لم يكن مشهد القاعة شبه الخاوية الذي أحرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإشارة الوحيدة للعزلة الدولية المتزايدة التي تعاني منها إسرائيل، لا سيما في ظل تصاعد دعوات مقاطعة دولية وعالمية في المجالات الرياضية والثقافية والفنية.
كان قد غادر العشرات من مندوبي عدة دول قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو المنصة لإلقاء خطابه حول الوضع في الشرق الأوسط أمام زعماء العالم.
وبينما كان يتحدث نتنياهو، دوّت صيحاتٌ في أرجاء القاعة، وظلّ الوفد الأمريكي -الذي يدعّم نتنياهو سياسيًا- في مكانه، في مشهد عكس غضبًا دوليًا من ممارسات إسرائيل المخالفة للقانون الدولي والإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تم إلغاء الحفلات الموسيقية في أوروبا التي تضم موسيقيين إسرائيليين، وانضم أكثر من 400 فنان إلى حملة سحب موسيقاهم من منصات البث في إسرائيل، كما تواجه الأخيرة الآن تعليقًا محتملًا من مسابقة الأغنية الأوروبية العام المقبل، التي ستقام في فيينا.
أيضًا، يدرس الاتحاد الأوروبي (الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل) فرض عقوبات على تل أبيب، في حين تراجعت مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون" للبحث والابتكار التابع للاتحاد بشكل حاد، بعدما تجنّب الأوروبيون المشروعات المشتركة مع المؤسسات الإسرائيلية.
وفي حين أظهر استطلاعٌ للرأي الشهر الماضي أنّ أغلبية الإسرائيليين يخشون عدم قدرتهم الآن على السفر إلى الخارج بسبب التهديدات الأمنية والانتقادات العالمية المُتزايدة، حذّرت حكومتهم الأسبوع الماضي، من أنّ العنف ضدّ الإسرائيليين في الخارج قد يكون مُحفّزًا بذكرى هجوم 7 أكتوبر.
في مجال صناعة السينما تعهّد آلاف الممثلين والمخرجين الدوليين وغيرهم من العاملين بالمجال بعدم العمل مع مؤسسات السينما الإسرائيلية التي يصفونها بالمتورطة في إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال آدم يكوتيلي (فنان يبلغ من العمر 39 عامًا من تل أبيب) الذي عارضت أعماله العدوان الإسرائيلي على غزة والاحتلال العسكري للضفة الغربية: "هذا أمرٌ قائم منذ عامين، ولكن مع توالي العقوبات، سنشهد المزيد منه".
ومع ذلك، من غير الواضح تمامًا ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤثر على الحكومة الحالية في إسرائيل -الأكثر يمينية في تاريخها- أو ما إذا كانت ستؤثر على العديد من الإسرائيليين اليهود.
في هذا السياق، قال جدعون راهط، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: "الكثير من الإسرائيليين قلقون بشأن العزلة الدولية، لكن معظمهم ليسوا من مؤيدي نتنياهو، وخاصةً ليسوا من قاعدته الشعبية".
تُبرز استطلاعات الرأي الانقسام العميق في إسرائيل إثر الحرب على غزة، فقد أظهر أحدها الأسبوع الماضي أن 59% من الإسرائيليين قلقون من منع تل أبيب من المشاركة في الفعاليات الثقافية والرياضية، في حين كانت النسبة كانت أعلى بكثير بين ناخبي المعارضة.