هاجم المخرج البريطاني دلن ريد، الفيلم الجديد الذي سيتناول حياة ملك البوب المطرب الشهير مايكل جاكسون، معللًا هجومه بأن هذا الفيلم سيُمجد شخصًا تعرّض للمحاكمة بعد أن قام بالاعتداء الجنسي على أطفال صغار، وظل يُنكر هذه الاتهامات حتى وفاته، مضيفًا أن الفيلم سيوجه رسالة غير مقبولة.
يُذكر أن دان ريد هو مخرج الفيلم الوثائقي Leaving Neverland، الذي يدور حول اثنين من ضحايا الاعتداء الجنسي لمايكل جاكسون أثناء طفولتهما، وهما كاتب الأغاني والراقص الأسترالي ويد روبسون الذي يصف من خلال الفيلم كيف كان مجرد صبي في السابعة من عمره عندما اغتصبه جاكسون لأول مرة، وجايمس سايفتشاك الذي كان في سن العاشرة عندما بدأ جاكسون الاعتداء عليه، ويقوم الفيلم بالأساس على مقابلات صريحة وجريئة مع كل من روبسون وسايفتشاك وعائلتيهما.
وعُرض الفيلم عالميًا للمرة الأولى بمهرجان صندانس السينمائي الدولي عام 2019، وفاز بسبع جوائز من بينها جائزة آيمي كأفضل وثائقي وجائزة بافتا كأفضل سلسلة تلفزيونية، إذ يمتد زمن الفيلم إلى 4 ساعات ويتكون من جزءين.
كان "ريد" ناقش رأيه في إدانة الفيلم ورفضه له من خلال عمود رأي بصحيفة الجارديان البريطانية كتب فيه "يبدو أن الصحافة ومعجبيه الذين نشأوا على حب أغنياته، على استعداد للتخلي عن علاقته غير الصحية مع الأطفال".
واستكمل ريد: "ما دفعني وروبسون وسايفتشاك لصنع فيلم Leaving Neverland لم يكن فقط أنه كان مجرد فرصة لفضح ممارسات جاكسون المسيئة تجاه الأطفال من خلال جعل ضحاياه يتحدثون أمام الكاميرا لأول مرة، لكن لأنها كانت فرصة لاطلاع أكبر عدد ممكن من الجمهور على كيفية وقوع الأطفال ضحايا لأي اعتداء جنسي، وإلقاء نظرة ثاقبة على سيكولوجية المعتدي، وقبل كل شيء عملية الاستمالة، وكنا نفكر في أنه ربما يمكننا المساعدة في منع الأطفال الصغار من الوقوع فريسة لهذه الجرائم البشعة، بالطبع حقيقة أن المتحرش بالأطفال في هذه الحالة كان أحد أشهر الرجال في العالم مما يعني أن الكثير من الناس سيشاهدون الفيلم، ولكن لم يكن الهدف الأساسي للفيلم الوثائقي إشعال النار في سمعة جاكسون، التي كانت قد تفحمت بالفعل".
وفي نهاية مقاله وجّه "ريد" كلماته لمعجبي جاكسون: "إذا كنت تعلم أن معبودك قد أساء معاملة الأطفال، ألا يجب أن يجعل ذلك الاحتفال بشخصيته أمرًا بالغ الصعوبة".
ثم وجّه "ريد" كلماته لصنّاع الفيلم على رأسهم المخرج أنطوان فوكوا قائلًا: "كيف ستقدمون اللحظة التي يأخذ فيها جاكسون، وهو رجل بالغ في الثلاثينيات من عمره، طفلًا من يده ويقوده إلى غرفة النوم؟".
واستطرد ريد: "الفيلم الذي يتجاهل مسألة ميل جاكسون للاعتداء على الأطفال الصغار يبث رسالة محددة للناجين من الاعتداء الجنسي على الأطفال، هذه الرسالة هي: إذا كان (المتحرش بالأطفال) غنيًا ومشهورًا بدرجة كافية، فسوف يغفر له المجتمع".
المعروف أنه في عام 1993، تم تقديم أول بلاغ بالاعتداء الجنسي ضد جاكسون، من والد صبي يبلغ من العمر 13 عامًا كان جاكسون قد دعاه مرارًا وتكرارًا إلى مزرعة نيفرلاند والسفر معه مطالبًا بمبلغ 20 مليون دولار، ثم بدأت وحدة الأطفال المستغلين جنسيًا في شرطة لوس أنجلوس تحقيقًا، تم على أثره مقاضاة جاكسون مقابل 30 مليون دولار، وفي عام 1994 تم تسوية المبلغ إلى 22 مليون دولار خارج المحكمة.
في العام نفسه، رفضت هيئات المحلفين الكبرى في سانتا باربرا ولوس أنجلوس توجيه الاتهام إلى المغني الشهير في قضيتين منفصلتين، لكن بعد عقد من الزمان وبعد إصدار الفيلم الوثائقي Living with Michael Jackson في عام 2003، أعاد مأمور سانتا باربرا ومحامي المقاطعة فتح تحقيقهم مع جاكسون ما أدى إلى اتهام المغني بتهمة القيام بأعمال بذيئة وفاسقة مع طفل أقل من 14 عامًا، وبدأت محاكمته في فبراير 2005، وفي يونيو من العام نفسه صدر الحُكم على جاكسون بأنه غير مذنب وظل ينفى جاكسون جميع المزاعم ضده حتى وفاته عام 2009.
هذا وكان قد أُعلن الأسبوع الماضي عن قيام شركة Lionsgate بإنتاج فيلم عن سيرة وحياة مطرب البوب مايكل جاكسون الذي يقوم بتجسيد شخصيته على الشاشة ابن شقيقه جعفر جاكسون.