أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن الانقسام الفلسطيني الذي وقع عام 2007 هو السبب الرئيسي وراء كل الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جميع الحروب السبع التي شهدها القطاع وقعت في سنوات الانقسام.
أوضح الدويري في لقاء خاص ببرنامج "الجلسة سرية" على قناة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي سمير عمر، أن "أول حرب إسرائيلية على غزة اندلعت في ديسمبر 2008، وتلتها ست حروب أخرى، وصولًا إلى الحرب الحالية، وكلها جرت بعد الانقسام. أما قبل 2007، فلم تكن هناك حرب واحدة".
وعن موقف مصر خلال حرب غزة الأولى (2008–2009)، قال الدويري إن القاهرة لعبت دورًا محوريًا بعد الحرب، حيث أطلقت مبادرة لإعادة الإعمار، واستضافت مؤتمرًا دوليًا في شرم الشيخ عام 2009، تم خلاله تخصيص 5 مليارات دولار، إلا أن هذه الأموال لم يُصرف منها دولار واحد؛ بسبب رفض المجتمع الدولي التعامل مع حكومة حماس في غزة آنذاك.
أكد اللواء الدويري أن الاتهامات والانتقادات التي وُجّهت للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بشأن موقفه من القضية الفلسطينية هي "ظلم فادح لا يستند إلى حقائق". وقال إن الرئيس الراحل مبارك كان "داعمًا بشكل كامل للموقف الفلسطيني"، منذ اتفاق أوسلو وحتى نهاية حكمه.
وروى الدويري أن الرئيس مبارك تعامل مع اجتياز حماس للحدود المصرية عام 2008 بمنتهى الهدوء والمسؤولية، حيث كانت تعليماته: "سيبوا الناس تدخل، جائعين وعطشانين، سيبوهم كام يوم وبعدين هيرجعوا تاني". وأضاف أن مبارك لم يصدر أي تعليمات بإطلاق طلقة واحدة على من عبروا الحدود.
اتفاقية الوفاق الوطني
كشف اللواء الدويري أن اتفاقية "الوفاق الوطني" التي وُقّعت من قِبل حماس في عهد الإخوان المسلمين، هي نفسها التي تمت صياغتها بالكامل في عهد الرئيس مبارك.
وأكد الدويري أنه "للتاريخ"، لم يتم تغيير كلمة واحدة في الاتفاقية، التي تم التوقيع عليها بعد جهد مضنٍ استمر ثلاث سنوات، قادته المخابرات المصرية مع جميع الفصائل الفلسطينية.
وقال: "لقد حبسناهم –بالمعنى الإيجابي– داخل مقر الجهاز.. وقلنا لهم: لن تغادروا قبل أن نصل إلى اتفاق".
ووصف الدويري توقيع الاتفاقية في عام 2011 بأنه كان "لحظة تاريخية" في وقت بالغ الصعوبة بالنسبة لمصر. وشدد على أن "من يريد المصالحة الفلسطينية اليوم، عليه أن يعود إلى اتفاقية 2011. لقد كانت اتفاقية شاملة، واضحة، متزنة، وواقعية.. لم يُصغ مثلها قبلها، ولن يُصاغ مثلها بعدها".