الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لقاء ترامب ونتنياهو.. هل تُجبر إسرائيل على إنهاء حرب غزة؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تتجه الأنظار نحو الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المقرر عقده في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، إذ يسعى ترامب لدفع خطته لوقف إطلاق النار في غزة وعودة المحتجزين، وذلك بعد اعتراف عدد من قادة دول الغرب بدولة فلسطينية مستقلة.

وتلوح مجموعة من الأسئلة حول إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي المتعلقة بوقف إطلاق النار وعودة المحتجزين في غزة، ومدى قدرته في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإجباره على إنهاء العدوان المتواصل منذ عامين على القطاع.

المنقذ الوحيد

سلّط الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف الضوء، خلال حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، على أهمية دور ترامب في إنهاء الحرب على غزة، انطلاقًا من كونه الوحيد الذي يستطيع الضغط على نتنياهو، خاصة في ظل شراكة كاملة في إطار الموقف الأمريكي الداعم لنتنياهو وحكومته المتطرفة لاستمرار هذه الحرب لمدة عامين.

وقال "أبو يوسف": "عندما تتبلور خطة ترامب حول إنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، نأمل أن يكون ذلك جادًا، فمن الضروري تعزيز وتوحيد دور المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة الجماعية وإنهاء معاناة الفلسطينيين".

كان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة ترامب، بعد محادثات بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترامب نتنياهو.

وعقد "ويتكوف" اجتماعًا استمر ساعتين تقريبًا مع نتنياهو في فندقه، أمس الأحد، لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على خطة ترامب، وذلك على الرغم من معارضته بشأن شروط الاقتراح المتعلقة بنزع سلاح حماس ودور السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.

ضعيف السيطرة

مدير مركز القدس للدراسات الدكتور أحمد رفيق عوض، له رأي آخر، إذ يرى أنه لا يوجد ضمان لانصياع نتنياهو وخضوعه لتنفيذ خطة ترامب لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة.

وأشار "عوض" خلال حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى كلمة نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي وصفها بالمتصلبة للغاية ولم تقدم جديدًا، بل أنها لا تتوافق مع كل الرؤى المطروحة، لا العربية ولا الأمريكية ولا أي رؤية أخرى.

وقال "عوض": "نتنياهو يريد أن يحتل قطاع غزة بزعم الإشراف عليه أمنيًا، ولا ندرى ما إذا كان اجتماعه بترامب اليوم قد يؤدي إلى حلحلة هذا التصلب، لكن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تبشّر بخير، إذ حملت الكثير من الوقاحة والتهديد والوعيد باستمرار الحرب، فلم يلمّح لأي تسوية على الإطلاق، بل قال إنه يجب أن تستسلم حماس وإن إسرائيل من ستحكم غزة".

وأضاف "عوض": "بالتالي ليس من الضرورة أن يستجيب نتنياهو لرؤية ترامب، خاصة أن ما قاله الرئيس الأمريكي ليس من الضرورة أن يكون حقيقيًا وصحيحًا.. فربما تكون خدعة أخرى".

كان نتنياهو ألقى خطابًا، الجمعة الماضي، بمناسبة أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين، الذي شهد واحدًا من أكثر المشاهد الدبلوماسية إحراجًا له، حين غادرت غالبية الوفود الدولية القاعة قبل بدء خطابه، ليجد نفسه يتحدث أمام مقاعد فارغة.

الوجه الآخر للاحتلال

أما أستاذ القانون الدولي الإنساني منير نسيبة، فلا يرى في ترامب إلا وجه آخر للاحتلال الإسرائيلي، وهو لا يلعب دور الوسيط الحقيقي الذي يسعى لإنهاء الحرب على غزة، وفقًا لما قاله لموقع "القاهرة الإخبارية".

وذكر "نسيبة": "صراحة أنا لا أصدق ترامب الذي صرّح مرارًا وتكرارًا بأنه سينهي الحرب على غزة إلا أنه لم يكن في أي لحظة من اللحظات وسيطًا حقيقيًا لإنهاء هذا العدوان الإسرائيلي على القطاع، هو بكل بساطة وجه آخر للاحتلال الإسرائيلي، لذلك أنا لا أثق فيما يقوله".

وأضاف: "أعلم أن هناك ضغطًا على ترامب يأتي من عدد من الدول العربية والغربية ليتدخل، لكنه في نهاية المطاف يتبنى رؤية من خلالها لا يرى غزة على أنها أرض فلسطينية يجب أن يحكمها فلسطينيون، لكنه يراها كأرض صالحة للاستعمار الإسرائيلي والأمريكي أيضًا، وبالتالي لا أستطيع التفاؤل في أي لحظة أسمع فيها ترامب يتحدث عن الحرب على غزة".

أشار "نسيبة" إلى أن ترامب يؤيد الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير ويفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية وعلى أفراد ومنظمات، محاولًا طمس الحقائق وتعطيل الإجراءات الدولية التي تحاسب إسرائيل. 

واختتم حديثه قائلًا: "لا أستطيع أبدًا أن أتفاءل ولا أقول إلا أننا سننتظر لنرى".

من المقرر أن يستقبل ترامب نتنياهو، في الساعة 11 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (4 بتوقيت جرينتش)، وبعدها سيعقدان اجتماعًا مغلقًا في المكتب البيضاوي، يتبعه غداء ثنائي ومؤتمر صحفي مشترك.