لا يزال اسم رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، المدان بجرائم أخلاقية، يثير الجدل والأزمات بل والشبهات لمن يقترب منه، وهو ما كشفته رسالة بريد إلكترونية أظهرت رسائل ودية سرية لدوقة يورك سارة فيرجسون أرسلتها لرجل الأعمال المشبوه، وذلك بعد اعتذارها في مقابلة تلفزيونية عن ندمها على قبول أموال منه وزعمها قطع علاقتها به.
في العاشر من شهر أغسطس عام 2019، عُثر على إبستين ميتًا في زنزانته ضمن مركز ميتروبوليتان الإصلاحي في نيويورك، حيث كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لأغراض غير أخلاقية.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل أون صنداي" البريطانية في تقرير لها، عن فضيحة جديدة تتعلق بدوقة يورك سارة فيرجسون وعلاقتها بالملياردير الأمريكي المدان بقضايا الاستغلال الجنسي للقاصرات جيفري إبستين، بعد أن أظهرت رسائل بريد إلكتروني مسربة، تناقضا صارخًا بين تصريحاتها العلنية ومراسلاتها الخاصة، ما يهدد بفتح باب جديد من الفضائح للعائلة المالكة البريطانية.
سارة فيرجسون، دوقة يورك، ولدت 15 أكتوبر 1959، هي مطلقة الأمير أندرو دوق يورك، والابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، دوق إدنبره. معروفة بالاسم المستعار فيرجي لها أنشطة خيرية، وكاتبة، ومنتج أفلام ومذيعة تلفزيونية.
تودد واعتذار
أرسلت دوقة يورك رسالة خاصة لإبستين في أبريل 2011، بعد أسابيع فقط من إعلانها العلني قطع علاقتها به، وصفت فيها الملياردير بأنه: "صديق ثابت وكريم ومتميز"، واعترفت بأن ابتعادها عنه أمام الإعلام لم يكن سوى خطوة لحماية سمعتها.
وأضافت في رسالتها، أنها تشعر بالاعتذار لخذلانها له، مؤكدًة أنها اضطرت لإدانته علنا للحفاظ على مسيرتها المهنية ككاتبة لأدب الأطفال، وأن رسالتها جاءت "من أعماق قلبها".
وتأتي هذه الرسالة بعد أقل من شهرين من تصريحها العلني للصحفيين في مارس 2011، بأنها لن تقيم أي علاقة مع إبستين مجددًا.
وجاءت هذه التصريحات تحت ضغط الكشف عن قيام إبستين بسداد ديون بقيمة 15 ألف جنيه إسترليني لها، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية حينها.
أجرت الدوقة مقابلة مع صحيفة "لندن إيفنينج ستاندرد" في مارس من ذلك العام، اعتذرت فيها عن "الخطأ الفادح في التقدير" بالتعامل معه وقبول أمواله، ووعدت بأنها لن تتعامل معه أبدًا مرة أخرى، ولكن في أبريل، وفقًا للرسائل الإلكترونية، أرسلت إلى إبستين قائلةً "إنها يجب أن تعتذر من صميم قلبها".
وكتبت: "أعلم أنك تشعر بخيبة أمل شديدة مني"، مؤكدةً أنها لم تستخدم التعبير المتعلق بجرائم غير أخلاقية في مقابلتها التي أدانت فيها إبستين. وأضافت: "لطالما كنتَ صديقًا وفيًا وكريمًا وعظيمًا لي ولعائلتي".
تواصل مستمر
وكشفت البريد الإلكتروني المسرب أن الدوقة واصلت تواصلها مع إبستين بشكل خاص، حيث شكرته في يناير 2011 على مساعدته في سداد ديونها الضخمة التي تجاوزت 5 ملايين جنيه إسترليني.
وأكد تقرير الصحيفة أن المراسلات بين الطرفين استمرت حتى بعد خروج إبستين من السجن في فلوريدا عام 2009، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن 18 شهرًا بتهمة التحريض على الدعارة مع قاصرات.
تبرير الرسائل
وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، قال متحدث باسم الدوقة: "تحدثت الدوقة عن ندمها على ارتباطها بإبستين منذ سنوات عديدة، وكما كان الحال دائمًا، فإن أول ما تفكر فيه هو ضحاياه".
وأضاف: "بمجرد أن أدركت حجم الادعاءات الموجهة إليه، لم تكتفِ بقطع الاتصال به، بل أدانته علنًا، لدرجة أنه هددها بمقاضاتها بتهمة التشهير لربطه بينه وبين الجرائم الأخلاقية ضد الأطفال".
وبرر المحامي: "أُرسلت الدوقة هذه الرسالة الإلكترونية في سياق النصائح التي تلقتها لمحاولة تهدئة إبستين وتهديداته، إنها لا تتراجع عن أي شيء قالته حينها".
فضائح العائلة المالكة
تم الكشف عن رسالة الدوقة الإلكترونية بعد أيام من حضورها جنازة دوقة كينت كاثرين وورسلي، التي صُوّرت على درجات كاتدرائية وستمنستر، مقر العائلة المالكة.
وهذه الرسائل الإلكترونية التي كشف النقاب عنها مؤخرًا تهدد بموجة جديدة من الفضائح داخل العائلة المالكة البريطانية، وتثير تساؤلات حول مصداقية دوقة يورك ككاتبة لأدب الأطفال وراعية للجمعيات الخيرية الخاصة بهم.
وبحسب الصحيفة، وصف الكاتب الملكي أندرو لوني هذه الرسائل بأنها تُظهر "وجها مزدوجًا" للدوقة، معتبرًا أنها تمثل "ضررًا جديدًا للسمعة".