رغم التحديات التي واجهت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أُقيم حفل افتتاح فعاليات الدورة الـ12 للمهرجان في حضن معبد الأقصر، وسط الآثار الشاهدة على تاريخ وحضارة مصرية، لتؤكد اعتزاز شعبها منذ القدم بالفنون.
وكما ترك الفراعنة آثارًا تخلد تاريخهم، يصنع السينمائيون أفلامًا تؤرخ للزمان والمكان، وتصف للأجيال المقبلة طريقة حياة وأسلوب معيشة وذوق سيطر على أجيال حالية، مثلما ترك لنا رواد السينما أعمالًا تصف حاضرهم، لذا تحمل الدورة الحالية من المهرجان شعار "السينما خلود الزمان".
حول هذا الشعار، قال الفنان المصري محمد رمضان، لحظة تكريمه في حفل الافتتاح، إنهم بأعمالهم الفنية "قادرون على ترك تاريخ يتفوق على ما تركه الأجداد".
وشهد حفل الافتتاح حضور عدد كبير من النجوم، على رأسهم الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان المصري محمود حميدة، السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، ومحمد رمضان وهالة صدقي وزينة وبشرى ورانيا يوسف ولقاء الخميسي وصبري فواز وسيد رجب، السيناريست عبد الرحيم كمال، والمنتج محمد حفظي.
بدأ الحفل بالسلام الجمهوري ثم فقرة غنائية للمطربة أميرة رضا، من ألحان وتوزيع مصطفى الحلواني لفرقة قنا للآلات والفنون الشعبية.
وقال الفنان محمود حميدة، الرئيس الشرفي للمهرجان، إن الأقصر أشهر مدينة سياحية أثرية في العالم، ويُقام فيها مهرجان سينمائي يهتم بالصناعة التي لابد من أن نسلّط الضوء عليها أكثر، كما يقدم عددًا من الأفلام المتنوعة.
بينما أوضح رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد أن هذه الدورة هي الـ12 من عمر المهرجان تحت شعار "السينما خلود الزمان"، فالسينما لها دور مهم في تخليد الزمن، بالإضافة إلى أن التاريخ يتم تقديمه من خلال شريط سينمائي.
وأكد أن المهرجانات ليست مجرد شيء ترفيهي أو "شو إعلامي" للتسلية، ولكنه عمل مهم ولابد من دعمها والاهتمام بها حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، موجهًا الشكر لوزارات "الثقافة والخارجية والسياحة والآثار والشباب والرياضة"، وهيئة تنشيط السياحة، ومحافظ الأقصر ، وجميع الجهات والأشخاص الذين يقفون بجانب المهرجان ويقدمون له الدعم.
بينما أكد محمد عبد القادر نائب محافظ الأقصر، أن المهرجان في كل دورة يقدّم رسائل مهمة ومؤثرة في صناعة السينما، وأحد أهم هذه الرسائل هو ترسيخ الفن الهادف، لأن السينما توثق تاريخنا وتراثنا، كما شاهدنا ذلك في الأفلام، كما تسجل كل ما هو جميل في بلدنا، موجهًا الشكر لإدارة المهرجان على جهودهم.
فيما كرّم الفنان محمود حميدة ضيف شرف المهرجان "السينما السنغالية"، والتي وصفها بالعريقة، حيث تم عرض ملامح من رحلة السينما السنغالية من خلال برومو ومقتطفات من أفلام سنغالية، وعدد من صنّاع السينما السنغاليين الذين تم التعريف بهم.
كما تم تكريم الفنانة المصرية هالة صدقي التي أعربت عن سعادتها به، والذي تعتبره شيئًا مهمًا لها، خاصة أن مهرجان الأقصر يقام في إحدى المدن التي تحبها، مؤكدة أنها تهدي تكريمها للمخرج المصري الراحل عاطف الطيب، الذي لولا وفاته لكان لها موقع مختلف في السينما المصرية بشكل عام.
فيما أعرب الفنان المصري محمد رمضان، عن سعادته بتكريمه من مهرجان الدولة الذي أكد أن له مذاق خاص، مشيرًا إلى أن أهل الأقصر من أطيب الشعوب، وأنه كان يتمنى تكريمه من محافظ الأقصر، ولكنه رأى في الوقت نفسه أن أهلها وإدارة المهرجان أنابوا عنه.
فيما كشف الموسيقار المصري هشام نزيه الذي تم تكريمه أيضًا، أنهم كصناع يجلسون في غرف ويعملون بعيدًا عن الأضواء، موجهًا الشكر لإدارة المهرجان على تقديرها له معربًا عن شعوره بإحساس رائع بوجوده في هذا المكان الساحر والتكريم في المعبد العظيم.
ومن ناحية أخرى، كرّم المهرجان من منحوا فنون السينما جهودهم وعمرهم وعطاءهم المميز، وصعد محمود حميدة رئيس شرف المهرجان لتسليم التكريم لاسم الفنان الراحل صلاح منصور، والذي تسلمه المخرج المصري مجدي أحمد علي، وتسلم تكريم اسم الفنانة الجزائرية الراحلة شافية بودراع، مواطنها المخرج أنيس جعاد، وتسلم تكريم اسم الممثل التونسي هشام رستم، مواطنه المخرج يونس بن حجرية.
ثم كرّم المهرجان المنتج والسينمائي الإفريقي بيدرو بيمنتا، وكُرّم أيضًا خلال الحفل المخرج السنغالي منصور صورا واد، وهو مخرج حمل هموم وطنه ووضعها في أفلامه، وحصل على العديد من الجوائز، كما أن له منهج ودور مهم في السينما السنغالية ووجه بدوره الشكر للجميع على التكريم، مؤكدًا أن السينما تساهم في صناعة الجمال.