الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألمانيا تخشى التصعيد.. انقسام في الناتو بشأن الرد على التوغلات الجوية الروسية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

انقسم حلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" حول ما إذا كان ينبغي للحلف أن يجعل إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك المجال الجوي للحلف سياسة رسمية، حيث أشارت بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبولندا ودول البلطيق، إلى ضرورة مواجهة الانتهاكات المستقبلية بالقوة، بينما حثت دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا، على مزيد من ضبط النفس.

بلغت هذه القضية ذروتها خلال اجتماع طارئ لمجلس شمال الأطلسي، أول أمس الثلاثاء، دعت إليه إستونيا بعد أن انتهكت ثلاث طائرات مقاتلة روسية المجال الجوي الإستوني الأسبوع الماضي لمدة 12 دقيقة.

أراد ممثلون من عدة دول، بما في ذلك بولندا وإستونيا، أن يوضح البيان المشترك الصادر عقب الاجتماع أن أي انتهاكات إضافية من جانب روسيا، بما في ذلك الطائرات المأهولة، ستُقابل بالقوة، وفقًا لمسؤولين في الناتو مطلعين على المناقشات، وهو إجراء يملك الحلف سلطة تنفيذه إذا لزم الأمر.

لكن ألمانيا وبعض دول جنوب أوروبا ضغطت لحذف هذه الصياغة من البيان، خشية أن تكون تصعيدية للغاية، بحسب مسؤولين في الناتو.

كما أثار ألكسوس جرينكويش، القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، استياء بعض الدول المشاركة في الاجتماع عندما قال إن التوغل الروسي في إستونيا كان على الأرجح عرضيًا، نظرًا لقلة خبرة الطيارين الروس وتدريبهم غير الكافي، وفقًا لشبكة "سي إن إن".

صعوبة إسقاط المقاتلات

صرح جرينكويش، قائد القيادة الأمريكية في أوروبا والقائد الأعلى للناتو في أوروبا، لصحيفة "لوموند" الفرنسية بأن إسقاط طائرة مقاتلة أخطر بكثير من إسقاط طائرة مسيرة.

وقال: "قرار إسقاط طائرة مسيرة تدخل المجال الجوي أسهل بكثير. علينا أن نأخذ في الاعتبار عوامل مثل مكانها، وما تحتها عند إسقاطها، وما الخطر الذي يشكله الاشتباك معها على السكان، وما التهديد الذي يمثله".

وجاء في البيان الختامي، الذي أيدته جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة، موقف متناقض: "سيستخدم الناتو وحلفاؤه، وفقًا للقانون الدولي، جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسنا وردع جميع التهديدات من جميع الاتجاهات. سنواصل الرد بالطريقة والتوقيت والمجال الذي نختاره".

وأشار المسؤولون إلى أن هذه الحادثة تُبرز صعوبة التوصل إلى إجماع بشأن هذه القضية، حتى مع استمرار روسيا في تجاوز حدود هجماتها على أوكرانيا، التي انحرفت مرارًا إلى أراضي الناتو، ونشر أصولها العسكرية بالقرب من أوروبا.

انتهاك المجال الجوي

خلال الأسبوعين الماضيين فقط، أطلقت روسيا ما يصل إلى 21 طائرة بدون طيار على بولندا، أسقطت بعضها مقاتلات الناتو؛ وحلقت طائرة هجومية روسية بدون طيار فوق رومانيا؛ كما حلقت ثلاث طائرات روسية فوق إستونيا دون إذن، ومع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها؛ وحلقت طائرة عسكرية روسية على ارتفاع منخفض فوق فرقاطة ألمانية في بحر البلطيق نهاية الأسبوع الماضي، وفقًا لما كشفه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس.

كما أعلنت النرويج، الاثنين الماضي، أن روسيا انتهكت مجالها الجوي ثلاث مرات هذا العام وحده: مرتين فوق البحر قرب فاردو في أقصى شمال شرق النرويج، ومرة واحدة فوق منطقة غير مأهولة في مقاطعة فينمارك الشمالية الشرقية.

تشويش إلكتروني أوكراني

لا يزال مسؤولو الناتو والولايات المتحدة وأوروبا يدرسون احتمال أن يكون توغل الطائرات المسيرة في بولندا نتيجة تشويش إلكتروني أوكراني حول مسارها.

قال وزير الخارجية البولندي، راديك سيكورسكي، خلال اجتماع طارئ في الأمم المتحدة: "إذا دخل صاروخ أو طائرة أخرى مجالنا الجوي دون إذن، عمدًا أو عن طريق الخطأ، وأُسقطت وسقط حطامها على أراضينا، فأرجوكم لا تأتون للتذمر".

وأضاف بيستوريوس: "إن توغل الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية الروسية في عمق المجال الجوي البولندي والإستوني، وتحليق فرقاطة ألمانية فوق بحر البلطيق خلال أيام قليلة، يُظهر أن روسيا تختبر حدودها حرفيًا، بما في ذلك حدود دول الناتو، بوتيرة وكثافة متزايدتين".

كما قال الرئيس التشيكي، بيتر بافيل: "يجب أن نرد بشكل مناسب، بما في ذلك إسقاط الطائرات الروسية. ما حدث مؤخرًا في بولندا وإستونيا، وما يحدث في أوكرانيا منذ أربع سنوات، يُقلقنا جميعًا. إذا لم نتحد، فسيحدث ذلك عاجلًا أم آجلًا".

وحث الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، الحلفاء على توخي الحذر، ونصح بعدم المبالغة في رد الفعل، مع التحلّي بالحزم الكافي، لأن الشيء الوحيد الذي تفهمه روسيا هو القوة.