الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل المنبوذة.. انسحاب الوفود خلال خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة

  • مشاركة :
post-title
الإسرائيليون يطالبون بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المتوقع أن تنسحب الوفود الدولية من القاعة عندما يلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت لاحق اليوم الجمعة، وفق ما حذرت الصحف الإسرائيلية.

وسارعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى تبرير الانسحاب الجماعي المتوقع خلال خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، زاعمة أن البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة وزعت رسالة رسمية على البعثات في نيويورك تحث فيها على الانسحاب المنسق خلال كلمة رئيس وزراء الاحتلال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الساعة الرابعة عصر اليوم الجمعة.

وذكرت الصحيفة في تقرير منفصل أن نتنياهو سيستخدم وسائل بصرية خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف لفت الانتباه العالمي إلى هجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، في ظل موجة جديدة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية وضغوط دولية لإنهاء الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو عقد اجتماعين رئيسيين مع كبار مستشاريه أمس الخميس؛ ركز الاجتماع الأول على ما وصفه مسؤول إسرائيلي بـ"الضربة" التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قال إنه "سيمنع" نتنياهو من ضم كل أو أجزاء من الضفة الغربية، وركز الثاني على الاستعدادات النهائية لخطاب نتنياهو، الذي من المقرر أن يعتمد بشكل كبير على الوسائل البصرية لتذكير العالم بما وصفته "جيروزاليم بوست" بفظائع 7 أكتوبر.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما يلقي خطابه في الأمم المتحدة اليوم الجمعة، سيكون على رأس دولة تُعامل بشكل متزايد وكأنها منبوذة، حتى من قبل بعض حلفائها منذ فترة طويلة.

وأضافت الصحيفة أن الدول الغربية غاضبة من تصعيد إسرائيل لهجومها على قطاع غزة، وقد اعترف العديد منها بالدولة الفلسطينية، ويدرس الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية وعقوبات على تل أبيب.

كما أعرب الناخبون الديمقراطيون في الولايات المتحدة عن اشمئزازهم في استطلاعات الرأي، وتظهر تصدعات في دعم الجمهوريين. ويتزايد احتمال المقاطعة الرياضية والثقافية، وقد شعر السياح الإسرائيليون بعدم الترحيب في بعض الدول.

حتى رحلة نتنياهو إلى نيويورك أمس الخميس كانت محفوفة بالمخاطر، إذ كان من الممكن أن يعرضه هبوط غير مخطط له في أوروبا للاعتقال بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. واتخذت رحلة نتنياهو مسارًا بديلاً أطول لتجنب بعض الأجواء الأوروبية، فيما قد يكون محاولة لتجنب المشاكل المتعلقة بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة لحماية إسرائيل من اللوم. لكن مع اجتياحها الأخير لمدينة غزة، أصبح وقف إطلاق النار الذي كان يأمله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبعد منالًا، ومع تعبير بعض اليمين الأمريكي عن غضبه، فقد يتغير هذا أيضًا.

ونقلت الصحيفة عن مايكل أورين، المؤرخ والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة: "القلق هو أن الوضع قد وصل إلى نقطة تحول. لسنا دولة منبوذة بعد، ولكن قد نصبح كذلك".

في الشهر الماضي، دعت 28 دولة متحالفة مع الغرب، والتي كانت قد اصطفت إلى جانب إسرائيل بعد هجوم الفصائل في 7 أكتوبر 2023، جيش الاحتلال إلى إنهاء الحرب على غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

كما انتقدت هذه الدول القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية، والتي ساهمت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، ما أدى إلى تصنيفها من قبل وكالة تابعة للأمم المتحدة على أنها مجاعة.

اعترفت 10 دول - من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا - بدولة فلسطين الأسبوع الماضي، على أمل إحياء عملية السلام المتعثرة منذ فترة طويلة.

ولم تنضم ألمانيا، أحد أقرب حلفاء إسرائيل، إلى الدعوات لوقف إطلاق النار أو الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية، لكنها أوقفت بعض الصادرات العسكرية.

اتهمت عدة دول إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وكذلك فعل علماء بارزون في مجال الإبادة الجماعية وخبراء من الأمم المتحدة وبعض منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية. وتحقق محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، في اتهامات الإبادة الجماعية.

كتب إيتامار آيشنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "هذه حقيقة مرة بدأت تنتشر كالنار في الهشيم خارج نطاق العلاقات الدبلوماسية. إسرائيل تصبح بالفعل دولة منبوذة".

يرى حوالي نصف الأمريكيين أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة "تجاوز الحدود"، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة.

أظهر استطلاع حديث أجرته جامعة ماريلاند أن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقارنة بـ 6% فقط يتعاطفون أكثر مع إسرائيل.

ووجد الاستطلاع نفسه انقسامًا متزايدًا بين الجمهوريين، حيث أظهر الشباب دعمًا أقل بكثير لإسرائيل. فبينما قال 52% من الجمهوريين الذين تبلغ أعمارهم 35 عامًا فأكثر إن أفعال إسرائيل في غزة مبررة بموجب حق الدفاع عن النفس، وافق 22% فقط من الجمهوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا على ذلك.

ظهر الجمهوريون المسيحيون الإنجيليون، وهم حصن منيع من أنصار إسرائيل، بانقسام أصغر ولكنه مهم، حيث قال 59% من كبار السن و36% من الشباب إن تصرفات إسرائيل مبررة.

قال شبلي تلحمي، الأستاذ الذي أعد الاستطلاع: "هذا أمر غير مسبوق، وأقول ذلك بصفتي شخصًا يجري أبحاثًا حول هذه القضية منذ عقود". وأضاف: "استطلاعات الرأي تشير إلى تحول جذري يضاهي الميل نحو التدخل الأجنبي بعد حربي فيتنام والعراق. لدينا جيل من غزة، وأعتقد أن هذا الجيل لا يثق بإسرائيل، ويرى فيها مصدر مشكلة، ويرى أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية في معظمه. ولا أعتقد أن هذا سيتغير بعد انتهاء الحرب".