الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحظر الجوي أم الدرع الأوروبية؟.. خيارات "الناتو" لمواجهة معضلة المسيرات فوق أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
دعوات إلى فرض حظر جوي فوق أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع تصاعد الانتهاكات الروسية للمجال الجوي لدول حلف شمال الأطلسي، عادت الدعوات لفرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا إلى الواجهة، في تذكير بالشعار الذي رفعته المظاهرات المؤيدة لكييف عام 2022، وحسب صحيفة "ذي كييف إندبندنت"، فقد أثار هذا التطور نقاشات جدية داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأوروبية.

استفزازات متكررة

شهدت الأيام الأخيرة توغلات طائرات حربية ومسيّرات داخل أجواء أعضاء الناتو، أشارت أصابع الاتهام بشكل رئيسي إلى روسيا بشأنها، ما دفع الحلف إلى إطلاق مهمة جديدة تحت اسم "الحارس الشرقي"، هذه التطورات أعادت طرح ملف إغلاق الأجواء الأوكرانية على الطاولة مجددًا.

وأكد كوستيانتين كريفولاب، خبير شؤون الطيران، في حديثه لـ"ذي كييف إندبندنت" أن الناتو كتحالف دفاعي يتحرك بردود فعل على خطوات روسيا، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على استعداد الدول الأعضاء للتجاوب.

أوضح المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا، كورت فولكر، أن ما أسماه بـ"الاستفزازات الروسية" قد تجبر الناتو على إعادة التفكير في فكرة حظر الطيران فوق أوكرانيا بعد أن تم رفضها عام 2022 بسبب مخاوف من توسيع الحرب خارج حدود البلاد.

معنى الإغلاق

في السياق الأوكراني، يعني إغلاق الأجواء فرض منطقة حظر جوي يشرف عليها الناتو، بحيث يصبح أي طائرة أو مسيّرة أو صاروخ روسي يدخلها هدفًا مشروعًا للاعتراض أو التدمير.

على الرغم من أن الدفاعات الجوية الأوكرانية عزّزت منذ 2022 بصواريخ باتريوت وNASAMS وIRIS-T وغيرها، فإن محلل الدفاع أناتولي خرابشينسكي يرى أن هذه الأنظمة تظل غير كافية لتغطية كامل البلاد بسبب غياب منظومة متكاملة.

فوائد الحظر

يرى خبراء وفق "ذي كييف إندبندنت"، أن فرض منطقة حظر جوي فوق أجزاء من أوكرانيا، خاصة في الغرب، قد يعزّز بشكل كبير الدفاعات المحلية.

وأوضحت الباحثة فيكتوريا فدوفيتشنكو، من جامعة كامبريدج، أن مثل هذا الإجراء سيسمح بتحرير الأصول الأوكرانية للجبهة الأمامية، وتقوية حماية مدن رئيسية مثل خاركيف ودنيبرو وزابوريجيا، إضافة إلى توفير ملاذ آمن لصناعة الدفاع الأوكرانية.

وشدّد كريفولاب على أن مشاركة الناتو ستمنح أوكرانيا دعمًا حاسمًا، مع إمكانية تبادل الخبرات المكتسبة خلال الحرب.

تحديات أمام التنفيذ

بحسب "ذي كييف إندبندنت"، يتطلب فرض حظر جوي توفر إرادة سياسية قوية إضافة إلى الأصول العسكرية اللازمة، وبينما كان الرفض سائدًا في 2022، فإن الانتهاكات الروسية الأخيرة غيّرت من حسابات الحلف.

ونقلت صحيفة "بلومبرج" أن دبلوماسيين أوروبيين حذروا موسكو من استعداد الناتو لاستخدام القوة، بما في ذلك إسقاط الطائرات الروسية.

مع ذلك، لا يزال الأمر محصورًا في أجواء الناتو، وبدأت وارسو بالفعل بتعديل قوانينها للسماح بإسقاط المسيّرات الروسية فوق أوكرانيا دون انتظار موافقات من الحلف أو الاتحاد الأوروبي.

مقترحات أوروبية

أحد الحلول المطروحة هو توسيع مبادرة "الدرع الجوي الأوروبي"، التي تأسست عام 2022، لتشمل أوكرانيا، ووفقًا لخطة أعدها خبراء بريطانيون، فإن المنطقة ستمتد لحماية محطات الطاقة النووية الثلاث العاملة في أوكرانيا إضافة إلى أوديسا ولفيف.

وأعدت الباحثة فدوفيتشنكو ورقة بحثية بعنوان "الفوز بالمستقبل" أشارت إلى أن هذه المبادرة ستمنح الاستقرار وتدعم الاقتصاد، فضلًا عن تحرير سلاح الجو الأوكراني للتركيز على الجبهة الشرقية.

تطبيق هذه الخطة يتطلب نحو 120 طائرة مقاتلة حديثة، مدعومة بطائرات إنذار مبكر واستطلاع وأنظمة حماية سيبرانية، على أن يخصص 10% فقط من هذا الأسطول لدعم أوكرانيا.

تحالفات محتملة

ولا يستبعد الخبراء خيار التحالفات الثنائية أو الإقليمية، إذ تحدثت "فدوفيتشنكو" عن إمكانية قيام إطار بولندي أوكراني قد يتوسع ليشمل دولًا مثل بريطانيا وفرنسا والسويد وهولندا، مع اعتماد البنية التحتية في بولندا ورومانيا ودعم استخباراتي من دول البلطيق.

كما رجّحت أن يأتي التمويل من الأصول الروسية المجمدة، وأوضحت أن تحالفًا يمتد لخمس سنوات قد يمنح أوكرانيا الوقت اللازم لتطوير قدراتها الذاتية.

ورأى كريفولاب من جانبه، أن مثل هذا التحالف قد يشكّل دفاعًا متعدد الطبقات على طول الجناح الشرقي للناتو، قائلًا إن هذه الدول يمكن أن تعترض الأهداف بمجرد دخولها الأجواء الأوكرانية، دون الحاجة للتورط المباشر في المجال الجوي الروسي.