أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن معبر رفح يُعد "معضلة" و"مفترى عليه"، كونه المعبر العربي الوحيد الذي يربط قطاع غزة بمصر والعالم الخارجي.
وفي لقاء ببرنامج "الجلسة سرية" على قناة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي سمير عمر، أوضح الدويري أن هناك معبرًا آخر وهو بيت حانون أو إيرز، ويربط بين شمال غزة والضفة الغربية عبر إسرائيل، ولا يخرج منه إلا قلة لأن شروطه صعبة، لذلك فمعبر رفح هو المعبر الدائم الذي يمر منه مئات آلاف الفلسطينيين.
وأضاف أن المعبر كان تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة منذ عام 1967 حتى عام 2005، مشيرًا إلى أن اتفاقية المعابر الموقعة في 18 نوفمبر 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، برعاية أمريكية، هي التي وضعت شروط تشغيله.
وأشار إلى أن المعبر من الجانب المصري لم يُغلق أبدًا، ولكن تشغيله من الجانب الآخر مرهون بوجود ثلاثة شروط: الحرس الرئاسي الفلسطيني، وهيئة المعابر، وقوات المراقبة الأوروبية.
وشدد على أن مصر لم تكن طرفًا في هذه الاتفاقية، لكنها التزمت بها.
كشف الدويري أن علاقة مصر بحركة حماس كانت جيدة قبل فوزها في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، وأكد أن تلك الانتخابات كانت "حرة ونزيهة"، وأن حماس فازت بها "بذكاء" واستغلالها لضعف شعبية حركة "فتح".
وأضاف أنه بعد فوز حماس، نصحتها مصر عبر اجتماع مع قياداتها في القاهرة بضرورة إدارة قطاع غزة "بعقلية الدولة وليس الفصيل"، وقال: "أخبرناهم أنهم الآن أصبحوا حكومة الشعب الفلسطيني وليس حكومة حماس".
لكن الدويري أشار إلى أن "النظرة الضيقة" غلبت "عقلية الفصيل"، وأن الحكومة التي شكلها إسماعيل هنية لم تكن تعترف بمنظمة التحرير أو بالتزاماتها الدولية، ما جعلها تواجه صعوبات في التعامل مع العالم الخارجي.
وأكد الدويري أن مصر لم تعرقل أبدًا تولي حماس للحكم، بل حاولت مساعدتها، وأن تسليم السلطة من "فتح" إلى "حماس" تم بسلاسة.
وأشار إلي أن "انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية" في غزة عام 2007 كان بمثابة "النكبة الثالثة" للشعب الفلسطيني، بعد النكبة الأولى عام 1948 والثانية عام 1967.
وفي لقاء ببرنامج "الجلسة سرية" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح الدويري أن الانقسام الفلسطيني الذي مر عليه نحو 20 عامًا أصبح "أمرًا عاديًا" بالنسبة للجيل الفلسطيني الجديد، وهو ما يمثل "الطامة الكبرى" وجرحًا "سيظل نازفًا للقضية الفلسطينية لوقت طويل".
وأكد أن إسرائيل "استفادت وعمقت" هذا الانقسام، الذي أصبح "طوق نجاة" لها فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية، لأنها تستخدمه كحجة لعرقلة أي حل سياسي.
كشف الدويري أن الانقسام تم بأيادٍ فلسطينية ساعدت على تأجيج التوتر، مشيرًا إلى محاولات مصرية عديدة لإنهاء هذا الانقسام.
وروى الدويري أنه سأل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعد توقيع اتفاقية الوفاق الوطني عام 2011، لماذا وافق عليها رغم وجود بنود لا تتماشى مع موقفه، فأجابه أبو مازن: "أنا مش عايز أموت وهناك انقسام، الانقسام تم في عهدي ولا أريد أن ألقى وجه الله والانقسام موجود".
وقال الدويري إن أبو مازن وافق على كل ما طلبته مصر من "مرونة كاملة في هذا الاتفاق" رغبةً منه في إنهاء الانقسام.