أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن مصر ليست وسيطًا في القضية الفلسطينية، بل "شريك كامل" في هذا الملف، مشيرًا إلى دورها الممتد لعقود طويلة، وأن المصالحة الفلسطينية ليست سوى جزء بسيط من هذا الجهد.
موقف مصري ثابت
أكد "الدويري"، في حديثه لبرنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الإعلامي سمير عمر، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية "ثابت لا يتغير"، ويقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الدويري، الذي شارك في مئات الاجتماعات على مدى 40 عامًا، أن الظروف الحالية للقضية الفلسطينية "ليست جيدة"، مشددًا على أهمية استفادة الفلسطينيين والإسرائيليين من التجربة المصرية في مفاوضات السلام، بما في ذلك معاهدة السلام الموقعة عام 1979 ومفاوضات طابا.
وقال: "لن تؤسس دولة فلسطينية دون مفاوضات".
وأشار إلى أن الجهد المصري في هذا الملف يتم بفضل "منظومة عمل متكاملة" مدعومة من القيادة السياسية وقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، وأن "الوفد الأمني المصري المتفاني" لا يزال يعمل ليل نهار.
الانقسام الفلسطيني.. النكبة الثالثة
اعتبر الدويري أن الانقسام الفلسطيني الذي حدث عام 2007 كان "النكبة الثالثة" بعد نكبتي 1948 و1967، وأنه كان "بأيدٍ فلسطينية"، ما دفع مصر لمحاولة معالجة آثاره.
وأوضح أن مصر تنظر دائمًا إلى "المصلحة الفلسطينية العليا" التي تتمثل في إقامة دولة مستقلة لضمان استقرار الأمن القومي المصري والمنطقة بأكملها.
وقال إن حركة حماس نفسها اعترفت بدولة فلسطينية على حدود 1967، رغم عدم اعترافها بإسرائيل.
مصر أكبر داعم للقضية الفلسطينية
أكد وكيل المخابرات المصرية السابق، أن مصر لم تستبعد أي فصيل فلسطيني من جهود المصالحة، وأنها ترى جميع الفصائل "وطنية"، بغض النظر عن اختلاف وسائلها.
كما أشار إلى أن الباب المصري مفتوح أمام جميع الدول للمشاركة في جهود المصالحة، شريطة أن تكون مشاركتهم "إيجابية" وتخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
واستعرض "الدويري" مراحل تاريخية من الدور المصري، بدءًا من اتفاق "أوسلو 2" الذي وُقِّع في القاهرة، ومرورًا بدعم الانتخابات الفلسطينية عام 1996، وصولاً إلى تدريب جميع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مصر لتكون "نواة الدولة الفلسطينية".
وأكد أن هذا الدعم استهدف بناء أجهزة "مهنية وليست فصائلية"، في ظل خلافات دائمة بين فتح وحماس كانت مصر تعمل على إطفاء "حرائقها".