ليلة حزينة خيّمت على تونس، بعد أن فقدت قامتين من مبدعيها، بعدما رحل صباح اليوم الفنان محمد الظريف، والمخرج السينمائي عبد اللطيف بن عمار، وحرصت وزارة الشؤون الثقافية بتونس على نعى الراحلين.
عبد اللطيف بن عمار.. الفن ثقافة وهوية
عبد اللطيف بن عمار الذي ولد عام 1943، عشق الفن وحلم بأن يصبح أحد المؤثرين في هذا المجال، ورغم دراسته للرياضيات في تونس، إلا أنه قرر أن يسير وراء شغفه وحبه، فقام بدراسة التصوير بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس، وانطلق إلى عالم الإخراج وهو ابن 22 عامًا.
ظل "بن عمار" يكافح في مجاله وعمل في الشركة التونسية للإنتاج والتنمية السينمائية، إذ ساهم معهم في صناعة عدد من الأفلام القصيرة، لتفتح له السينما أبوابها ويقدّم أول فيلم روائي طويل يحمل اسم "قصة بسيطة هكذا" في عام 1970، لينطلق منها نحو الاحتراف، ويثري المكتبة السينمائية بمجموعة من الأعمال المهمة والمميزة من بينها "النخيل الجريح"، "نغم الناعورة"، وفاز بجائزة التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية عن فيلم "عزيزة".
حرص مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته السابعة والثلاثين بأن يُكرّم الراحل، وأقيمت له ندوة خلال فعاليات المهرجان أعرب فيها عن سعادته بتكريمه في مصر والاحتفاء به في إحدى الدول العربية، مؤكدًا أن الشعور يختلف عن التكريمات التي يحصل عليها من الخارج.
كما كان حريصًا خلال الندوة على أن يتحدث عن أهمية السينما لمستقبل الشباب، ومواجهة الأفكار التي يبثها الغرب في أعماله، فهو يرى أن السينما ثقافة وهوية وليست للترفيه، مؤكدًا على أهمية احترام هويتنا العربية في أعمالنا.
محمد الظريف.. "ولدي"
أما الفنان محمد الظريف، فقضى حياته بين الكتابة والتمثيل، بعد أن عشق الفن، وحرص على تقديم أعمال ذات قيمة يطرح فيها رؤيته، ورغم قلة الأعمال التي شارك بها إلا أنها تركت بصمة جعلته مصنفًا مع الكبار.
جاءت بداية محمد الظريف الفنية عام 1985 من خلال فيلم "ريح السد" وقدّم بعدها عددًا من الأعمال المهمة على مستوى التلفزيون منها "العاصفة، و"أبحث معنا" أما على مستوى السينما فقد تواجد في فيلم "ولدي" عام 2018، ورغم أن مشاركاته السينمائية قليلة جدًا إلا أنه استطاع أن يقتنص جائزة أفضل ممثل في مهرجان الجونة عن فيلمه الأخير "ولدي"، وفاز بجائزة النقاد التي تقام على هامش فعاليات مهرجان "كان السينمائي".