ألقت الأدلة على علاقة السفير البريطاني لدى لولايات المتحدة الأمريكية اللورد بيتر ماندلسون بالملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، بظلالها القاتمة على منصبه، إذ يواجه تساؤلات حول الشراكة التجارية مع إبستين المتهم بارتكاب جرائم أخلاقية، وسط مطالبات بإقالته.
مطالبة بإقالته
طالب نواب من حزب العمال البريطاني بإقالة اللورد ماندلسون بسبب علاقاته بجيفري إبستين، وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وقالت بيل ريبيرو-آدي، المرشح اليساري لمنصب نائب زعيم حزب العمال الشاغر، "إنه يجب إحالة السفير الأمريكي إلى التحقيق من قِبل مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأخلاقيات، السير لوري ماجنوس.
وصرّحت كيم جونسون، النائبة عن ليفربول ريفرسايد، "أن اللورد ماندلسون متواطئ وما كان ينبغي تعيينه أصلًا".
وأجابت ريبيرو-آدي عمّا إذا كان ينبغي على اللورد ماندلسون البقاء في منصبه كسفير قائلة: "لا، أعتقد أن هذا سيُقلق الكثيرين". وأكدت على ضرورة فتح داونينج ستريت تحقيقًا.
وذكرت جونسون: "أتفق تمامًا مع بيل. لكن الحقيقة هي أن هذا كان معروفًا قبل توليه هذا المنصب في أمريكا كسفير".
استجواب ستارمر
كذلك، صرّحت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين، اليوم الأربعاء، لمجلس العموم: "يقال إن السفير أعرب عن أسفه التام، لكن ضحايا جيفري إبستين طالبوا بإقالة اللورد ماندلسون".
أُدين جيفري إبستين عام 2019 بتهم أخلاقية واستغلال الأطفال والاتجار بالبشر بين عامي 2002 و2005.
وذكرت بادينوخ: "تلك هي الفترة التي وصف فيها اللورد ماندلسون جيفري إبستين بأنه صديقه المقرب، هل كان رئيس الوزراء على علم بهذه العلاقة القوية عندما عيّن اللورد ماندلسون سفيرًا لنا في واشنطن؟".
رفض السير كير ستارمر الإجابة، قائلًا: "كما توقعت هي والمجلس، اتُبعت الإجراءات القانونية الواجبة بالكامل خلال هذا التعيين، كما هو الحال مع جميع السفراء".
وأضاف: "أعرب السفير مرارًا وتكرارًا عن أسفه العميق. وهو مُحق في ذلك. إنه يلعب الآن دورًا مهمًا في العلاقات البريطانية الأمريكية".
تأتي هذه الدعوات لإقالته بعد أن كشفت صحيفة "ذا تليجراف" أن اللورد ماندلسون عمل مع إبستين في صفقة تجارية بقيمة مليار جنيه إسترليني بعد إدانته بجرائم أخلاقية ضد الأطفال.
فتح تحقيق
طالب الديمقراطيون الليبراليون بإجراء تحقيق فيما إذا كان اللورد ماندلسون قد انتهك قانون الخدمة الدبلوماسية.
وقال السير إد ديفي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي: "إن اللورد ماندلسون لديه أسئلة خطيرة للإجابة عليها بشأن علاقته مع تاجر البشر جيفري إبستين.
وأضاف: "تحتاج لجنة الخدمة المدنية إلى النظر فيما إذا كان السفير قد انتهك قانون الخدمة الدبلوماسية من خلال عدم توضيح الأمر في وقت سابق، ومع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا يمكننا أن نتحمل وجود سفير لدى الولايات المتحدة متورط في أسرار محرجة".
نشر ملفات ماندلسون
وصف المحافظون ستارمر بالغارق في حالة من الفوضى الكاملة خلال أسئلة اليوم. وقال متحدث باسم الحزب: "من الواضح أن هناك أسئلة يرفض الإجابة عليها، لأنه يبدو أنه كان يعلم أن بيتر ماندلسون كان على علاقة قوية مع جيفري إبستين، ومع ذلك اختار تعيينه في أحد أهم الأدوار الدبلوماسية والاقتصادية في بلدنا."
وأضاف: "لقد وضع رئيس الوزراء حزبه وصديقه ماندلسون فوق أمننا القومي. الشفافية الكاملة وحدها كافية الآن. يجب على ستارمر أن ينشر فورًا جميع الوثائق المتعلقة بتعيين اللورد ماندلسون".