الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تعتيم على "ملفات إبستين".. اتهام جابارد بـ"الخيانة" يثير غضب رجال أوباما

  • مشاركة :
post-title
مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد والرئيس الأسبق باراك أوباما

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رغم أن مزاعم إدارة دونالد ترامب حول "المؤامرة" و"الخيانة" التي قِيل إن إدارة باراك أوباما مارستها من أجل تقويض فوز الرئيس الحالي في انتخابات 2016، تبدو بالنسبة للمساعدين السابقين الذين عملوا في البيت الأبيض في عهد أوباما "تحمل رائحة اليأس من جانب رئيس يكافح لتحويل التركيز من الفضيحة الناشئة حول جيفري إبستين"، لكن مع ذلك، فإنهم لا يزالون يتصارعون مع كيفية احتواء الاتهامات غير المسبوقة التي وجهتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، حتى مع رفضهم لها باعتبارها سخيفة.

ويشير تقرير لشبكة NBC News، اعتمد على مقابلات أُجريت مع عدد من الذين عملوا في البيت الأبيض في عهد أوباما أو في حملاته الانتخابية، إلى أن أحداث الأسبوع الماضي "تحوَّلت إلى محاولة لموازنة الرسائل بين إضفاء صفة التبرير غير الضروري على مزاعم أن أوباما أمر بتحليل استخباراتي كاذب لإظهار أن روسيا عملت على مساعدة ترامب في الفوز بانتخابات 2016، وبين إفساح المجال لتضخم الاتهامات دون رادع".

وينقل التقرير عن مسؤول سابق في إدارة أوباما: "المعركة الآن هي استغلال هذه الفرصة لضمان عدم تسلل أفكارهم إلى جمهور أوسع نطاقًا".

وأضاف أنه من المهم الوصول إلى "الجمهوريين التقليديين"، الذين سيستمعون إلى أعضاء الكونجرس الذين اعتبروا الاتهامات الموجهة ضد أوباما "تجاوزت الحدود".

تولسي جابارد خلال اتهامها إدارة أوباما في المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض
اتهامات وتلاعب

يشير التقرير إلى أن بعض العاملين السابقين في إدارة أوباما أعربوا عن شكوكهم بشأن ما يمكن توقعه من ترامب أو مساعديه، مشيرين إلى أن الإدارة قد تُصبح أكثر تفاؤلاً لصرف الانتباه عن سلسلة من التقارير المثيرة للجدل حول إبستين، والتي يُكافح ترامب جاهدًا لكبح جماحها.

وينقل عن جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) في إدارة أوباما: "لا أعلم ما يخبئه المستقبل، ولا أعلم ما هي خططهم ونواياهم.. أجد كل هذا مُقلقًا للغاية عندما يُمارسه أفراد يشغلون مناصب مهمة كهذه، وهم يعلمون أن ما يفعلونه خطأً".

كما أكد مدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر الرأي نفسه بشأن نوايا إدارة ترامب، وقال لشبكة CNN إنه "سيستعين بمحام".

وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف اتهما مسؤولين في إدارة أوباما بالتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية والتآمر لتقويض شرعية فوز ترامب في عام 2016.

ونشرت جابارد على مواقع التواصل الاجتماعي أنها ستُحيل ملفًا جنائيًا إلى وزارة العدل، ثم صعّدت من ضجة الاتهامات من قاعة الإحاطة بالبيت الأبيض.

مع هذا -بشكل عام- يؤكد مساعدو أوباما السابقون بشكل قاطع أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأنهم لا يعتقدون أنها ستؤدي إلى أي نتيجة.

ويشير رجال أوباما السابقون إلى تحقيق أجراه مجلس الشيوخ عام 2020، والذي أيّد تقييم وكالات الاستخبارات بأن روسيا نشرت معلومات مضللة على الإنترنت وتسريب رسائل بريد إلكتروني مسروقة من اللجنة الوطنية الديمقراطية لتقويض ترشح هيلاري كلينتون عام 2016 ومساعدة ترامب. 

وكان وزير خارجية ترامب الحالي ماركو روبيو، هو القائم بأعمال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ آنذاك، والذي أيد النتائج.

وقال برينان لـNBC News: "لا أساس واقعي لادعاءات تولسي جابارد.. إنها تنتقي معلومات من وثائق مختلفة خارج سياقها ومشوّهة".

وأضاف: "بالنسبة لي، من الواضح أنها إما لم تقرأ تقييم مجتمع الاستخبارات أو أنها تكذب عمدًا بشأن محتوياته".

جيفري إبستين مع ترامب وزوجته
مثير للريبة

يرى حلفاء أوباما أن توقيت الاتهامات التي أثارتها مديرة الاستخبارات الوطنية "مثير للريبة"، إذ ظهرت هذه الاتهامات في الوقت الذي يواجه فيه ترامب صعوبة في كسب تأييد قاعدته الانتخابية بعد أن أعلنت إدارته أنها لن تنشر المزيد من الوثائق المتعلقة بإبستين، المدان بجرائم جنسية، والذي واجه سلسلة من اتهامات الاعتداء على نساء قاصرات قبل انتحاره.

ويوم الأربعاء، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المدعية العامة بام بوندي أخبرت ترامب، في مايو الماضي، أن اسمه يظهر في ملفات إبستين، على الرغم من أنه، في يوليو الحالي، قال للصحفيين إن بوندي لم تخبره بأنه اسمه ورد.

أيضا، في خضمّ عاصفةٍ لم يُخمِدها ترامب بعد أن وجّهت إدارته اتهاماتٍ ضد أوباما، أعاد ترامب نشر فيديو مُزيّف، مُولّد بالذكاء الاصطناعي، يُظهر اعتقال أوباما على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبمجرد أن استخدمت جابارد كلمة "خيانة"، صعّد فريق أوباما من خطابه، ما دفع المتحدث باسم الرئيس الأسبق إلى إصدار بيان استنكر اتهامات جابارد دون ذكر إبستين، لأنها "لا تليق بكرامة الرئيس السابق"، وفقًا لمسؤول سابق في إدارة أوباما.

وقال باتريك رودنبوش، المتحدث باسم أوباما، في البيان: "احترامًا لمكتب الرئاسة، لا يُقدّر مكتبنا عادةً الهراء والمعلومات المضللة التي تتدفق باستمرار من البيت الأبيض".

وأضاف: "لكن هذه الادعاءات شنيعة بما يكفي لتستحق الرد.. هذه الادعاءات الغريبة سخيفة ومحاولة واهية لتشتيت الانتباه".