كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان على علم بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت مجمعًا "سكنيًا" بالعاصمة القطرية الدوحة، خلال اجتماع لقادة حماس، وذلك قبل وقوع الضربة بوقت قصير، وأنه لم يمنعها وأبدى موافقته عليها.
وكانت إدارة ترامب في البيت الأبيض قد ادعت أنها لم تكن على علم بالهجوم إلا بعد إطلاق الصواريخ، مما لم يُتح للرئيس الأمريكي أي فرصة لمعارضة الضربة، حتى أن ترامب نفسه أعلن استنكاره للهجوم، كون قطر دولة حليفة رئيسية للولايات المتحدة الأمريكية.
نتنياهو وترامب
ولكن على عكس ذلك، نقلت الشبكة الأمريكية عن 3 مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن نتنياهو تحدث مع ترامب قبل قصف إسرائيل لقطر، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ترامب صباح الثلاثاء الماضي أن إسرائيل تخطط لمهاجمة قادة حماس قبل وقت قصير من وقوع الضربة.
وأكد المسؤولون الذين كانوا على دراية مباشرة بالأمر أن الرواية التي عرضها الأمريكيون للأحداث الأسبوع الماضي، هي أن الجيش الأمريكي رأى طائرات إسرائيلية في الجو وطلب تفسيرًا من إسرائيل، التي لم تتلقَّ أي تفسير إلا عندما بدأت الصواريخ الباليستية المحمولة جوًا في التوجه نحو مجمع حماس في الدوحة.
خطوة جريئة
بحلول ذلك الوقت، سارع ويتكوف لتحذير القطريين، ولكن كانت الصواريخ قد أصابت الهدف بالفعل، وتم اعتبار قصف حليف للولايات المتحدة دون التشاور مع واشنطن بمثابة خطوة جريئة بشكل لا يُصدّق من جانب إسرائيل، خاصة وأن قيادة حماس كانت تجتمع لمناقشة أحدث مقترحات ترامب للسلام في غزة.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن نتنياهو أبلغ البيت الأبيض في وقت متأخر للغاية من الضربة، لكن ذلك كان مبكرًا بما يكفي لإلغاء الضربة، حيث اتصل بترامب بشأن الضربة الوشيكة حوالي الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت واشنطن، بينما وقعت الانفجارات في الدوحة الساعة 8:51 صباحًا.
إيقاف الهجمة
خلال الاتصال، جرى نقاش على المستوى السياسي بين نتنياهو وترامب، ثم عبر القنوات العسكرية، مؤكدين أن ترامب لم يرفض، ووفقًا للمسؤول الإسرائيلي، لو أراد ترامب إيقاف الهجمة على قادة حماس في الدوحة، لكان بإمكانه ذلك، إلا أنه عمليًا لم يفعل ذلك، ثم انطلقت الصواريخ.
وادعى مسؤولان أن الصواريخ لم تكن قد أُطلقت بعد عندما تحدث ترامب ونتنياهو، وأن إسرائيل كانت ستلغي الضربة لو اعترض ترامب عليها، لكنه أكد أن الاحتلال قرر الموافقة على نفي البيت الأبيض للمعرفة المسبقة، حيث سارع نتنياهو على الفور إلى التأكيد على أن الهجوم كان خطوة إسرائيلية أحادية الجانب.
زعزعة العلاقات
بالنسبة للإسرائيليين، كان لا بد من مساعدة البيت الأبيض على تأكيد النفي؛ من أجل مصلحة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث إن لدى إدارة ترامب أسبابًا واضحة للنأي بنفسها عن الضربة، وهذه ليست المرة الأولى التي تختلق فيها إدارة ترامب أمورًا بشأن محادثاتها مع إسرائيل بسبب اعتبارات سياسية.
وأدت الضربة في الدوحة إلى زعزعة العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، وزادت بشكل كبير من عزلة إسرائيل الإقليمية والعالمية، وأسفرت عن مقتل خمسة من حماس وضابط قطري، ووفقًا للمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية التي تم جمعها بعد الضربة، كان كبار القادة قد غادروا المبنى.