الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عماد عبد الحليم.. عاش يغني للألم ورحل محملا بالأوجاع

  • مشاركة :
post-title
عماد عبد الحليم

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"ليه حظى معاكي يا دنيا كده.. ليه اتوه وياكي يا دنيا كده" تلك كلمات من أغنية الفنان الراحل عماد عبد الحليم، تعبر عن كم الحزن الذي عاشه داخليًا، فهو الشاب الذي ترك أهله وهو ابن الثانية عشرة من عمره، وذهب وراء حلم الغناء، سار في الدروب يعافر ويحفر في الصخر ليحقق ما يريد، ورغم أن الحظ ساعد موهبته وأبرزها، إلا أن التأثيرات الاجتماعية كانت ظاهرة عليه في أغلب أعماله.

بداية الطريق

عماد الدين علي سليمان، ابن محافظة الإسكندرية، ولد عام 1960، وقادته المصادفة لأن يشق طريقة للغناء، ويحكي عن البدايات قائلًا في لقاء نادر: "أول من قدمني للمسرح شقيقي محمد على سليمان عام 1972، فقد كان هناك منتج يقيم حفلات في شهر رمضان، وكنت أذهب لأغني هناك، مقابل 30 قرشًا كنت أصرف أغلبها في التاكسي الذي أذهب به إلى الحفلة".

وتطرق عماد إلى سبب تغيير اسمه وارتباطه بعبد الحليم حافظ في اللقاء نفسه قائلًا: "بينما كنت أغني في أحد الأفراح وكان عبد الحليم موجودًا، ولم أكن أعرف شكله، خاصة أننا أسرة فقيرة ولا نملك تليفزيون أو راديو أو أموالًا لشراء مجلة، وحينما سمعني أغني وجدته يتواصل مع شقيقي ويسأله عن عمري، ويطلب منه أن أذهب معه إلى حفله ليقدمني إلى الجمهور على المسرح، وكنت صغيرًا جدًا ولا أعرف قيمة هذا الموقف في حياتي، لكنه كان مؤثرًا وتغيرت حياتي بسبب تلك اللحظة، وذهبت إلى القاهرة ومن هنا تحول اسمي إلى عماد عبد الحليم".

"فتي النيل الأسمر" كما كان يلقبه جمهوره، لم تتوقف علاقته بالعندليب الأسمر عند حد تقديمه في أحد الحفلات، لكنه قدّم له بعض النصائح التي تساعده في مشواره الفني، وطلب منه أن يكون نفسه ولا يقلد أحدًا حتى يصل إلى ما يريد، وأن يتخلص من تأثيره عليه ويقدم كل ما هو جديد، حسبما أكد عماد في لقاء تلفزيوني له.

الوحدة عنوان

يُشير عماد إلى فضل التلفزيون في انتشاره الفني، ويقول: "التلفزيون له فضل كبير جدًا على مشواري الفني، إذ زاد من انتشاري وجعل عددًا كبيرًا من الناس يعرفونني".

"الوحدة" كانت عنوان عماد عبد الحليم، والحنين إلى أسرته كان ظاهرًا في أغانيه، وهو ما قاله في أغنيته الشهيرة المدن: "مهما خدتنى المدن وخدتنى ناس المدن دايمًا صورتك في قلبي دليلي فى المدن، أطوي المدن واجيكي عطشان لنور عينيكي، وارمي روحي عليك تطبطبي وتضمي، مابحسش بالبراح ده إلا فى قلبك يا أمي، أيوه فى قلبك يا أمي" ويحكي عن سر هذا الحزن ويقول: "تركت أهلي في سن صغيرة وعشت وحيدًا، وزادت وحدتي بعدما توفى عبد الحليم حافظ، فقد كنت شابًا فقيرًا سعى والده لأن يربيه هو وإخوته بكل ما أوتي من قوة، لكن في النهاية سرت في كل الدروب بدون مساعدة".

ندم

وبعد انتهائه من تلك الكلمات سألته المذيعة هل هناك فعلًا ما تندم عليه في مشوارك؟.. فرد قائلًا بكل حزن: "نعم فلم يكن هناك أي شخص استشيره في أموري، وهذا ما جعلني أقع في أخطاء كثيرة ندمت عليها جدًا بعد ذلك، حتى حينما أحببت فتاة لم تكتمل قصتنا أو تتطور إلى الزواج وهذا زاد من عذابي".

طيبة قلب وقبول

كان ما يسعد عم المطربة المصرية أنغام هو نجاحه في أغانيه، والأطفال، ويعيش الأمور الإنسانية البسيطة، وكانت ابنة شقيقه تعشقه وتحكي عنه في لقاء وتقول: "هو الصوت الذي لم يعد موجودًا، الحس والشخصية وطيبة القلب، والقبول عند الناس، وهو ما أثّر فيّ كثيرًا وأنا أعشقه".

في المقابل لم ينس عماد عبد الحليم فضل شقيقه محمد علي سليمان عليه في مشواره الفني، وحرص أن يذكره في كل لقاء وقال عنه: "أنت أستاذي وأفضالك عليّ كثيرة لا تُنسى، ومهما حاولوا أن يفرقوا بيننا لن يحدث هذا".

مواهب متعددة

لم تتوقف موهبة عماد عبد الحليم على الغناء فقط، بل دخل عالم التمثيل وقدّم عددًا من الأعمال، ففي التلفزيون شارك في مسلسلات "الضباب"، "العندليب الأسمر"، وغيرهما، كما تواجد على المسرح من خلال "نعم ولا" للأطفال، ومسرحية "للسيدات فقط"، ومسرحية "النهارده آخر جنان".

سر النجاح

الأغنية التي كان يقدمها عماد عبد الحليم كانت تنتشر سريعًا بين الناس، ويحكي عن سر هذا النجاح قائلًا: "الإحساس بالكلمة والجملة اللحنية هو السر، فأنا أحب أن اختار الكلمة التي تمس قلبي لكي تصل لكل الناس".

رحيل

في 20 أغسطس 1995، رحل فتى النيل الأسمر وهو يشعر بأنه لم يأخذ حقه من الحياة كما كان يتمنى، عاش يعاني الوحدة ويصرخ في أغانيه "ليه حظي معاكي يا دنيا كده".