلا، إنه فار من العدالة الأمريكية يقوض الأمن الإقليمي ويسمم الأمريكيين، ونريد أن نراه يمثل أمام العدالة".

يُذكر أن القانون الدولي يحظر عمومًا استخدام القوة في بلد آخر من دون موافقته أو إذن من مجلس الأمن الدولي، إلا أن حكومة الولايات المتحدة في عهد بايدن اعترفت بجونزاليس فائزًا شرعيًا في انتخابات 2024، مما قد يمنح إدارة ترامب مبررًا قانونيًا لتحركاتها.

خلال ولايته الأولى، دعم ترامب محاولة فاشلة لزعيم معارض آخر للإطاحة بمادورو وفرض عقوبات قاسية على فنزويلا.

ففي عام 2019، دعم روبيو كُلًا من جون بولتون، مستشار الأمن القومي وقتها، ومايك بومبيو، وزير الخارجية، في دعم زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي حاول الإطاحة بمادورو.

وبدعم عسكري محدود، حاول جوايدو إشعال انتفاضة لكنها فشلت، كما فشلت محاولة انقلاب في العام التالي خطط لها جندي أمريكي سابق في القوات الخاصة.