الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتنياهو في مأزق بعد رد حماس على خطة ترامب

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

وضع رد حركة حماس الإيجابي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب وعودة المحتجزين في غزة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق، إذ يُسقط الذرائع التي استخدمها لتبرير استمرار العدوان على المدنيين ويخضعه لبدء مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار وعودة الحياة تدريجيا في القطاع المدمر.

خطوة إيجابية

ووصف المتحدث باسم حركة "فتح" عبدالفتاح دولة، خلال حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية" ردّ حماس، بأنه "خطوة إيجابية طال انتظارها"، ويعبّر عن إدراك جماعي لحجم المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة.

وقال "دولة": "نرحِّب بأي موقف فلسطيني يتماشى مع المصلحة الوطنية العليا، خاصة إذا كان يصبُّ في إنهاء العدوان على شعبنا في غزة، ويفتح الباب أمام وقف شامل لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وبدء مرحلة جديدة من العمل الوطني الموحد".

رد ذكي

واعتبر رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور صلاح عبدالعاطي، أن رد حماس بالموافقة الجزئية مع وضع مطالب، من شأنه أن يفتح الباب للمفاوضات، مشيرًا إلى أنه تم قبوله من الإدارة الأمريكية، وأعلن ترامب أن حماس ترغب في السلام وطالب لجيش الاحتلال بوقف فوري عن قصف غزة.

وأرجع مدير تحرير جريدة الأهرام الدكتور أشرف العشري، في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية" رد حماس الإيجابي إلى جهود الوسطاء، وما تم من سعي من قِبل مصر وقطر في الأيام الماضية بعد إعلان خطة ترامب.

وذكر العشري: "حماس أعلنت موقفها بشكل جيد يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة"، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك لكل خطوة تتخذها حماس مقابلها خطوات من جانب إسرائيل على أرض الواقع لتنفيذ الخطة بما فيها السلطة الجديدة وهيئة التكنوقراط المكونة من 15 فلسطينيًا والانسحاب الإسرائيلي وحتى سلاح حماس.

نتنياهو متورط

ويرى "عبدالعاطي" أن نتنياهو فوجئ برد حماس، واستمر القصف على غزة على عكس مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإن كان أعلن عن وقف تكتيكي عن عملية احتلال مدينة غزة واقتصار العمليات العسكرية على جانب دفاعي إلا أن الواقع يكذب ذلك، إذ لا يزال الاحتلال مستمرًا في قصف قطاع غزة واستهداف المدنيين.

الرأي نفسه تبناه "دولة"، قائلًا: "من الواضح أن موافقة حماس أربكت المشهد السياسي الإسرائيلي، ووضعت نتنياهو في مأزق داخلي حقيقي.. فقبول حماس بوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين يُسقط الذرائع التي استخدمها لتبرير استمرار العدوان".

ووفقًا لـ"دولة"، فإن نتنياهو اليوم بين خيارين إما الذهاب نحو تسوية سياسية تنهي الحرب وتكشف فشل إستراتيجيته، وإما التورط أكثر في رفض الحلول وتحمل تبعات العزلة الدولية.

مفاوضات مكثفة

ويتوقع العشري أنه سيكون في الأيام القادمة للخطة مراحل من المفاوضات الطويلة والمكثفة بين إسرائيل وحماس بشكل غير مباشر عبر الوسطاء.

وقال: "عوَّدتنا إسرائيل في مفاوضاتها إلا تقدم أي نوع من التنازلات وبالتالي سيواجه كلٌ من حماس والوسطاء شراسة من الجانب الإسرائيلي في محاولة لتحقيق أكبر كم من المكاسب المرجوة".

وأضاف أنه في ضوء الضمانات الأمريكية للوسطاء سيكون هناك تطبيق لكل ما جاء في البنود الـ20 للخطة ،وإن كانت ستحتاج لمزيد من الوقت وجهد مضاعف من الوسطاء.

ويرى دولة، أن غزة أمام مرحلة انتقالية حساسة، عنوانها وقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانطلاق نحو إعادة الإعمار.

هدنة محتملة

فسَّر "عبدالعاطي" السيناريوهات المحتمل حدوثها بعد رد حماس، مشيرًا إلى أن السيناريو الأرجح هو فتح أفق المفاوضات لهدنة مؤقتة لحين تبادل الأسرى وانسحاب إسرائيلي جزئي وتدفق المساعدات الإنسانية.

واستطرد قائلًا: "إذ لم يتم الاتفاق على النقاط الواردة في الخطة فربما يفتح الأفق لتجديد حرب الإبادة الجماعية وهنا سيكون دور الجميع من أجل منعها".

انهيار جديد

وهناك سيناريو آخر بحسب "عبدالعاطي"، يتضمن الإفراج عن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية والانسحاب الجزئي لجيش الاحتلال وضمان تدفق المساعدات إلى القطاع لحين اكتمال عملية الإفراج عن المحتجزين ومن ثم يتم استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة من جديد.

وبينما يؤكد "عبدالعاطي" أن احتمال حدوث هذا السيناريو ضعيف إذا ما ركز الوسطاء جهودهم في ضمان عدم اسئناف وقف إطلاق النار في غزة.

اتفاق شامل

أما السيناريو الثالث وفقًا لـ"عبدالعاطي" هو أن تنجح الجهود في ضمان وقف الحرب والانفتاح إلى محادثات جادة وهذا مرهون أيضًا بجهود الوسطاء بتناول ضمانات محددة تفتح الأفق إلى اتفاق شامل ويسمح بتناول بعض الألغام التي وردت في خطة ترامب وخاصة بعدما تم تعديلاها من قبل نتنياهو.

توحيد ضروري

رأى "عبدالعاطي" أن رد حماس كان ذكيًا فيما يخص بنود وردت في الخطة والتي لا تتعلق كلها بالحركة وحدها وإنما تعود لكل الوطن الفلسطيني.

ولفت "دولة" إلى أهمية الدور الفلسطيني في تعزيز الموقف الموحد، واستثمار هذه اللحظة لإعادة بناء الثقة الوطنية، والالتفاف حول المشروع السياسي الفلسطيني الذي يقوده الرئيس محمود عباس في إطار الشرعية الدولية والمؤتمر الدولي للسلام في نيويورك، مؤكدًا أن وحدة الصف الفلسطيني هي الرد الأقوى على كل محاولات الإضعاف والتفتيت.

وأكد أن مستقبل غزة لن يكون مستقرًا إلا إذا جرى توحيد المرجعية الفلسطينية فيها، من خلال حكومة واحدة، وأجهزة أمنية موحدة، وإدارة تعمل وفق القانون الفلسطيني وبإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية.

عبر عبد العاطي عن أمله في تشكيل وفد وطني مشترك لمتابعة رحلة التفاوض إلى جوار الوسطاء لتوليد أوسع الضمانات للحفاظ على أرواح المدنيين من جهة ووقف حرب الإبادة ومخططات التهجير وكذلك الحديث عن الملفات الأخرى بما يضمن الحفاظ أيضًا على الحقوق المدنية الفلسطينية.